719
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

قالَ : فَأَيُّ مَوضِعٍ أحَقُّ مِن هذا بِالسُّرورِ ، وَاللَّهِ ما هُوَ إلّا أن تَميلَ عَلَينا هذِهِ الطَّغامُ‏۱بِسُيوفِهِم ، فَنُعانِقُ الحورَ العينَ‏۲ .

۹۱۶.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : ثُمَّ بَرَزَ حَبيبُ بنُ مُظَهَّرٍ الأَسَدِيُّ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ ، وهُوَ يَقولُ :


أنَا حَبيبٌ وأبي مُظَهَّرُلَنَحنُ أزكى‏ مِنكُمُ وأطهَرُ
نَنصُرُ خَيرَ النّاسِ حينَ يُذكَرُ
فَقَتَلَ مِنهُم أحَداً وثَلاثينَ رَجُلاً ، ثُمَّ قُتِلَ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ .۳

۹۱۷.الفتوح : وخَرَجَ ... حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ ، وهُوَ يَرتَجِزُ ويَقولُ :


أنَا حَبيبٌ وأبي مُظاهِرُفارِسُ هَيجاءَ۴وحَربٍ تُسعَرُ
أنتُمُ أعَدُّ عُدَّةً وأكثَرُونَحنُ أعلى‏ حُجَّةً وأقهَرُ
وأنتُمُ عِندَ الوَفاءِ أغدَرُونَحنُ أوفى‏ مِنكُمُ وأصبَرُ
ثُمَّ حَمَلَ فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ .۵

۹۱۸.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم : قالَ [ الحُسَينُ عليه السلام في ظُهرِ عاشوراءَ ] : سَلوهُم أن يَكُفّوا عَنّا حَتّى‏ نُصَلِّيَ ، فَقالَ لَهُمُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ : إنَّها لا تُقبَلُ ، فَقالَ لَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : لا تُقبَلُ ! زَعَمتَ الصَّلاة مِن آل رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لا تُقبَلُ ، وتُقبَلُ مِنكَ يا حِمارُ ؟
قالَ : فَحَمَلَ عَلَيهِم حُصَينُ بنُ تَميمٍ ، وخَرَجَ إلَيهِ حَبيبُ بنُ مَظاهِرٍ ، فَضَرَبَ وَجهَ فَرَسِهِ

1.الطَّغَامُ : أوغاد الناس (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۵ «طغم») .

2.رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۹۲ الرقم ۱۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۲ الرقم ۳۳ .

3.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۴ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۶ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۹ .

4.الهيجاء : الحرب ، بالمدّ والقصر ؛ لأنّها موطن غضب (لسان العرب : ج ۲ ص ۳۹۵ «هوج») .

5.الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۷ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۳ نحوه وفيه «فقتل اثنين وستّين رجلاً ، فقتله الحصين بن نمير ، وعلّق رأسه في عنق فرسه» بدل «ثمّ حمل ...» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۶ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
718

حبيب بن مظاهر بمسلم بن عوسجة عند عطّار في سوق الكوفة لشراء الصبغ ، وكذلك ذكر اُموراً اُخرى من قبيل : كتاب الإمام الحسين إلى حبيب ودعوته لنصرته، حوار حبيب مع زوجته حول الذهاب إلى كربلاء، حوار غلام حبيب مع فرسه خارج الكوفة، كيفيّة وصول حبيب إلى كربلاء وإبلاغه سلام زينب عليه السلام عند وصوله كربلاء ، وغيرها من الحوادث التي ليس لها ذِكرٌ في المصادر المعتبرة، ومن المؤسف أنّ الكثير من الخطباء والنعاة يستندون إليها .

۹۱۵.رجال الكشّي عن فضيل بن الزبير : مَرَّ ميثَمٌ التَّمّارُ عَلى‏ فَرَسٍ لَهُ ، فَاستَقبَلَ حَبيبَ بنَ مُظاهِرٍ الأَسَدِيَّ عِندَ مَجلِسِ بَني أسَدٍ ، فَتَحَدَّثا حَتَّى اختَلَفَ أعناقُ فَرَسَيهِما .
ثُمَّ قالَ حَبيبٌ : لَكَأَنّي بِشَيخٍ أصلَعَ ضَخمِ البَطنِ يَبيعُ البِطّيخَ عِندَ دارِ الرِّزقِ ، قَد صُلِبَ في حُبِّ أهلِ بَيتِ نَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ويُبقَرُ بَطنُهُ عَلَى الخَشَبِ .
فَقالَ ميثَمٌ : وإنّي لَأَعرِفُ رَجُلاً أحمَرَ لَهُ ضَفيرَتانِ‏۱يَخرُجُ لِيَنصُرَ ابنَ بِنتِ نَبِيِّهِ ، فَيُقتَلُ ويُجالُ بِرَأسِهِ بِالكوفَةِ . ثُمَّ افتَرَقا ، فَقالَ أهلُ المَجلِسِ : ما رَأَينا أحَداً أكذَبَ مِن هذَينِ !
قالَ : فَلَم يَفتَرِق أهلُ المَجلِسِ حَتّى‏ أقبَلَ رُشَيدٌ الهَجَرِيُّ ، فَطَلَبَهُما فَسَأَلَ أهلَ المَجلِسِ عَنهُما ، فَقالوا : اِفتَرَقا ، وسَمِعناهُما يَقولانِ كَذا وكَذا ، فَقالَ رُشَيدٌ : رَحِمَ اللَّهُ ميثَماً ! نَسِيَ : ويُزادُ في عَطاءِ الَّذي يَجي‏ءُ بِالرَّأسِ مِئَةُ دِرهَمٍ ، ثُمَّ أدبَرَ ، فَقالَ القَومُ : هذا وَاللَّهِ أكذَبُهُم !!
فَقالَ القَومُ : وَاللَّهِ ما ذَهَبَتِ الأَيّامُ وَاللَّيالي حَتّى‏ رَأَيناهُ مَصلوباً عَلى‏ بابِ دارِ عَمرِو بنِ حُرَيثٍ ، وجي‏ءَ بِرَأسِ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ قَد قُتِلَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام ، ورَأَينا كُلَّ ما قالوا .
وكانَ حَبيبٌ مِنَ السَّبعينَ الرِّجالِ الَّذينَ نَصَرُوا الحُسَينَ عليه السلام ، ولَقوا جِبالَ الحَديدِ ، وَاستَقبَلُوا الرِّماحَ بِصُدورِهِم وَالسُّيوفَ بِوُجوهِهِم ، وهُم يُعرَضُ عَلَيهِمُ الأَمانُ وَالأَموالُ فَيَأبونَ ، ويَقولونَ : لا عُذرَ لَنا عِندَ رَسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إن قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام ومِنّا عَينٌ تَطرِفُ ، حَتّى‏ قُتِلوا حَولَهُ .
ولَقَد مَزَحَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ ، فَقالَ لَهُ يَزيدُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ ، وكانَ يُقالُ لَهُ سَيِّدُ القُرّاءِ : يا أخي لَيسَ هذِهِ بِساعَةِ ضِحكٍ !

1.في المصدر : «صفيدتان» ، وهو تصحيف .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977127
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به