71
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وبتعبير أكثر وضوحاً : ألم يكن الإمام عليه السلام يعلم بما كان الآخرون يقولونه بشأن المخاطر التي تكتنف سفره إلى الكوفة؟ وأخيراً ، ألم يكن الإمام عليه السلام يعلم أنّ الجوّ العامّ لتأييده والذي كان يسود هذه المدينة قبل قدوم ابن زياد إلى الكوفة هو جوٌّ مفتعلٌ ؟
2 . هل كان جميع الذين وجّهوا الدعوة إلى الإمام الحسين عليه السلام من شيعته وأتباعه في العقيدة حقّاً ، وهل كان الأمر كما ظنّ البعض‏۱ من أنّه انخدع بشيعته الذين وعدوه بالنصرة ، ولكنّهم لم يتركوا الدفاع عنه فحسب ، بل هبّوا لمحاربته ، وبذلك فإنّ الشيعة أنفسهم هم السبب الرئيس في مأساة عاشوراء؟
أم أنّ مفهوم «الشيعة» في ذلك العصر مفهوم يختلف عن المفهوم الحالي له ، وأنّ الأشخاص الذين خذلوا الإمام كان تشيّعهم له تشيّعاً سياسياً واجتماعياً ، لا عقيدياً وحقيقياً؟
3 . ماهي أسباب إقبال أهل الكوفة على النهضة الحسينية وإدبارهم عنها ؟ وماهي عوامل عدم نجاحها؟

1.منهم عبداللَّه بن عبدالعزيز في كتابه : «مَن قَتَل الحسين عليه السلام» حيث يقول فيه : إنّ أهل الكوفة هم الذين كتبوا إلى الحسين عليه السلام وطلبوا منه المجي‏ء ، وما لبثوا أن خذلوا رسوله مسلم بن عقيل وغدروا به ، ثمّ جاء الدور على الحسين لينال منهم ما ناله مسلم بن عقيل ، وليس الحسين الوحيد الذي غدر به الشيعة ، بل غدروا قبله بأبيه وأخيه ، ثمّ من بعده أئمّة أهل البيت - رضي اللَّه عنهم - (مَن قَتَل الحسين عليه السلام : ص ۱۱۸) .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
70

الفصل الثالث : تقييم سفر الإمام الحسين إلى العراق وثورة الكوفة

بعد خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة المنوّرة توقّف في مكّة حوالي أربعة أشهر وخمسة أيّام ، من الثالث من شعبان وحتّى الثامن من ذي الحجّة سنة 60 للهجرة ، وبعد استلام كتاب مسلم بن عقيل عليه السلام من الكوفة ، والذي كان يفيد استعداد أهل الكوفة للدفاع عنه مقابل حكومة يزيد ، وكذلك بعد الإحساس بالخطر الأكيد من جانب عمّال السلطة في مراسم الحجّ ، غادر مكّة في الثامن من ذي الحجّة متّجهاً إلى الكوفة .
واستناداً إلى بعض الروايات ، فقد قبل الإمام عليه السلام دعوة أهل الكوفة واتّجه إلى هذه المدينة ، بالرغم من ممانعة الحكومة الاُمويّة له بشكل أكيد ، حيث كانت تمنعه عن السفر إلى الكوفة بشكل مباشر وغير مباشر ، وبعد أن رفض مقترحات البعض من المحبّين له ومن المغرضين وأصحاب المصالح الخاصّة ، الذين كانوا يلحّون عليه في أن ينثني عن عزمه ، مصوّرين له مخاطر هذا السفر ، إلّا أنّه استجاب لتلك الدعوة وسار إليهم ، وكان يخبر - تلويحاً ، بل صراحة - بشهادته وشهادة أهل بيته وأصحابه في عدّة مواضع وهو متوجّه إلى كربلاء .
وعند انطلاقه من مكّة نحو العراق كتب إلى بني هاشم قائلاً :
مَن لَحِقَ بِيَ استُشهِدَ ، ومَن تَخَلَّفَ عَنّي لَم يَبلُغِ الفَتحَ .۱
وتتبادر إلى الأذهان في هذا المجال عدّة تساؤلات لابدّ من إجابتها، وهي:
1 . هل كان اختيار الكوفة كقاعدة للثورة ضدّ حكومة يزيد عملاً صحيحاً من الناحية السياسية وهل يثق سياسيّ كبير مثل الإمام عليه السلام بالكوفيّين رغم مواقفهم السابقة مع أبيه وأخيه الأكبر ، ويعتمد على وعودهم بالدفاع عنه في مقابل حكومة بني اُمية ، ليتّخذ من الكوفة قاعدة للنهضة ضدّ نظام الحكم؟

1.راجع : ص ۵۱۵ (كتاب الإمام عليه السلام إلى بني هاشم يخبرهم بالمستقبل) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926983
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به