65
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ج - إقامة الحكم مع العلم بالشهادة

يقول آية اللَّه رضا الاُستادي :
نحن لا نقول بأنّ الإمام ذهب بهدف القتل، بل نقول إنّه ذهب رغم أنّه كان يعلم بأنّه سوف يقتل، لكن على الظاهر إنّه ذهب لإقامة الحكم بدعوة أهل الكوفة۱.
وبعد استعراض هذه الآراء، نسلّط الضوء على بعض الأسئلة والإبهامات والنقود الواردة عليها بصورة إجمالية ، دون أن نقصد التفصيل والدراسة الشاملة:
1 . لم تكن الشهادة هدف الإمام ومقصده كما مرّ، رغم أنّها مقصودة، وقد خلط اُولئك الذين اعتبروا طلب الشهادة هدفاً بين المقصد والمقصود من جهة ، وتجاهلوا من جهة اُخرى أقوال الإمام الحسين عليه السلام وخطبه وكتبه، حيث أكّد الإمام في هذه المجموعة على أهداف غير طلب الشهادة.
2 . المعتقدون بنظريّة إقامة الحكم لم يسلّطوا الضوء على علم الإمام بالشهادة ، إن لم نقل إنّهم تجاهلوه ، رغم أنّ النصوص الدالّة عليه متواترة. ومن جهة اُخرى فإنّ المصدر الذي استندوا إليه في استخراج هذا الهدف هو أقوال الإمام الحسين عليه السلام وخطبه وكتبه ، وما نراه في هذه‏المجموعة هو الأمر بالمعروف والنهي عن‏المنكر وإصلاح‏اُمور الاُمّة، وإحياء سنّة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، ولا تدلّ بصراحة على عزمه إقامة الحكم إلّا إذا اعتبرناها ملازمة لإقامة الحكم. نعم، عندما امتنع عن البيعة أشار في بعض النصوص إلى عدم كفاءة يزيد وأحقّيته في أمر الخلافة.
ومن جهة اُخرى فإنّ تعبير «الخروج» في كلام الإمام الحسين عليه السلام لا يعني الثورة، بل يعني - في جميع المواضع - الخروج من المدينة ، وقد يعبّر عنه خطأً بالثورة.
3 . ليس لنظريّة المحافظة على النفس أيّ شاهد كلاميّ وتاريخيّ ، ولذلك فإنّها غير قابلة للعرض، وفي نفس الوقت فإنّها لا تنسجم مع شؤون الإمامة.
4 . يجب الحديث فيما يتعلّق بنظريّة الجمع عمّا ذكرناه في الفقرتين الاُولى والثانية، علماً أنّ بعض وجوه هذه الحادثة تمّ تجاهلها في هذا التحليل - كالنظريّات الثلاث الاُولى - حيث سنتناولها في المباحث القادمة .

1.سرگذشت كتاب شهيد جاويد «بالفارسية»: ص ۳۳۹.


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
64

أنّهم ينظرون إلى هذا الموضوع نظرة تاريخية بحتة ، ولا يفسّرونه من النواحي الكلامية .

3. نظريّة المحافظة على النفس‏

كتب أحد الكتّاب المعاصرين حول هدف الإمام الحسين عليه السلام من الخروج كالتالي :
لقد كان الهدف من مغادرة الإمام الحسين عليه السلام للمدينة إلى مكّة ومن مكّة نحو العراق، الحفاظ على النفس، لا الخروج والثورة ولا محاربة الأعداء ولا إقامة الحكم .۱

4. نظرية الجمع‏

نظريّة الجمع كما مرّ ، تعمل على التوفيق بين نظريّة طلب الشهادة ونظريّة إقامة الحكم ، والتي تؤيّدها النصوص الكثيرة الصادرة عن النبيّ والأئمّة لطلب الشهادة ، فيما تدلّ أقوال وخطب وكتب الإمام الحسين عليه السلام على إقامة الحكم . وقد دفعت هاتان الحقيقتان الكلاميّتان والتاريخيّتان هذه المجموعة إلى أن تهتمّ بنوع من التوفيق بينهما ، فظهرت على إثر ذلك أربعة آراء :

أ - تحقيق الهدف على مراحل‏

يبدو من بعض ماكتبه الاُستاذ الشهيد المطهريّ ، أنّ هدف الإمام الحسين عليه السلام كان على مراحل ، حيث كان يهدف في المرحلة الاُولى إلى إقامة الحكم ، ولكن أصبح هدفه بعد خبر مقتل مسلم هو الشهادة .۲

ب - القصد المباشر وغير المباشر

يرى العلّامة العسكري في مقدّمة مرآة العقول الذي صدر فيما بعد تحت عنوان «معالم المدرستين» أنّ الإمام الحسين عليه السلام قصد الشهادة ، ولكنّه كان يريد أن يقوم الناس بثورة مسلّحة ضدّ حكم يزيد .۳

1.كتاب هفت ساله چرا صدا درآورد «بالفارسية» : ص ۱۹۳ - ۱۹۴.

2.مجموعه آثار استاد شهيد مطهري «بالفارسية»: ج ۱۷ ص ۳۷۱.

3.مقدّمة مرآة العقول : ج ۲ ص ۴۹۳ - ۴۹۴ ؛ معالم المدرستين: ج ۳ ص ۳۰۸ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970762
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به