687
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

2 / 13

كَلِمَةُ الإِمامِ عليه السلام لِأَصحابِهِ‏

۸۹۲.معاني الأخبار عن عليّ بن الحسين [زين العابدين‏] عليه السلام : لَمَّا اشتَدَّ الأَمرُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهما السلام ، نَظَرَ إلَيهِ مَن كانَ مَعَهُ فَإِذا هُوَ بِخِلافِهِم ؛ لِأَنَّهُم كُلَّمَا اشتَدَّ الأَمرُ ، تَغَيَّرَت ألوانُهُم ، وَارتَعَدَت فَرائِصُهُم‏۱ ، ووَجَبَت‏۲قُلوبُهُم ، وكانَ الحُسَينُ عليه السلام وبَعضُ مَن مَعَهُ مِن خَصائِصِهِ ، تُشرِقُ ألوانُهُم ، وتَهدَأُ جَوارِحُهُم ، وتَسكُنُ نُفوسُهُم ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : اُنظُروا ، لا يُبالي بِالمَوتِ !
فَقالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام : صَبراً بَنِي الكِرامِ ، فَمَا المَوتُ إلّا قَنطَرَةٌ تَعبُرُ بِكُم عَنِ البُؤسِ وَالضَّرّاءِ إلَى الجِنانِ الواسِعَةِ وَالنَّعيمِ الدّائِمَةِ ، فَأَيُّكُم يَكرَهُ أن يَنتَقِلَ مِن سِجنٍ إلى‏ قَصرٍ ؟ وما هُوَ لِأَعدائِكُم إلّا كَمَن يَنتَقِلُ مِن قَصرٍ إلى‏ سِجنٍ وعَذابٍ .
إنَّ أبي حَدَّثَني عَن رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إنَّ الدُّنيا سِجنُ المُؤمِنِ وجَنَّةُ الكافِرِ ، وَالمَوتُ جِسرُ هؤُلاءِ إلى‏ جَنّاتِهِم ، وجِسرُ هؤُلاءِ إلى‏ جَحيمِهِم ، ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ .۳

۸۹۳.تاريخ دمشق عن بشر بن طانحة عن رجل من همدان : خَطَبَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام غَداةَ اليَومِ الَّذِي استُشهِدَ فيهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
عِبادَ اللَّهِ ، اتَّقُوا اللَّهَ وكونوا مِنَ الدُّنيا عَلى‏ حَذَرٍ ، فَإِنَّ الدُّنيا لَو بَقِيَت لِأَحَدٍ وبَقِيَ عَلَيها أحَدٌ كانَتِ الأَنبِياءُ أحَقَّ بِالبَقاءِ ، وأولى‏ بِالرِّضى‏ ، وأرضى‏ بِالقَضاءِ ، غَيرَ أنَّ اللَّهَ تَعالى‏ خَلَقَ الدُّنيا لِلبَلاءِ ، وخَلَقَ أهلَها لِلفَناءِ ، فَجَديدُها بالٍ ، ونَعيمُها مُضمَحِلٌّ ، وسُرورُها مُكفَهِرٌّ۴ ، وَالمَنزِلُ بُلغَةٌ۵ ، وَالدّارُ قُلعَةٌ۶فَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى‏ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم

1.الفريصة : اللحمة التي بين جنب الدابّة وكتفها لاتزال تُرعَد . وجمع الفريصة فرائص ، فاستعارها للرقبة . وتُرعَد فرائصهم : أي ترجف من الخوف (النهاية : ج ۳ ص ۴۳۱ و ۴۳۲ «فرص») .

2.وَجَبَ القلبُ : خفق واضطرب (لسان العرب : ج ۱ ص ۷۹۴ «وجب») .

3.معاني الأخبار : ص ۲۸۸ ح ۳، الاعتقادات : ص ۵۲ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۹۷ ح ۲ .

4.وجهٌ مكفهرٌّ : أي عابس قطوب (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۳ «كفهر») .

5.البُلغة : ما يُتَبلَّغ به من العيش ولا يفضل . يقال : تبلّغ به : إذا اكتفى به وتجزّأ . وفي هذا بُلغَةٌ : أي كفاية (المصباح المنير : ص ۶۱ «بلغ») .

6.قُلعة : أي تحوّلٌ وارتحال . والقُلعة هو العارية ؛ لأنّه غير ثابت في المستعير ومنقلع إلى مالكه (النهاية : ج ۴ ص ۱۰۲ «قلع») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
686

إشارة إلى كيفية صلاة الخوف‏

تتفق جميعُ النقول تقريباً على أنّ الإمام الحسين عليه السلام أدّى صلاة الظهر يوم عاشوراء جماعة وعلى شكل صلاة الخوف. وممّا يجدر ذكره أنّ صلاة الخوف تكون كصلاة المسافر على شكل فرادى أو جماعة قصراً، وإذا ما صلّيت جماعةً فإنّها تكون على الكيفيّة التالية بناء على القول المشهور :
ينقسم المجاهدون إلى مجموعتين، تؤدّي الاُولى ركعة مع الإمام، ثمّ ينتظر الإمام بعد إنهاء هذه الركعة حتّى يؤدّي المأمومون الركعة الثانية فرادى ، ويسارعوا إلى المرابطة في مواضعهم القتاليّة اللّازمة، وحينئذٍ تحلّ المجموعة الثانية محلّهم وتؤدّي ركعتها الاُولى مع ركعة الإمام الثانية .
وقد فُسّرت صلاة الخوف بأنواع اُخرى أيضاً لها تفاصيل أكثر ، ذكرت في كتب الفقه و التفسير .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970191
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به