697
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

سعد اغتيال الإمام عليه السلام والكيد به - أن يدخل على الإمام مسلّحاً بوصفه حاملاً رسالة ابن سعد، حال أبو ثمامة دون ذلك .۱
ومن النقاط البارزة والساطعة لهذا الرجل العظيم ، والتي سجّلت في تاريخ عاشوراء ، هي التذكير بإقامة الصلاة عند الظهر في بحبوحة الحرب في يوم عاشوراء، حيث خاطب أبو ثمامة الإمام في تلك الغوغاء :
يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، نَفسي لَكَ الفِداءُ ! إنّي أرى‏ هؤُلاءِ قَدِ اقتَرَبوا مِنكَ ، ولا وَاللَّهِ ، لا تُقتَلُ حَتّى‏ اُقتَلَ دونَكَ إن شاءَ اللَّهُ ، واُحِبُّ أن ألقى‏ رَبّي وقَد صَلَّيتُ هذِهِ الصَّلاةَ الَّتي دَنا وَقتُها .
وعندما سمع الإمام الحسين عليه السلام كلام أبي ثمامة رفع رأسه وقال :
ذَكَرتَ الصَّلاةَ ، جَعَلَكَ اللَّهُ مِنَ المُصَلّينَ الذّاكِرينَ ! نَعَم ، هذا أوَّلُ وَقتِها . ثُمَّ قالَ : سَلوهُم أن يَكُفُّوا عَنّا حَتّى‏ نُصَلِّيَ .
فتجاسر حصين بن نمير على الإمام وقال : إنّ صلاتكم غير مقبولة! فأجابه حبيب بن مظاهر ، وقاتله واستشهد، كما قُتل ابن عمّ أبي ثمامة الذي كان في عسكر ابن سعد في هذا الاشتباك على يده‏۲ ، وأخيراً فقد اُقيمت صلاة الظهر في ظهر عاشوراء جماعة وباقتراح أبي ثمامة ، فكانت صلاةً تاريخيّة للإمام الحسين عليه السلام في ساحة الحرب .۳
وقد تجلّى مسرح صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام ، ووجهه ملطّخ بالدماء في ساحة القتال ، أمام النبال التي كانت تتقاطر عليهم .
وبعد استشهاد عدد من أصحاب أبي عبد اللَّه عليه السلام ، دخل أبوثمامة ساحة القتال وهجم على صفوف الأعداء ، وهو يرتجز بهذه الأبيات :


عَزاءٌ لِآلِ المُصطَفى‏ وبَناتِهِ‏عَلى‏ حَبسِ خَيرِ النّاسِ سِبطِ مُحَمَّدِ
عَزاءٌ لِزَهراءِ النَّبِيِّ وزَوجِهاخَزانَةِ عِلمِ اللَّهِ مِن بَعدِ أحمَدِ
عَزاءٌ لِأَهلِ الشَّرقِ وَالغَربِ كُلِّهِمُ‏وحُزناً عَلى‏ حَبسِ الحُسَينِ المُسَدَّدِ

1.راجع : ص ۶۰۳ (الفصل الأوّل / وصول عمر بن سعد إلى كربلاء).

2.راجع : ص ۶۸۴ (الفصل الثاني / صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام في ظهر عاشوراء).

3.نفس المصدر .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
696

الصيداوي‏۱ ،۲وأبو ثُمامة بن عمر الصائدي .۳
وقد كتب الطبري في هذا الصدد :
كان من فرسان العرب ووجوه الشيعة .۴
واستناداً إلى بعض الروايات، فإنّه كان من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام الأبطال الشجعان ، وقد شارك في الحروب التي وقعت في عصره ، وكان بعد ذلك من أصحاب الإمام المجتبى عليه السلام .
كان أبو ثمامة يسكن الكوفة ، وهو أحد الأشخاص الذين أرسلوا الكتب بعد موت معاوية إلى الإمام الحسين عليه السلام يدعوه إلى الثورة.۵ وعندما جاء مسلم بن عقيل بوصفه سفيراً للإمام ، كان من أصحابه الموثوقين ، ونشط في خصوص تهيئة الأسلحة والإمكانيات الماليّة ،۶وعيّنه مسلم قائداً على ربع تميم وهمدان ، وقد حاصر جيشُه ابنَ زياد في القصر .۷ وعندما خذل أهل الكوفة مسلماً وتركوه وحيداً، خرج أبو ثمامة من الكوفة والتحق بالإمام الحسين عليه السلام ،۸ وصار في صفوف عشّاقه والمتفانين دونه .
ونظرة خاطفة في حياة هذا الرجل العظيم المليئة بالفخر والاعتزاز ، تُظهر أنّه كان يتمتّع بفطنة وذكاء سياسيّين ، ومعلومات أمنيّة وسيعة ، فضلاً عن ثباته في الإيمان وصلابته في ولاية أهل البيت وبطولته وشجاعته، لذا عندما أراد كثير بن عبد اللَّه - الذي اقترح على ابن

1.الصائد : بطن من همدان . والصيداء : بطن من أسد بن خزيمة (راجع : تاج العروس : ج ۵ ص ۷۱ و ۷۳) . ويبدو أنّ «الصائد» هو الصواب (راجع : ص ۶۹۸ ح ۹۰۲) .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۳۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۷ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۴ .

3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۰۶.

4.راجع: ص ۳۵۷ ح ۳۶۲ .

5.تنقيح المقال : ج ۲ ص ۳۳۳ ، إبصار العين : ص ۱۱۹ . لم ترد هذه الروايات في المصادر القديمة ، لكنّها وردت في الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۳ والحدائق الورديّة : ج ۲ ص ۱۲۲ : وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

6.راجع : ص ۳۵۷ (القسم الرابع / الفصل الرابع / بثّ العيون والأموال لمعرفة مكان مسلم).

7.راجع : ص ۳۶۹ (القسم الرابع / الفصل الرابع / دعوة مسلم قوّاته والحركة نحو القصر).

8.تنقيح المقال : ج ۲ ص ۳۳۳ ، إبصار العين : ص ۱۱۹ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1971309
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به