635
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَقالَ لَهُ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ : يا فاسِقُ ! أنتَ يَجعَلُكَ اللَّهُ مِنَ الطَّيِّبينَ !! فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ وَيلَكَ ؟ قالَ : أنَا بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ ، فَتَسابّا .۱

1 / 22

حِوارُ بُرَيرٍ و شِمرٍ

۸۲۶.الفتوح : أقبَلَ الشِّمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ - لَعَنَهُ اللَّهُ - في نِصفِ اللَّيلِ ومَعَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ حَتّى‏ تَقارَبَ مِن عَسكَرِ الحُسَينُ عليه السلام ، وَالحُسَينُ عليه السلام قَد رَفَعَ صَوتَهُ وهُوَ يَتلو هذِهِ الآيَةَ «وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ» ، إلى‏ آخِرِها .
قالَ : فَصاحَ لَعينٌ مِن أصحابِ شِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ : نَحنُ ورَبِّ الكَعبَةِ الطَّيِّبونَ ، وأنتُمُ الخَبيثونَ ! وقَد مُيِّزنا مِنكُم .
قالَ : فَقَطَعَ بُرَيرٌ الصَّلاةَ ، فَناداهُ : يا فاسِقُ ! يا فاجِرُ ! يا عَدُوَّ اللَّهِ ! أمِثلُكَ يَكونُ مِنَ الطَّيِّبينَ ؟! ما أنتَ إلّا بَهيمَةٌ ولا تَعقِلُ ، فَأَبشِر بِالنّارِ يَومَ القِيامَةِ وَالعَذابِ الأَليمِ . قالَ : فَصاحَ بِهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ - لَعَنَهُ اللَّهُ - وقالَ : أيُّهَا المُتَكَلِّمُ ، إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى‏ قاتِلُكَ وقاتِلُ صاحِبِكَ عَن قَريبٍ .
فَقالَ لَهُ بُرَيرٌ : يا عَدُوَّ اللَّهِ! أبِالمَوتِ تُخَوِّفُني ، وَاللَّهِ ، إنَّ المَوتَ أحَبُّ إلَينا مِنَ الحَياةِ مَعَكُم ! وَاللَّهِ ، لا يَنالُ شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله قَومٌ أراقوا دِماءَ ذُرِّيَّتِهِ وأهلِ بَيتِهِ .
قالَ : وأقبَلَ رَجُلٌ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ بُرَيرِ بنِ حُضَيرٍ ، فَقالَ لَهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ يا بُرَيرُ ! إنَّ أبا عَبدِ اللَّهِ يَقولُ لَكَ : اِرجِع إلى‏ مَوضِعِكَ ولا تُخاطِبِ القَومَ ، فَلَعَمري لَئِن كانَ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ نَصَحَ لِقَومِهِ وأبلَغَ فِي الدُّعاءِ ، فَلَقَد نَصَحتَ وأبلَغتَ فِي النُّصحِ .۲

1 / 23

حالَةُ زَينَبَ عليها السلام لَيلَةَ عاشوراءَ

۸۲۷.تاريخ الطبري عن الحارث بن كعب وأبي الضّحاك عن عليّ بن الحسين بن عليّ [زين العابدين‏] عليه السلام :إنّي جالِسٌ

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۹۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۷ وفيه صدره إلى «ويستغفرون» ، روضة الواعظين : ص ۲۰۳ وفيه من «قال الضحّاك» إلى «الطيب» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳ .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۹۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۵۱ نحوه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
634

«وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِاَّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ *
مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى‏ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى‏ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»
.
فَسَمِعَها رَجُلٌ مِن تِلكَ الخَيلِ الَّتي كانَت تَحرُسُنا، فَقالَ : نَحنُ ورَبِّ الكَعبَةِ الطَّيِّبونَ ، مُيِّزنا مِنكُم ، قالَ : فَعَرَفتُهُ ، فَقُلتُ لِبُرَيرِ بنِ حُضَيرٍ : تَدري مَن هذا ؟ قالَ : لا : قُلتُ : هذا أبو حَربٍ السَّبيعِيُّ عَبدُ اللَّهِ بنُ شَهرٍ ، وكانَ مِضحاكاً بَطّالاً ، وكانَ شَريفاً شُجاعاً فاتِكاً ، وكانَ سَعيدُ بنُ قَيسٍ رُبَّما حَبَسَهُ في جِنايَةٍ .
فَقالَ لَهُ بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ : يا فاسِقُ! أنتَ يَجعَلُكَ اللَّهُ فِي الطَّيِّبينَ ! فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ ؛ قالَ : إنّا للَّهِ‏ِ ! عَزَّ عَلَيَّ ! هَلَكتَ وَاللَّهِ ، هَلَكتَ وَاللَّهِ يا بُرَيرُ !
قالَ : يا أبا حَربٍ ، هَل لَكَ أن تَتوبَ إلَى اللَّهِ مِن ذُنوبِكَ العِظامِ ! فَوَاللَّهِ ، إنّا لَنَحنُ الطَّيِّبونَ ، ولكِنَّكُم لَأَنتُمُ الخَبيثونَ ؛ قالَ : وأنَا عَلى‏ ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ .
قُلتُ : وَيحَكَ ؟ أفَلا يَنفَعُكَ مَعرِفَتُكَ ؟ قالَ : جُعِلتُ فِداكَ ! فَمَن يُنادِمُ يَزيدَ بنَ عَذرَةَ العَنَزِيَّ مِن عَنَزِ بنِ وائِلٍ ! قالَ : ها هُوَ ذا مَعي ، قالَ : قَبَّحَ اللَّهُ رَأيَكَ عَلى‏ كُلِّ حالٍ ! أنتَ سَفيهٌ .
قالَ : ثُمَّ انصَرَفَ عَنّا ، وكانَ الَّذي يَحرُسُنا بِالَّليلِ فِي الخَيلِ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ الأَحمَسِيُّ ، وكانَ عَلَى الخَيلِ .۱

۸۲۵.الإرشاد : رَجَعَ [الحُسَينُ‏] عليه السلام إلى‏ مَكانِهِ ، فَقامَ اللَّيلَ كُلَّهُ يُصَلّي ويَستَغفِرُ ، ويَدعو ويَتَضَرَّعُ ، وقامَ أصحابُهُ كَذلِكَ يُصَلّونَ ويَدعونَ ويَستَغفِرونَ .
قالَ الضَّحّاكُ بنُ عَبدِ اللَّهِ : ومَرَّ بِنا خَيلٌ لِابنِ سَعدٍ يَحرُسُنا ، وإنَّ حُسَيناً عليه السلام لَيَقرَأُ : «وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِاَّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى‏ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى‏ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»۲ ، فَسَمِعَها مِن تِلكَ الخَيلِ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ سُمَيرٍ ، وكانَ مِضحاكاً ، وكانَ شُجاعاً بَطَلاً فارِساً فاتِكاً شَريفاً ، فَقالَ : نَحنُ - ورَبِّ الكَعبَةِ - الطَّيِّبونَ ، مُيِّزنا مِنكُم .

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۱ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۷ نحوه .

2.آل عمران : ۱۷۸ و ۱۷۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926969
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به