657
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۸۴۹.تاريخ اليعقوبي : خَرَجَ زُهَيرُ بنُ القَينِ عَلى‏ فَرَسٍ لَهُ ، فَنادى‏ : يا أهلَ الكوفَةِ ! نَذارِ لَكُم مِن عَذابِ اللَّهِ نَذارِ! عِبادَ اللَّهِ ، وَلَدُ فاطِمَةَ عليها السلام أحَقُّ بِالوُدِّ وَالنَّصرِ مِن وَلَدِ سُمَيَّةَ ، فَإِن لَم تَنصُروهُم فَلا تُقاتِلوهُم .
أيُّهَا النّاسُ! إنَّهُ ما أصبَحَ عَلى‏ ظَهرِ الأَرضِ ابنُ بِنتِ نَبِيٍّ إلَّا الحُسَينُ عليه السلام ، فَلا يُعينُ أحَدٌ عَلى‏ قَتلِهِ ولَو بِكَلِمَةٍ إلّا نَغَّصَهُ‏۱اللَّهُ الدُّنيا ، وعَذَّبَهُ أشَدَّ عَذابِ الآخِرَةِ .۲

2 / 4

كَلِمَةُ بُرَيرِ بنِ خُضَيرٍ لِجَيشِ الكوفَةِ

۸۵۰.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده [زين العابدين‏] عليهم السلام- في ذِكرِ أحداثِ يَومِ عاشوراءَ- : بَلَغَ العَطَشُ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن شيعَتِهِ يُقالُ لَهُ : بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُ‏۳ - قالَ إبراهيمُ بنُ عَبدِ اللَّهِ راوِي الحَديثِ : هُوَ خالُ أبي إسحاقَ الهَمدانِيِّ - فَقالَ : يَا بنَ رَسولِ اللَّهِ ، أتَأذَنُ لي فَأَخرُجَ إلَيهِم ، فَاُكَلِّمَهُم ؟
فَأَذِنَ لَهُ ، فَخَرَجَ إلَيهِم ، فَقالَ :
يا مَعشَرَ النّاسِ ! إنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ بَشيراً ونَذيراً وداعِياً إلَى اللَّهِ بِإِذنِهِ وسِراجاً مُنيراً ، وهذا ماءُ الفُراتِ تَقَعُ فيهِ خَنازيرُ السَّوادِ وكِلابُها ، وقَد حِيلَ بَينَهُ وبَينَ ابنِهِ !
فَقالوا : يا بُرَيرُ ، قَد أكثَرتَ الكَلامَ فَاكفُف ، فَوَاللَّهِ ، لَيَعطَشُ الحُسَينُ كَما عَطِشَ مَن كانَ قَبلَهُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اُقعُد يا بُرَيرُ .۴

2 / 5

اِحتِجاجاتُ الإِمامِ عليه السلام عَلى‏ جَيشِ الكوفَةِ

۸۵۱.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام- في ذِكرِ وَقائِعِ يَومِ عاشوراءَ -: وَثَبَ الحُسَينُ عليه السلام مُتَوَكِّئاً عَلى‏ سَيفِهِ ، فَنادى‏

1.نَغَّصَ اللَّه عليه العيش : أي كدّره (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۵۹ «نغص») .

2.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۴ .

3.وفي بحار الأنوار وروضة الواعظين : «يزيد بن حصين الهمداني».

4.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۲ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۴ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۸ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
656

نَدعوكُم إلى‏ نَصرِهِم وخِذلانِ الطّاغِيَةِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ؛ فَإِنَّكُم لا تُدرِكونَ مِنهُما إلّا بِسوءِ عُمُرِ سُلطانِهِما كُلِّهِ ، لَيَسمُلانِّ أعيُنَكُم ، ويَقطَعانِّ أيدِيَكُم وأرجُلَكُم ، ويُمَثِّلانِّ بِكُم ، ويَرفَعانِّكُم عَلى‏ جُذوعِ النَّخلِ ، ويُقَتِّلانِّ أماثِلَكُم وقُرّاءَكُم ، أمثالَ حُجرِ بنِ عَدِيٍّ وأصحابِهِ ، وهانِئِ بنِ عُروَةَ وأشباهِهِ .
قالَ : فَسَبّوهُ وأثنَوا عَلى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، ودَعَوا لَهُ ، وقالوا : وَاللَّهِ ، لا نَبرَحُ حَتّى‏ نَقتُلَ صاحِبَكَ ومَن مَعَهُ ، أو نَبعَثَ بِهِ وبِأَصحابِهِ إلَى الأَميرِ عُبَيدِ اللَّهِ سِلماً .
فَقالَ لَهُم : عِبادَ اللَّهِ! إنَّ وَلَدَ فاطِمَةَ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيها أحَقُّ بِالوُدِّ وَالنَّصرِ مِنِ ابنِ سُمَيَّةَ ، فَإِن لَم تَنصُروهُم فَاُعيذُكُم بِاللَّهِ أن تَقتُلوهُم ، فَخَلّوا بَينَ الرَّجُلِ وبَينَ ابنِ عَمِّهِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَلَعَمري إنَّ يَزيدَ لَيَرضى‏ مِن طاعَتِكُم بِدونِ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : فَرَماهُ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ بِسَهمٍ ، وقالَ : اُسكُت ، أسكَتَ اللَّهُ نَأمَتَكَ‏۱، أبرَمتَنا۲ بِكَثرَةِ كَلامِكَ !
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : يَابنَ البَوّالِ عَلى‏ عَقِبَيهِ ، ما إيّاكَ اُخاطِبُ ، إنَّما أنتَ بَهيمَةٌ ، وَاللَّهِ ما أظُنُّكَ تُحكِمُ مِن كِتابِ اللَّهِ آيَتَينِ ! فَأَبشِر بِالخِزيِ يَومَ القِيامَةِ وَالعَذابِ الأَليمِ .
فَقالَ لَهُ شِمرٌ : إنَّ اللَّهَ قاتِلُكَ وصاحِبَكَ عَن ساعَةٍ .
قالَ : أفَبِالمَوتِ تُخَوِّفُني ؟ فَوَاللَّهِ ، لَلمَوتُ مَعَهُ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الخُلدِ مَعَكُم .
قالَ : ثُمَّ أقبَلَ عَلَى النّاسِ رافِعاً صَوتَهُ ، فَقالَ : عِبادَ اللَّهِ ! لا يَغُرَّنَّكُم مِن دينِكُم هذَا الجِلفُ‏۳الجافي‏۴وأشباهُهُ ! فَوَاللَّهِ ، لا تَنالُ شَفاعَةُ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله قَوماً هَراقوا۵دِماءَ ذُرِّيَّتِهِ وأهلِ بَيتِهِ ، وقَتَلوا مَن نَصَرَهُم وذَبَّ عَن حَريمِهِم.
قالَ : فَناداهُ رَجُلٌ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَقولُ لَكَ : أقبِل ، فَلَعَمري لَئِن كانَ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ نَصَحَ لِقَومِهِ وأبلَغَ فِي الدُّعاءِ ، لَقَد نَصَحتَ لِهؤُلاءِ وأبلَغتَ لَو نَفَعَ النُّصحُ وَالإِبلاغُ .۶

1.النَّأمة : الصوت (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۳۸ «نأم») .

2.بَرِمَ به - بالكسر - يبرَمُ بَرَماً - بالتحريك - : إذا سئمه وملّه (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۱ «برم») .

3.الجِلْفُ : الأحمق (النهاية : ج ۱ ص ۲۸۷ «جلف») .

4.الجافي : الغليظ الخِلقَة والطبع (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۴۸ «جفا») .

5.هَراقَ الماء يهريقه : صَبّه ، وأصله : أراقه يُريقه (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۹۰ «هراق») .

6.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۲ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۰ كلاهما نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970208
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به