فَأَفنى ذلِكُم سَرَواتِ۱قَوميكَما أفنَى القُرونُ الأَوَّلينا
فَلَو خَلَدَ المُلوكُ إذاً خَلَدناولَو بَقِيَ الكِرامُ إذاً بَقينا
فَقُل لِلشّامِتينَ بِنا أفيقواسَيَلقَى الشّامِتونَ كَما لَقينا
ثُمَّ قالَ : أما وَاللَّهِ ، لا تَلبَثونَ بَعدَها إلّا كَريثِ۲ ما يُركَبَ الفَرَسُ حَتّى يَدورَ بِكُم دَورَ الرَّحى ، ويَقلَقَ بِكُم قَلَقَ المِحوَرِ ، عَهدٌ عَهِدَهُ إلَيَّ أبي عَن جَدّي «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَ لَا تُنظِرُونِ»۳ ، «إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّى وَ رَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّى عَلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ»۴ . اللَّهُمَّ احبِس عَنهُم قَطرَ السَّماءِ ، وَابعَث عَلَيهِم سِنينَ كَسِني يوسُفَ ، وسَلِّط عَلَيهِم غُلامَ ثَقيفٍ يَسومُهُم كَأساً مُصَبَّرَةً ؛ فَإِنَّهُم كَذَّبونا وخَذَلونا ، وأنتَ رَبُّنا ، عَلَيكَ تَوَكَّلنا ، وإلَيكَ أنَبنا ، وإلَيكَ المَصيرُ .۵
۸۵۷.تاريخ دمشق عن أبي بكر بن دريد : لَمَّا استَكَفَ۶ النّاسُ بِالحُسَينِ عليه السلام ، رَكِبَ فَرَسَهُ ، ثُمَّ استَنصَتَ النّاسَ ، فَأَنصَتوا لَهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ قالَ :
تَبّاً لَكُم أيَّتُهَا الجَماعَةُ وتَرَحاً ! أحينَ استَصرَختُمونا وَلِهينَ ، فَأَصرَخناكُم موجِفينَ ، شَحَذتُم عَلَينا سَيفاً كانَ في أيمانِنا ، وحَشَشتُم عَلَينا ناراً قَدَحناها۷ عَلى عَدُوِّكُم وعَدُوِّنا ، فَأَصبَحتُم إلباً عَلى أولِيائِكُم ، ويَداً عَلَيهِم لِأَعدائِكُم ، بِغَيرِ عَدلٍ رَأَيتُموهُ بَثّوهُ فيكُم ، ولا أصلٍ۸ أصبَحَ لَكُم فيهِم ، ومِن غَيرِ حَدَثٍ كانَ مِنّا ، ولا رَأيٍ يُفَيَّلُ۹ فينا .
1.سَرِيّاً : أي نفيساً شريفاً ، وقيل : سخيّاً ذا مروءة (النهاية : ج ۲ ص ۳۶۳ «سري») .
2.لم يلبث إلّا ريثما : أي إلّا قدر ذلك (النهاية : ج ۲ ص ۲۸۷ «ريث») .
3.يونس : ۷۱ .
4.هود : ۵۶ .
5.الملهوف : ص ۱۵۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۹۷ ح ۱۶۷ عن مصعب بن عبد اللَّه وليس فيه ذيله من «ثُمّ قال : أما واللَّه» ، تحف العقول : ص ۲۴۰ بزيادة «كتابه عليه السلام إلى أهل الكوفة لمّا ساروا رأى خذلانهم إيّاه» في صدره وليس فيه الأبيات ، مثير الأحزان : ص ۵۴ كلّها نحوه وراجع : إثبات الوصيّة : ص ۱۷۷ .
6.استَكَفُّوا به : أي أحاطوا به واجتمعوا حوله (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۰ «كفف») .
7.في الطبعة المعتمدة : «فقدحناها» ، والتصويب من الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي .
8.كذا في الطبعة المعتمدة ، وفي الترجمة المطبوعة بتحقيق الشيخ المحمودي : «ولا أمل» ؛ وهو الأنسب للسياق وكما في الرواية اللاحقة .
9.فَالَ الرجل في رأيه وفيّل : إذا لم يُصِب فيه (النهاية : ج ۳ ص ۴۸۶ «فيل») .