إيضاحٌ حول المراد من أنّ اللَّه قد أذن بقتل الإمام عليه السّلام وأصحابه
جاء في عدد من الروايات التي مرّ نقلُها أنّ الإمام الحسين عليه السلام قال في صباح عاشوراء عند دعوته أصحابه للصبر والمقاومة :
إنَّ اللَّهَ عزّ وجلّ قَد أذِنَ في قَتلِكُمُ اليَومَ وقَتلي .۱
وبملاحظة هذا النوع من الروايات يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي: ما هو المراد من الإذن الإلهي بقتل الإمام وأصحابه؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول : إنّ الإذن الإلهي على نوعين:
1 . الإذن التشريعي
المراد من هذا الإذن هو أنّ اللَّه تعالى يأذن في بعض الحالات من النظام التقنيني والتشريعي، أن يقوم الإنسان بعمل ما، في حين لا يأذن له القيام به في حالات اُخرى .
ولا شكّ في أنّ قتل الإمام وأصحابه هو في رأس المحرّمات التشريعيّة الإلهيّة، وعلى هذا فإنّ المراد من «الإذن» في الروايات المذكورة، ليس هو الأذن التشريعي قطعاً.
2 . الإذن التكويني
المراد من الإذن التكويني هو أنّ تحقّق آية ظاهرة في العالم رهن بالإذن التكويني لخالق العالم ، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع نقول : إنّ كلّ ظاهرة في نظام الخلق لها سبب خاصّ ولا تتحقّق إلّا من خلاله، ولكنّ تأثير الأسباب في المسبّبات يتوقّف على الإذن الإلهي، بمعنى أنّ النار لا تُحرق إلّا بمشيئة اللَّه ، كما حدث لإبراهيم عليه السلام عندما لم تحرقه نار نمرود، كما أنّ السكّين لا تقطع ما لم يشأ اللَّه ، كما حدث لسكّين إبراهيم عليه السلام عندما لم تقطع نحر