631
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۸۱۴.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن الأسود بن قيس العبدي :قيلَ لِمُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ الحَضرَمِيِّ : قَد اُسِرَ ابنُكَ بِثَغرِ الرِّيِّ .
قالَ : عِندَ اللَّهِ أحتَسِبُهُ ونَفسي ، ما كُنتُ اُحِبُّ أن يُؤسَرَ ، ولا أن أبقى‏ بَعدَهُ .
فَسَمِعَ قَولَهُ الحُسَينُ عليه السلام فَقالَ لَهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، أنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، فَاعمَل في فِكاكِ ابنِكَ . قالَ : أكَلَتنِي السِّباعُ حَيّاً إن فارَقتُكَ .
قالَ : فَأَعطِ ابنَكَ هذِهِ الأَثوابَ وَالبُرودَ يَستَعينُ بِها في فِكاكِ أخيهِ .
فَأَعطاهُ خَمسَةَ أثوابٍ قيمَتُها ألفُ دينارٍ .۱

۸۱۵.مقاتل الطالبيّين عن حميد بن مسلم : جاءَ رَجُلٌ حَتّى‏ دَخَلَ عَسكَرَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَجاءَ إلى‏ رَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ خَبَرَ ابنِكَ فُلانٍ وافى‏ أنَّ الدَّيلَمَ أسِروهُ ، فَتَنصَرِفُ مَعي حَتّى‏ نَسعى‏ في فِدائِهِ ، فَقالَ : حَتّى‏ أصنَعَ ماذا ؟ عِندَ اللَّهِ أحتَسِبُهُ ونَفسي .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اِنصَرِف وأنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتي ، وأنَا اُعطيكَ فِداءَ ابنِكَ .
فَقالَ : هَيهاتَ أن اُفارِقَكَ ، ثُمَّ أسأَلَ الرُّكبانَ عَن خَبَرِكَ ! لا يَكونُ - وَاللَّهِ - هذا أبَداً ، ولا اُفارِقُكَ ، ثُمَّ حَمَلَ عَلَى القَومِ فَقاتَلَ حَتّى‏ قُتِلَ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ ورِضوانُهُ‏۲ .۳

۸۱۶.شرح الأخبار عن الحسين عليه السلام- لِأَصحابِهِ -: إنَّ هؤُلاءِ لا يَطلُبونَ مِنكُم غَيري ، وأنَا فَلَستُ اُسَلِّمُ إلَيهِم نَفسي أو يَقتُلوني ، فَمَن شاءَ مِنكُم فَليَنصَرِف عَنّي مُحَلَّلاً مِن ذلِكَ .
قالوا : وكَيفَ نَنصَرِفُ عَنِ ابنِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟! نُقتَلُ بَينَ يَدَيهِ بَعدَ أن نَبذُلَ مَجهودَنا في عَدُوِّهِ ، وفي دَفعِهِ عَنهُ حَتّى‏ نَلقَى اللَّهَ عزّ وجلّ .۴

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۸ ح ۴۴۳ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۸۲ .

2.ذكر مؤلّف كتاب مقاتل الطالبيين هذه الحادثة خلال أحداث يوم عاشوراء، ولكن يبدو من كتاب الملهوف إلى حدٍّ ما أنّ وقوع الحادثة كان في ليلة عاشوراء، وهذا ما يستشمّ من كتاب الطبقات الكبرى أيضاً، فيما ذكرت بعض الكتب - مثل تهذيب الكمال - الحادثةَ صرفاً دون الإشارة إلى زمانها .

3.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۶ .

4.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
630

الحَرامِ ، فَماذا نَقولُ لِلنّاسِ إذا رَجَعنا إلَيهِم ، إنّا تَرَكنا سَيِّدَنا وَابنَ سَيِّدِنا وعِمادَنا ، وتَرَكناهُ غَرَضاً لِلنَّبلِ ، ودَريئَةً۱لِلرِّماحِ ، وجَزَراً۲ لِلسِّباعِ ، وفَرَرنا عَنهُ رَغبَةً فِي الحَياةِ ؟ مَعاذَ اللَّهِ ، بَل نَحيا بِحَياتِكَ ، ونَموتُ مَعَكَ . فَبَكى‏ وبَكَوا عَلَيهِ ، وجَزاهُم خَيراً ، ثُمَّ نَزَلَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ .۳

۸۱۲.أنساب الأشراف : عَرَضَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى‏ أهلِهِ ومَن مَعَهُ أن يَتَفَرَّقوا ويَجعَلُوا اللَّيلَ جَمَلاً ... ، فَقالوا : قَبَّحَ اللَّهُ العَيشَ بَعدَكَ .
وقالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ الأَسَدِيُّ : أنُخَلّيكَ ولِمَ نَعذِرُ إلَى اللَّهِ فيكَ في أداءِ حَقِّكَ ؟! لا وَاللَّهِ ، حَتّى‏ أكسِرَ رُمحي في صُدورِهِم ، وأضرِبَهُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي ، ولَو لَم يَكُن سِلاحي مَعي لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ دونَكَ .
وقالَ لَهُ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيُّ نَحوَ ذلِكَ ، فَتَكَلَّمَ أصحابُهُ بِشَبيهٍ بِهذَا الكَلامِ .۴

۸۱۳.الطبقات الكبرى‏ (الطبقة الخامسة من الصحابة) : جَمَعَ حُسَينٌ عليه السلام أصحابَهُ في لَيلَةِ عاشوراءَ لَيلَةِ الجُمُعَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، وذَكَرَ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله وما أكرَمَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ ، وما أنعَمَ بِهِ عَلى‏ اُمَّتِهِ وقالَ :
إنّي لا أحسَبُ القَومَ إلّا مُقاتِلوكُم غَداً ، وقَد أذِنتُ لَكُم جَميعاً ، فَأَنتُم في حِلٍّ مِنّي، وهذَا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم ، فَمَن كانَت لَهُ مِنكُم قُوَّةٌ فَليَضُمَّ رَجُلاً مِن أهلِ بَيتي إلَيهِ ، وتَفَرَّقوا في سَوادِكُم حَتّى‏ يَأتِيَ اللَّهُ بِالفَتحِ أو أمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحوا عَلى‏ ما أسَرّوا في أنفُسِهِم نادِمينَ‏۵ ، فَإِنَّ القَومَ إنَّما يَطلُبونَني ، فَإِذا رَأَوني لَهَوْا عَن طَلَبِكُم .
فَقالَ أهلُ بَيتِهِ : لا أبقانَا اللَّهُ بَعدَكَ ، لا وَاللَّهِ ، لا نُفارِقُكَ حَتّى‏ يُصيبَنا ما أصابَكَ ، وقالَ ذلِكَ أصحابُهُ جَميعاً . فَقالَ : أثابَكُمُ اللَّهُ عَلى‏ ما تَنوُونَ الجَنَّةَ .۶

1.الدَّرِيئَةُ : الحَلَقَةُ يُتَعَلَّم الطعنُ والرميُ عليها (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۴ «درأ») .

2.الجَزَرُ : الشياه السمينة ، الواحدة جَزَرَة (لسان العرب : ج ۴ ص ۱۳۴ «جزر») .

3.مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۲ .

4.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۳ .

5.تضمين للآية ۵۲ من سورة المائدة : «فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِىَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى‏ مَآ أَسَرُّواْ فِى أَنفُسِهِمْ نَدِمِينَ» .

6.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۱ نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1985951
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به