۸۱۴.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن الأسود بن قيس العبدي :قيلَ لِمُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ الحَضرَمِيِّ : قَد اُسِرَ ابنُكَ بِثَغرِ الرِّيِّ .
قالَ : عِندَ اللَّهِ أحتَسِبُهُ ونَفسي ، ما كُنتُ اُحِبُّ أن يُؤسَرَ ، ولا أن أبقى بَعدَهُ .
فَسَمِعَ قَولَهُ الحُسَينُ عليه السلام فَقالَ لَهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، أنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، فَاعمَل في فِكاكِ ابنِكَ . قالَ : أكَلَتنِي السِّباعُ حَيّاً إن فارَقتُكَ .
قالَ : فَأَعطِ ابنَكَ هذِهِ الأَثوابَ وَالبُرودَ يَستَعينُ بِها في فِكاكِ أخيهِ .
فَأَعطاهُ خَمسَةَ أثوابٍ قيمَتُها ألفُ دينارٍ .۱
۸۱۵.مقاتل الطالبيّين عن حميد بن مسلم : جاءَ رَجُلٌ حَتّى دَخَلَ عَسكَرَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَجاءَ إلى رَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ خَبَرَ ابنِكَ فُلانٍ وافى أنَّ الدَّيلَمَ أسِروهُ ، فَتَنصَرِفُ مَعي حَتّى نَسعى في فِدائِهِ ، فَقالَ : حَتّى أصنَعَ ماذا ؟ عِندَ اللَّهِ أحتَسِبُهُ ونَفسي .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اِنصَرِف وأنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، وأنَا اُعطيكَ فِداءَ ابنِكَ .
فَقالَ : هَيهاتَ أن اُفارِقَكَ ، ثُمَّ أسأَلَ الرُّكبانَ عَن خَبَرِكَ ! لا يَكونُ - وَاللَّهِ - هذا أبَداً ، ولا اُفارِقُكَ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى القَومِ فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ ورِضوانُهُ۲ .۳
۸۱۶.شرح الأخبار عن الحسين عليه السلام- لِأَصحابِهِ -: إنَّ هؤُلاءِ لا يَطلُبونَ مِنكُم غَيري ، وأنَا فَلَستُ اُسَلِّمُ إلَيهِم نَفسي أو يَقتُلوني ، فَمَن شاءَ مِنكُم فَليَنصَرِف عَنّي مُحَلَّلاً مِن ذلِكَ .
قالوا : وكَيفَ نَنصَرِفُ عَنِ ابنِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟! نُقتَلُ بَينَ يَدَيهِ بَعدَ أن نَبذُلَ مَجهودَنا في عَدُوِّهِ ، وفي دَفعِهِ عَنهُ حَتّى نَلقَى اللَّهَ عزّ وجلّ .۴
1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۸ ح ۴۴۳ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۸۲ .
2.ذكر مؤلّف كتاب مقاتل الطالبيين هذه الحادثة خلال أحداث يوم عاشوراء، ولكن يبدو من كتاب الملهوف إلى حدٍّ ما أنّ وقوع الحادثة كان في ليلة عاشوراء، وهذا ما يستشمّ من كتاب الطبقات الكبرى أيضاً، فيما ذكرت بعض الكتب - مثل تهذيب الكمال - الحادثةَ صرفاً دون الإشارة إلى زمانها .
3.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۶ .
4.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۲ .