671
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فِي المُبارَزَةِ ، وقَد قُتِلَ مِنهُم ما يُنيفُ عَلى‏ خَمسينَ رَجُلاً .۱

۸۶۶.الفتوح : تَقَدَّمَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ حَتّى‏ وَقَفَ قُبالَةَ الحُسَينِ عليه السلام عَلى‏ فَرَسٍ لَهُ ، فَاستَخرَجَ سَهماً ، فَوَضَعَهُ في كَبِدِ القَوسِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ! اشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ بِسَهمٍ إلى‏ عَسكَرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ قالَ : فَوَقَعَ السَّهمُ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَتَنَحّى‏ عَنهُ راجِعاً إلى‏ وَرائِهِ ، وأقبَلَتِ السِّهامُ كَأَنَّهَا المَطَرُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِأَصحابِهِ : أيُّهَا النّاسُ ! هذِهِ رُسُلُ القَومِ إلَيكُم ، فَقوموا إلَى المَوتِ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ .
قالَ : فَوَثَبَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام فَخَرَجوا مِن بابِ خَندَقِهِم ، وهُم يَومَئِذٍ اثنانِ وثَلاثونَ فارِساً وأربَعونَ راجِلاً ، وَالقَومُ اثنانِ وعِشرونَ ألفاً ، لا يَزيدونَ ولا يَنقُصونَ ، فَحَمَلَ بَعضُهُم عَلى‏ بَعضٍ ، فَاقتَتَلوا ساعَةً مِنَ النَّهارِ ، حَملَةً واحِدَةً ، حَتّى‏ قُتِلَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام نَيِّفٌ وخَمسونَ رَجُلاً ، رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِم .۲

۸۶۷.تاريخ اليعقوبي : لَمّا كانَ مِنَ الغَدِ خَرَجَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] فَكَلَّمَ القَومَ ، وعَظَّمَ عَلَيهِم حَقَّهُ ، وذَكَّرَهُمُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ورَسولَهُ ، وسَأَلَهُم أن يُخَلّوا بَينَهُ وبَينَ الرُّجوعِ ، فَأَبَوا إلّا قِتالَهُ ، أو أخذَهُ حَتّى‏ يَأتوا بِهِ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زِيادٍ ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُ القَومَ بَعدَ القَومِ وَالرَّجُلَ بَعدَ الرَّجُلِ ، فَيَقولونَ : ما نَدري ما تَقولُ .
فَأَقبَلَ عَلى‏ أصحابِهِ ، فَقالَ : إنَّ القَومَ لَيسوا يَقصِدونَ غَيري ، وقَد قَضَيتُم ما عَلَيكُم ، فَانصَرِفوا ، فَأَنتُم في حِلٍّ .
فَقالوا : لا وَاللَّهِ يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، حَتّى‏ تَكونَ أنفُسُنا قَبلَ نَفسِكَ ، فَجَزاهُمُ الخَيرَ .۳

۸۶۸.كامل الزيارات عن الحلبي : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام يَقولُ : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام صَلّى‏ بِأَصحابِهِ الغَداةَ ، ثُمَّ التَفَتَ إلَيهِم ، فَقالَ : إنَّ اللَّهَ قَد أذِنَ في قَتلِكُم ، فَعَلَيكُم بِالصَّبرِ .۴

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲ نحوه .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۰ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ و كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۱ ومطالب السؤول : ص ۷۶ .

3.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۴ .

4.كامل الزيارات : ص ۱۵۲ ح ۱۸۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۶ ح ۲۰ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
670

رَمى‏ ، وقالَ : اِشهَدوا أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ ! ثُمَّ ارتَمَى النّاسُ وتَبارَزوا .۱

۸۶۳.الملهوف : فَتَقَدَّمَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، ورَمى‏ نَحوَ عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام بِسَهمٍ ، وقالَ : اِشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ ، وأقبَلَتِ السِّهامُ مِنَ القَومِ كَأَنَّهَا القَطرُ .
فَقالَ عليه السلام لِأَصحابِهِ : قوموا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إلَى المَوتِ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ ؛ فَإِنَّ هذِهِ السِّهامَ رُسُلُ القَومِ إلَيكُم .
فَاقتَتَلوا ساعَةً مِنَ النَّهارِ حَملَةً وحَملَةً ، حَتّى‏ قُتِلَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام جَماعَةٌ .۲

۸۶۴.مثير الأحزان : رَمى‏ عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلى‏ أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَ : اِشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ !
فَقالَ عليه السلام : قوموا إلَى المَوتِ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ ، فَنَهَضوا جَميعاً ، وَالتَقَى العَسكَرانِ ، وَامتازَ الرَّجّالَةُ مِنَ الفُرسانِ ، وَاشتَدَّ الصِّراعُ ، وخَفِيَ لِإِثارَةِ العِثيَرِ۳الشُّعاعُ‏۴ ، وَالسَّمهَرِيَّةُ۵تَرعُفُ نَجيعاً۶، وَالمَشرَفِيَّةُ۷يُسمَعُ لَها فِي الهامِ رَقيعاً .۸

۸۶۵.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : زَحَفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَنادى‏ غُلامَهُ دُرَيداً : قَدِّم رايَتَكَ يا دُرَيدُ ، ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ في كَبِدِ قَوسِهِ ، ثُمَّ رَمى‏ بِهِ ، وقالَ : اِشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ ! فَرَمى‏ أصحابُهُ كُلُّهُم بِأَجمَعِهِم في أثَرِهِ رَشقَةً واحِدَةً ، فَما بَقِيَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام أحَدٌ إلّا أصابَهُ مِن رَميَتِهِم سَهمٌ ... .
فَلَمّا رَمَوهُم هذِهِ الرَّميَةَ قَلَّ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَبَقِيَ في هؤُلاءِ القَومِ الَّذينَ يُذكَرونَ

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۱ و ليس فيه صدره إلى «قوسه» ؛ أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۸ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۹ عن حميد بن مسلم ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ نحوه .

2.الملهوف : ص ۱۵۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲ ؛ الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ و ۹ كلاهما نحوه وراجع : كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۲ ومطالب السؤول : ص ۷۶ .

3.العِثْيَر : التراب (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۸۵ «عثر») .

4.الشُّعاع : ضوءُ الشمس (لسان العرب : ج ۸ ص ۱۸۱ «شعّ») .

5.السمهريّة : القناة الصلبة ، يقال : رمح سمهريّ ورماح سمهريّة (الصحاح : ج ۲ ص ۶۸۹ «سمهر») .

6.النَجيعُ : من الدم ما كان إلى السواد ، أو دم الجوف (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۸۷ «نجع») .

7.سيف مشرفيّ : قيل : منسوب إلى مشارف الشام (المصباح المنير : ص ۳۱۰ «شرف») .

8.مثير الأحزان : ص ۵۶ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970918
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به