أبي ، أفَتُعطينيهِ حَتّى أدفِنَهُ ؟ قالَ : يا بُنَيَّ ، لا يَرضَى الأَميرُ أن يُدفَنَ ، وأنَا اُريدُ أن يُثيبَنِي الأَميرُ عَلى قَتلِهِ ثَواباً حَسَناً ، قالَ لَهُ الغُلامُ : لكِنَّ اللَّهَ لا يُثيبُكَ عَلى ذلِكَ إلّا أسوَأَ الثَّوابِ ، أما وَاللَّهِ لَقَد قَتَلتَ خَيراً مِنكَ ، وبَكى ، فَمَكَثَ الغُلامُ حَتّى إذا أدرَكَ لَم يَكُن لَهُ هِمَّةٌ إلَّا اتِّباعُ أثَرِ قاتِلِ أبيهِ لِيَجِدَ مِنهُ غِرَّةً۱فَيَقتُلَهُ بِأَبيهِ .
فَلَمّا كانَ زَمانُ مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ وغَزا مُصعَبٌ باجُمَيرى۲ ، دَخَلَ عَسكَرَ مُصعَبٍ فَإِذا قاتِلُ أبيهِ في فُسطاطِهِ۳ ، فَأَقبَلَ يَختَلِفُ في طَلَبِهِ وَالتِماسِ غِرَّتِهِ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ وهُوَ قائِلٌ نِصفَ النَّهارِ ، فَضَرَبَهُ بِسَيفِهِ حَتّى بَرَدَ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ قَيسٍ ، قالَ : لَمّا قُتِلَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ هَدَّ ذلِكَ حُسَيناً عليه السلام وقالَ عِندَ ذلِكَ : أحتَسِبُ نَفسي وحُماةَ أصحابي .۴
3 / 12
الحَجّاجُ بنُ مَسروقٍ
الحجّاج بن مسروق الجعفي،۵ والذي سُمّي في بعض المصادر بالحجّاج بن مسرور ،۶ هو أحد الأصحاب الأوفياء لسيّد الشهداء عليه السلام ، والذي نال شرف الشهادة في عاشوراء.
وهو الذي بعثه الإمام الحسين عليه السلام إلى عبيد اللَّه بن الحرّ الجعفي كي يأتي لنصرته.۷وهو
1.الغِرَّة : الغفلة (المصباح المنير : ص ۴۴۴ «غِرّة») .
2.باجميرى: موضع دون تكريت (معجم البلدان: ج۱ ص۳۱۴) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .
3.الفُسطاط : بيت من الشعر (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۵ «فسط») .
4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه وليس فيه من «اُقسم» إلى «أعذر» وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۲ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۷ - ۱۹ ومثير الأحزان : ص ۶۲ و ص ۶۵ .
5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۱ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۵ ، نسب معد : ج ۱ ص ۳۱۶ ، الاشتقاق : ص ۴۰۹ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۳ وراجع: زيارة الناحية والزيارة الرجبية وهذا الكتاب : ص۷۲۲ ح۹۱۹ .
6.الإرشاد : ج ۲ ص ۷۸.
7.راجع : ص ۵۷۱ (القسم الرابع / الفصل السابع / استنصاره بعبيد اللَّه بن الحرّ).