639
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

يَموتونَ ، وأهلَ الأَرضِ لا يَبقَونَ ، وجَميعَ البَرِيَّةِ يَهلِكونَ .
ثُمَّ قالَ : يا اُختاه يا اُمَّ كُلثومٍ! وأنتِ يا زَينَبُ! وأنتِ يا رُقَيَّةُ! وأنتِ يا فاطِمَةُ! وأنتِ يا رَبابُ! اُنظُرنَ إذا أنَا قُتِلتُ ، فَلا تَشقُقنَ عَلَيَّ جَيباً ، ولا تَخمُشنَ عَلَيَّ وَجهاً ، ولا تَقُلنَ عَلَيَّ هُجراً .
ورُوِيَ مِن طَريقٍ آخَرَ : أنَّ زَينَبَ عليها السلام لَمّا سَمِعَتِ الأَبياتَ - وكانَت في مَوضِعٍ مُنفَرِدٍ عَنهُ مَعَ النِّساءِ وَالبَناتِ - خَرَجَت حاسِرَةً تَجُرُّ ثَوبَها ، حَتّى‏ وَقَفَت عَلَيهِ ، وقالَت : واثُكلاه ! لَيتَ المَوتَ أعدَمَنِي الحَياةَ ! اليَومَ ماتَت اُمّي فاطِمَةُ الزَّهراءُ ، وأبي عَلِيٌّ المُرتَضى‏ ، وأخِي الحَسَنُ الزَّكِيُّ ! يا خَليفَةَ الماضينَ وثِمالَ الباقينَ .
فَنَظَرَ الحُسَينُ عليه السلام إلَيها وقالَ : يا اُختاه لا يَذهَبَنَّ حِلمُكِ . فَقالَت : بِأَبي أنتَ واُمّي أسَتُقتَلُ؟! نَفسي لَكَ الفِداءُ .
فَرَدَّ غُصَّتَهُ وتَغَرغَرَت عَيناهُ بِالدُّموعِ ، ثُمَّ قالَ : هَيهاتَ هَيهاتَ! لَو تُرِكَ القَطا لَيلاً لَنامَ !
فَقالَت : يا وَيلَتاه ، أفَتَغتَصِبُ نَفسَكَ اغتِصاباً ، فَذلِكَ أقرَحُ لِقَلبي وأشَدُّ عَلى‏ نَفسي ! ثُمَّ أهوَت إلى‏ جَيبِها فَشَقَّتهُ ، وخَرَّت مَغشِيّاً عَلَيها .
فَقامَ عليه السلام فَصَبَّ عَلى‏ وَجهِهَا الماءَ حَتّى‏ أفاقَت ، ثُمَّ عَزّاها عليه السلام بِجُهدِهِ ، وذَكَّرَهَا المُصيبَةَ بِمَوتِ أبيهِ وجَدِّهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ .۱

1.الملهوف : ص ۱۳۹ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۸۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۷ عن الإمام زين العابدين عليه السلام وكلاهما نحوه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
638

۸۲۹.أنساب الأشراف- عن الامام زين العابدين عليه السلام -: كانَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام حُوَيٌّ مَولى‏ أبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ ، فَجَعَلَ يُعالِجُ سَيفَهُ ويُصلِحُهُ ، ويَقولُ :


يا دَهرُ اُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ‏كَم لَكَ بِالإِشراقِ وَالأَصيلِ‏
مِن طالِبٍ و صاحِبٍ قَتيلِ‏وَالدَّهرُ لا يَقنَعُ بِالبَديلِ‏
وإنَّمَا الأَمرُ إلَى الجَليلِ‏وكُلُّ حَيٍّ سالِكٌ سَبيلِ‏
ورَدَّدَها حَتّى‏ حَفِظتُ ، وسَمِعَتها زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليها السلام ، فَنَهَضَت إلَيهِ تَجُرُّ ثَوبَها وهِيَ تَقولُ : واثُكلاه ! لَيتَ المَوتَ أعدَمَنِي الحَياةَ ! اليَومَ ماتَت فاطِمَةُ اُمّي وعَلِيٌّ أبي وَالحَسَنُ أخي ! يا خَليفَةَ الماضي وثِمالَ الباقي .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا اُخَيَّةُ ، لا يُذهِبَنَّ حِلمَكِ الشَّيطانُ .
قالَت : أتَغتَصِبُ نَفسَكَ اغتِصاباً ؟! ثُمَّ لَطَمَت وَجهَها ، وشَقَّت جَيبَها ، وهُوَ يُعَزّيها ويُصَبِّرُها.۱

۸۳۰.الملهوف : نَزَلَ الحُرُّ وأصحابُهُ ناحِيَةً ، وجَلَسَ الحُسَينُ عليه السلام يُصلِحُ سَيفَهُ ، ويَقولُ :


يا دَهرُ اُفٍّ لَكَ مِن خَليلِ‏كَم لَكَ بِالإِشراقِ وَالأَصيلِ‏
مِن طالِبٍ و صاحِبٍ قَتيلِ‏وَالدَّهرُ لا يَقنَعُ بِالبَديلِ‏
وإنَّمَا الأَمرُ إلَى الجَليلِ‏وكُلُّ حَيٍّ فَإِلى‏ سَبيلِ‏
ما أقرَبَ الوَعدَ إلَى الرَّحيلِ‏إلى‏ جِنانٍ وإلى‏ مَقيلِ‏
قالَ الرّاوي : فَسَمِعَت زَينَبُ ابنَةُ فاطِمَةَ عليها السلام ذلِكَ فَقالَت : يا أخي! هذا كَلامُ مَن قَد أيقَنَ بِالقَتلِ .
فَقالَ : نَعَم يا اُختاه ! فَقالَت زَينَبُ عليها السلام : واثُكلاه ، يَنعى‏ إلَيَّ الحُسَينُ عليه السلام نَفسَهُ !!
قالَ : وبَكَى النِّسوَةُ ، ولَطَمنَ الخُدودَ ، وشَقَقنَ الجُيوبَ ، وجَعَلَت اُمُّ كُلثومٍ تُنادي : وامُحَمّداه ! واعَلِيّاه ! وااُمّاه ! وافاطِمَتاه ! واحَسَناه ! واحُسَيناه ! واضَيعَتاه بَعدَكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ !
قالَ : فَعَزّاهَا الحُسَينُ عليه السلام وقالَ لَها : يا اُختاه تَعَزَّي بِعَزاءِ اللَّهِ ، فَإِنَّ سُكّانَ السَّماواتِ

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۳ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1979295
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به