669
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَإِنّي لَأَنظُرُ إلَى السَّهمِ بَينَ كَتِفَيهِ مُتَعَلِّقاً في جُبَّتِهِ ، فَلَمّا أبَوا عَلَيهِ رَجَعَ إلى‏ مَصافِّهِ ، وإنّي لَأَنظُرُ إلَيهِم وإنَّهُم لَقَريبٌ مِن مِئَةِ رَجُلٍ ، فيهِم لِصُلبِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام خَمسَةٌ ، ومِن بَني هاشِمٍ سِتَّةَ عَشَرَ ، ورَجُلٌ مِن بَني سُلَيمٍ حَليفٌ لَهُم ، ورَجُلٌ مِن بَني كِنانَةَ حَليفٌ لَهُم ، وَابنُ عُمَرَ بنِ زِيادٍ .۱

2 / 6

كَلامُ الإِمامِ عليه السلام مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ

۸۶۰.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن عبد اللَّه بن الحسن : قالَ [الحُسَينُ ]عليه السلام : أينَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ؟ اُدعوا لي عُمَرَ ، فَدُعِيَ لَهُ ، وكانَ كارِهاً لا يُحِبُّ أن يَأتِيَهُ ، فَقالَ : يا عُمَرُ ، أنتَ تَقتُلُني وتَزعُمُ أن يُوَلِّيَكَ الدَّعِيُّ بنُ الدَّعِيِّ بِلادَ الرَّيِّ وجُرجانَ ؟ وَاللَّهِ ، لا تَتَهَنَّأُ بِذلِكَ أبدَاً ، عَهدٌ مَعهودٌ ، فَاصنَع ما أنتَ صانِعٌ ؛ فَإِنَّكَ لا تَفرَحُ بَعدي بِدُنيا ولا آخِرَةٍ ، وكَأَنّي بِرَأسِكَ عَلى‏ قَصَبَةٍ قَد نُصِبَ بِالكوفَةِ ، يَتَراماهُ الصِّبيانُ ، ويَتَّخِذونَهُ غَرَضاً۲ بَينَهُم .
فَغَضِبَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مِن كَلامِهِ ، ثُمَّ صَرَفَ وَجهَهُ عَنهُ ، ونادى‏ بِأَصحابِهِ : ما تَنتَظِرونَ‏۳بِهِ ؟ اِحمِلوا بِأَجمَعِكُم ، إنَّما هِيَ اُكلَةٌ واحِدَةٌ .۴

۸۶۱.إثبات الوصيّة : أمَرَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] أصحابَهُ بِالقِتالِ ، فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ لَعَنَهُ اللَّهُ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، لِمَ لا تَنزِلُ عَلى‏ حُكمِ الأَميرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ؟
فَقالَ لَهُ : يا شَقِيُّ ! إنَّكَ لا تَأكُلُ مِن بُرِّ العِراقِ بَعدي إلّا قَليلاً ، فَشَأنَكَ ومَا اختَرتَهُ لِنَفسِكَ .۵

2 / 7

بَدءُ القِتالِ ودَعوَةُ الإِمامِ عليه السلام أصحابَهُ بِالصَّبرِ وَالجِهادِ

۸۶۲.الإرشاد : ونادى‏ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : يا ذُوَيدُ ، أدنِ رايَتَكَ ، فَأَدناها، ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ في كَبِدِ قَوسِهِ ، ثُمَّ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۱ عن هلال بن يساف ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۳ وفيه ذيله من «وإنّي لأنظر» نحوه وراجع : ج ۱۴ ص ۲۲۱ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۱ .

2.الغَرَض : هَدَفٌ يُرمى فيه (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۳۸ «غرض») .

3.في المصدر : «تنظرون» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى‏ .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ ؛ الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰ .

5.إثبات الوصيّة : ص ۱۷۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
668

أجَل وَاللَّهِ ، الخَذلُ فيكُم مَعروفٌ ، وشَجَت عَلَيهِ عُروقُكُم ، وتَوارَثَتهُ اُصولُكُم وفُروعُكُم ، ونَبَتَت عَلَيهِ قُلوبُكُم ، وغُشِيَت بِهِ صُدورُكُم ، فَكُنتُم أخبَثَ شَي‏ءٍ ، سِنخاً۱ لِلنّاصِبِ ، واُكلَةً لِلغاصِبِ ؛ ألا لَعنَةُ اللَّهِ عَلَى النّاكِثينَ ، الَّذينَ يَنقُضونَ الأَيمانَ بَعدَ تَوكيدِها ، وقَد جَعَلتُمُ اللَّهَ عَلَيكُم كَفيلاً ؛ فَأَنتُم - وَاللَّهِ - هُم .
ألا إنَّ الدَّعِيَّ ابنَ الدَّعِيِّ قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتَينِ ، بَينَ القَتلَةِ وَالذِّلَّةِ ، وهَيهاتَ مِنّا أخذُ الدَّنِيَّةِ ، أبَى اللَّهُ ذلِكَ ورَسولُهُ ، وجُدودٌ طابَت ، وحُجورٌ طَهُرَت ، واُنوفٌ حَمِيَّةٌ ، ونُفوسٌ أبِيَّةٌ ، لا تُؤثِرُ طاعَةَ اللِّئامِ عَلى‏ مَصارِعِ الكِرامِ .
ألا إنّي قَد أعذَرتُ وأنذَرتُ ، ألا إنّي زاحِفٌ بِهذِهِ الاُسرَةِ عَلى‏ قِلَّةِ العَتادِ ، وخَذَلَةِ الأَصحابِ . ثُمَّ أنشَدَ :




فَإِن نَهزِم فَهَزّامونَ قِدماًوإن نُهزَم فَغَيرُ مُهَزَّمينا
وما إن طِبُّنا جُبنٌ ولكِن‏مَنايانا ودَولَةُ آخَرينا
أما إنَّهُ لا تَلبَثونَ بَعدَها إلّا كَرَيثِ ما يُركَبُ الفَرَسُ ، حَتّى‏ تَدورَ بِكُم دَورَ الرَّحى‏ ، عَهدٌ عَهِدَهُ إلَيَّ أبي عَن جَدّي «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَاءَكُمْ»۲«فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ إِنِّى تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّى وَ رَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّى عَلَى‏ صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ»۳ .
اللَّهُمَّ احبِس عَنهُم قَطرَ السَّماءِ ، وَابعَث عَلَيهِم سِنينَ كَسِنِي يوسُفَ ، وسَلِّط عَلَيهِم غُلامَ ثَقيفٍ يَسقيهِم ، كَأساً مُصَبَّرَةً ، فَلا يَدَعُ فيهِم أحَداً ، قَتلَةً بِقَتلَةٍ ، وضَربَةً بِضَربَةٍ ، يَنتَقِمُ لي ولِأَولِيائي وأهلِ بَيتي وأشياعي مِنهُم ، فَإِنَّهُم غَرّونا وكَذَّبونا وخَذَلونا ، وأنتَ رَبُّنا ، عَلَيكَ تَوَكَّلنا ، وإلَيكَ أنَبنا ، وإلَيكَ المَصيرُ .۴

۸۵۹.تاريخ الطبري عن سعد بن عبيدة : أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام يُكَلِّمُ مَن بَعَثَ إلَيهِ ابنُ زِيادٍ ، قالَ : وإنّي لَأَنظُرُ إلَيهِ ، وعَلَيهِ جُبَّةٌ مِن بُرودٍ ، فَلَمّا كَلَّمَهُمُ انصَرَفَ ، فَرَماهُ رَجُلٌ مِن بَني تَميمٍ - يُقالُ لَهُ : عُمَرُ الطُّهَوِيُّ - بِسَهمٍ ،

1.السِّنْخ - بالكسر - من كلّ شي‏ء: أصله، والجمع‏أسناخ مثل حمل أحمال(مجمع البحرين: ج‏۲ ص‏۴۳۵ «سنخ»).

2.يونس : ۷۱ .

3.هود : ۵۵ و ۵۶ .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970285
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به