فَصاحَ هِلالٌ بِأَصحابِهِ ودَخَلُوا الفُراتَ ، وصاحَ عَمرٌو بِأَصحابِهِ لِيَمنَعوا ، فَاقتَتَلَ القَومُ عَلَى الماءِ قِتالاً شَديداً ، فَكانَ قَومٌ يُقاتِلونَ وقَومٌ يَملَؤونَ القِرَبَ حَتّى مَلَؤوها ، وقُتِلَ مِن أصحابِ عَمرِو بنِ الحَجّاجِ جَماعَةٌ ، ولَم يُقتَل مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام أحَدٌ ، ثُمَّ رَجَعَ القَومُ إلى مُعَسكَرِهِم بِالماءِ ، فَشَرِبَ الحُسَينُ عليه السلام ومَن كانَ مَعَهُ ، ولُقِّبَ العَبّاسُ عليه السلام يَومَئِذٍ السَّقّاءَ .۱
1 / 13
كِتابُ ابنِ زِيادٍ إلَى ابنِ سَعدٍ يَحُثُّهُ عَلى تَعجيلِ النِّزالِ
۷۸۹.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده [زين العابدين] عليهم السلام :بَلَغَ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ أنَّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ يُسامِرُ الحُسَينَ عليه السلام ويُحَدِّثُهُ ، ويَكرَهُ قِتالَهُ ، فَوَجَّهَ إلَيهِ شِمرَ بنَ ذِي الجَوشَنِ في أربَعَةِ آلافِ فارِسٍ ، وكَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : إذا أتاكَ كِتابي هذا فَلا تُمهِلَنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ ، وخُذ بِكَظَمِهِ۲ ، وحُل بَينَ الماءِ وبَينَهُ ، كَما حيلَ بَينَ عُثمانَ وبَينَ الماءِ يَومَ الدّارِ .۳
۷۹۰.الملهوف : وَرَدَ كِتابُ عُبَيدِ اللَّهِ عَلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، يَحُثُّهُ عَلَى القِتالِ وتَعجيلِ النِّزالِ ، ويُحَذِّرُهُ مِنَ التَّأخيرِ وَالإِمهالِ .۴
۷۹۱.الأخبار الطوال : إنَّ ابنَ زِيادٍ كَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لَم أبعَثكَ إلَى الحُسَينِ لِتُطاوِلَهُ الأَيّامَ ، ولا لِتُمَنِّيَهُ السَّلامَةَ وَالبَقاءَ ، ولا لِتَكونَ شَفيعَهُ إلَيَّ ، فَاعرِض عَلَيهِ وعَلى أصحابِهِ النُّزولَ عَلى حُكمي ، فَإِن أجابوكَ فَابعَث بِهِ وبِأَصحابِهِ إلَيَّ ، وإن أبَوا فَازحَف إلَيهِ ؛ فَإِنَّهُ عاقٌّ شاقٌّ !! فَإِن لَم تَفعَل فَاعتَزِل جُندَنا ، وخَلِّ بَينَ شِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ وبَينَ العَسكَرِ ، فَإِنّا أمَرناكَ بِأَمرِنا . فَنادى عُمَرُ بنُ سَعدٍ في أصحابِهِ أنِ انهَدوا۵ إلَى القَومِ .۶
1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۴ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۱ .
2.الكَظَم : مخرج النَّفَس من الحَلق (النهاية : ج ۴ ص ۱۷۸ «كظم») .
3.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۰ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۵ ح ۱ .
4.الملهوف : ص ۱۴۸ .
5.نَهَدَ : شَخَصَ ، وَنَهَدَ إليه : قَامَ (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۲۹ «نهد») .
6.الأخبار الطوال : ص ۲۵۵ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۷ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۶ نحوه .