683
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، فَرَشَقوهُم بِالنَّبلِ ، فَلَم يَلبَثوا أن عَقَروا خُيولَهُم ، وقاتَلوهُم حَتَّى انتَصَفَ النَّهارُ ، وَاشتَدَّ القِتالُ ، ولَم يَقدِر أصحابُ ابنِ سَعدٍ أن يَأتوهُم إلّا مِن جانِبٍ واحِدٍ ؛ لِاجتِماعِ أبنِيَتِهِم ، وتَقارُبِ بَعضِها مِن بَعضٍ .
فَأَرسَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ الرِّجالَ لِيُقَوِّضُوا الأَبنِيَةَ مِن عَن شَمائِلِهِم وأيمانِهِم ، لِيُحيطوا بِها ، وأخَذَ الثَّلاثَةُ وَالأَربَعَةُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام يَتَخَلَّلونَ بَينَها ، فَيَشُدّونَ عَلَى الرَّجُلِ وهُوَ يُقَوِّضُ ، ويَنهَبُ فَيَرمونَهُ عَن قَريبٍ ، فَيَصرَعونَهُ ويَقتُلونَهُ .
فَأَمَرَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أن يُحرِقوها بِالنّارِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِأَصحابِهِ : دَعوهُم فَليُحرِقوها ، فَإِنَّهُم لَو فَعَلوا لَم يَجوزوا إلَيكُم مِنها ، فَأَحرَقوها ، وكانَ ذلِكَ كَذلِكَ .
وقيلَ : قالَ لَهُ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ : أفزَعتَ النِّساءَ ثَكِلَتكَ اُمُّكَ ! فَاستَحيا مِن ذلِكَ ، وَانصَرَفَ عَنهُ ، وجَعَلوا لا يُقاتِلونَهُم إلّا مِن وَجهٍ واحِدٍ .
وشَدَّ أصحابُ زُهَيرِ بنِ القَينِ ، فَقَتَلوا أبا عُذرَةَ الضِّبابِيَّ منِ أصحابِ شِمرٍ .
قالَ : ولا يَزالُ يُقتَلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام الواحِدُ وَالاِثنانِ ، فَتَبَيَّنُ ذلِكَ فيهِم ؛ لِقِلَّتِهِم ، ويُقتَلُ مِن أصحابِ عُمَرَ العَشَرَةُ وَالعِشرونَ ، فَلا يَتَبَيَّنُ ذلِكَ فيهِم ؛ لِكَثرَتِهِم .۱

۸۸۶.تاريخ الطبري عن أبي جناب : حَمَلَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ - وهُوَ عَلى‏ مَيمَنَةِ النّاسِ - فِي المَيمَنَةِ ، فَلَمّا أن دَنا مِن حُسَينٍ عليه السلام جَثَوا لَهُ عَلَى الرُّكَبِ ، وأشرَعُوا الرِّماحَ نَحوَهُم ، فَلَم تُقدِم خَيلُهُم عَلَى الرِّماحِ ، فَذَهَبَتِ الخَيلُ لِتَرجِعَ ، فَرَشَقوهُم بِالنَّبلِ ، فَصَرَعوا مِنهُم رِجالاً ، وجَرَحوا مِنهُم آخَرينَ .۲

۸۸۷.البداية والنهاية عن أبي جناب : حَمَلَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ أميرُ مَيمَنَةِ جَيشِ ابنِ زِيادٍ ، وجَعَلَ يَقولُ : قاتِلوا مَن مَرَقَ مِنَ الدِّينِ وفارَقَ الجَماعَةَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : وَيحَكَ يا حَجّاجُ! أعَلَيَّ تُحَرِّضُ النّاسَ ! أنَحنُ مَرَقنا مِنَ الدّينِ وأنتَ تُقيمُ عَلَيهِ ؟! سَتَعلَمونَ إذا فارَقَت أرواحُنا أجسادَنا مَن أولى‏ بِصِلِيِّ النّارِ .۳

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۶ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۲ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳ .

3.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
682

لِلحُسَينِ عليه السلام :


اليَومَ نَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّاوحَسَناً وَالمُرتَضى‏ عَلِيّاً
وذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّا۱

وكانَ القَتلُ يَبينُ في أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ؛ لِقِلَّةِ عَدَدِهِم ، ولا يَبينُ في أصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ؛ لِكَثرَتِهِم ، وَاشتَدَّ القِتالُ وَالتَحَمَ ، وكَثُرَ القَتلُ وَالجِراحُ في أصحابِ أبي عَبدِ اللَّهِ الحُسَينِ عليه السلام إلى‏ أن زالَتِ الشَّمسُ ، فَصَلَّى الحُسَينُ عليه السلام بِأَصحابِهِ صَلاةَ الخَوفِ .۲

۸۸۴.تاريخ الطبري عن نُمير بن وعلة : وقاتَلوهُم [أيِ الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ‏] حَتَّى انتَصَفَ النَّهارُ ، أشَدَّ قِتالٍ خَلَقَهُ اللَّهُ ، وأخَذوا لا يَقدِرونَ عَلى‏ أن يَأتوهم إلّا مِن وَجهٍ واحِدٍ ؛ لِاجتِماعِ أبنِيَتِهِم ، وتَقارُبِ بَعضِها مِن بَعضٍ .
قالَ : فَلَمّا رَأى‏ ذلِكَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، أرسَلَ رِجالاً يُقَوِّضونَها عَن أيمانِهِم وعَن شَمائِلِهِم ؛ لِيُحيطوا بِهِم ، قالَ : فَأَخَذَ الثَّلاثَةُ وَالأَربَعَةُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام يَتَخَلَّلونَ البُيوتَ ، فَيَشُدّونَ عَلَى الرَّجُلِ وهُوَ يُقَوِّضُ ويَنتَهِبُ ، فَيَقتُلونَهُ ويَرمونَهُ مِن قَريبٍ ويَعقِرونَهُ ، فَأَمَرَ بِها عُمَرُ بنُ سَعدٍ عِندَ ذلِكَ ، فَقالَ : أحرِقوها بِالنّارِ ، ولا تَدخُلوا بَيتاً ولا تُقَوِّضوهُ ، فَجاءوا بِالنّارِ ، فَأَخَذوا يُحرِقونَ .
فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : دَعوهُم فَليُحرِقوها ، فَإِنَّهُم لَو قَد حَرَّقوها لَم يَستَطيعوا أن يَجوزوا إلَيكُم مِنها ، وكانَ ذلِكَ كَذلِكَ ، وأخَذوا لا يُقاتِلونَهُم إلّا مِن وَجهٍ واحِدٍ .۳

۸۸۵.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : حَمَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَثَبَتوا لَهُ ، وقاتَلَ أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام قِتالاً شَديداً ، وإنَّما هُمُ اثنانِ وثَلاثونَ فارِساً ، فَلا يَحمِلونَ عَلى‏ جانِبٍ مِن أهلِ الكوفَةِ إلّا كَشَفوهُ .
فَدَعا عُمَرُ بنُ سَعدٍ بِالحُصَينِ بنِ نُمَيرٍ في خَمسِمِئَةٍ مِنَ الرُّماةِ ، فَأَقبَلوا حَتّى‏ دَنَوا مِنَ

1.الكَمِيّ : الشجاع أو لابس السلاح (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۸۳ «كمي») .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۳ وليس فيه «فثبتوا له فطاعنوه» ومن «وأنشا» إلى «الكميّا» .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۶ وراجع : المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970921
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به