قُتِلتُ ، ثُمَّ نُشِرتُ۱ ، ثُمَّ قُتِلتُ ، ثمَّ نُشِرتُ ، ثُمَّ قُتِلتُ ، ثُمّ نُشِرتُ فيكَ وفِي الَّذينَ مَعَكَ مِئَةَ قَتلَةٍ ، وإنَّ اللَّهَ دَفَعَ بي عَنكُم أهلَ البَيتِ .
فَقالَ لَهُ و لِأَصحابِهِ : جُزِيتُم خَيراً .۲
۸۱۰.مثير الأحزان : جَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ ، وحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا أعلَمُ لي أصحاباً أوفى ولا خَيراً مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنّي جَميعاً خَيراً ، ألا وإنّي قَد أذِنتُ لَكُم ، فَانطَلِقوا أنتُم في حِلٍّ ، لَيسَ عَلَيكُم مِنّي ذِمامٌ۳ ، هذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً .
فَقالَ لَهُ إخوَتُهُ وأبناؤُهُ وأبناءُ عَبدِ اللَّهِ بنِ جَعفَرٍ : ولِمَ نَفعَلُ ذلِكَ ، لِنَبقى بَعدَكَ ؟! لا أرانَا اللَّهُ ذلِكَ ، وبَدَأَهُمُ العَبّاسُ أخوهُ عليه السلام ، ثُمَّ تابَعوهُ .
وقالَ لِبَني مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ : حَسبُكُم مِنَ القَتلِ بِصاحِبِكُم مُسلِمٍ ، اِذهَبوا فَقَد أذِنتُ لَكُم ، فَقالوا : لا وَاللَّهِ ، لا نُفارِقُكَ أبَداً حَتّى نَقِيَكَ بِأَسيافِنا ، ونُقتَلَ بَينَ يَدَيكَ ... ثُمَّ قالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : نَحنُ نُخَلّيكَ وقَد أحاطَ بِكَ العَدُوُّ ؟! لا أرانَا اللَّهُ ذلِكَ أبَداً حَتّى أكسِرَ في صُدورِهِم رُمحي ، واُضارِبَهُم بِسَيفي ، ولَو لَم يَكُن لي سِلاحٌ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ ، ولَم اُفارِقكَ .
وقامَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيُّ وزُهَيرُ بنُ القَينِ ، فَأَجمَلا فِي الجَوابِ ، وأحسَنا فِي المَآبِ .۴
۸۱۱.مقاتل الطالبيّين عن عتبة بن سمعان الكلبي : قامَ الحُسَينُ عليه السلام في أصحابِهِ خَطيباً ، فَقالَ : اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنّي لا أعلَمُ أصحاباً خَيراً مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ خَيراً مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللَّهُ خَيراً ، فَقَد آزَرتُم وعاوَنتُم ، وَالقَومُ لا يُريدونَ غَيري ، ولَو قَتَلوني لَم يَبتَغوا غَيري أحَداً ، فَإِذا جَنَّكُمُ اللَّيلُ فَتَفَرَّقوا في سَوادِهِ ، وَانجوا بِأَنفُسِكُم .
فَقامَ إليهِ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ أخوهُ وعَلِيٌّ ابنُهُ وبَنو عَقيلٍ عليهم السلام ، فَقالوا لَهُ : مَعاذَ اللَّهِ وَالشَّهرِ