723
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

3 / 13

الحُرُّ بنُ يَزيدَ الرِّياحِيُ‏

كان الحرّ بن يزيد الرياحي‏۱أحد وجهاء قبيلة بني تميم،۲ولا تتوفّر معلومات اُخرى عنه، إلّا أنّ مصيره بين أصحاب الإمام الحسين عليه السلام متميّز وباعث للاعتبار كثيراً .
كان الحرّ الشخص الوحيد الذي اجتاز في يوم عاشوراء المسافة بين الجنّة والنار خلال ساعات قصيرة ، وصعد بنفسه من حضيض الشقاوة إلى قمّة السعادة، لذا فإنّ مصير الحرّ دليل واضح على اختيار الإنسان الطريق الصحيح للحياة .
كان الحرّ أوّل من أغلق الطريق على الإمام الحسين وأصحابه،۳ وإنّ انتخابه بوصفه قائداً للجيش حيث قام بأوّل مواجهة للإمام عليه السلام،۴ يدلّ على الاعتماد الكامل للحكم الاُمويّ عليه . لم يكن الذنب الذي اقترفه الحرّ ذنباً صغيراً، إلّا أنّه عندما شاهد نفسه بين الجنّة والنار، لم يغرّه الظاهر الخادع للدنيا والذي كانت جهنّم تكمن في باطنه، فاختار كبقيّة شهداء كربلاء الآخرين طريق الجنّة ، وقال بشأن هذا الاختيار :
إنّي وَاللَّهِ، اُخَيِّرُ نَفسي بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، ووَاللَّهِ، لا أختارُ عَلَى الجَنَّةِ شَيئاً ولَو قُطِّعتُ وحُرِّقتُ .۵
وهذه رسالة تعليميّة لجميع الذين تنتابهم الحيرة عند مفترق طريق الجنّة والنار، وخاصّة الشباب. وبعد اختياره طريق الجنّة ضرب فرسه وتوجّه نحو خيام سيّد الشهداء ويده على رأسه ، وكان يكرّر مع نفسه هذه العبارات أثناء الطريق :

1.جمهرة أنساب العرب : ص ۲۲۷ ، جمهرة النسب : ص ۲۱۶ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ وفيه «الحرّ بن يزيد الحنظلي ثمّ النهشلي» ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۳ وفيه «الحرّ بن يزيد الحنظلي» ؛ رجال الطوسي : ص‏۱۰۰ وراجع: زيارة الناحية والزيارة الرجبية وهذا الكتاب : ص ۷۲۷ ح ۹۲۱ .

2.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۱ ؛ تذكرة الخواص : ص ۲۵۱.

3.راجع : ص ۵۵۲ (القسم الرابع / الفصل السابع / سدّ الحرّ الطريق على الإمام عليه السلام) .

4.مقاتل الطالبيين : ص ۱۱۱ وراجع : هذا الكتاب : ص ۵۵۱ (القسم الرابع / الفصل السابع / إشخاص الحرّ للإتيان بالإمام عليه السلام إلى الكوفة) و ص ۵۷۸ (الفصل السابع / كتاب ابن زياد إلى الحرّ يأمره بتضييق الأمر على الإمام عليه السلام) .

5.راجع : ص ۷۲۵ ح ۹۲۰ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
722

الذي أذّن الظهر بإذن الإمام عند تصدّي جيش الحرّ بن يزيد له عليه السلام.۱وقد ذكرته بعض المصادر بوصفه مؤذّناً للإمام الحسين عليه السلام .۲
حمل على صفوف العدوّ وهو ينشد هذه الأشعار حتّى التحق بربّه :


أقدِم هُديتَ هادِياً مَهدِيّافَاليَومَ تَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّا
ثُمَّ أباكَ ذَا النَّدى‏۳عَلِيّاذاكَ الَّذي نَعرِفُهُ وَصِيّا
وَالحَسَنَ الخَيرَ التَّقِي الوَفِيّاوذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّا۴
وأسَدَ اللَّهِ الشَّهيدَ الحَيّا۵
ورد اسمه في زيارة الناحية :
السَّلامُ عَلى‏ الحَجّاجِ بنِ مَسروقٍ الجُعفِيِّ .۶
كما ذكر اسمه في الزيارة الرجبيّة .۷

۹۱۹.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : خَرَجَ ... الحَجّاجُ بنُ مَسروقٍ - وهُوَ مُؤَذِّنُ الحُسَينِ عليه السلام - فَجَعَلَ يَقولُ :


أقدِم حُسَينُ هادِياً مَهدِيّااليَومَ نَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّا
ثُمَّ أباكَ ذَا العُلا عَلِيّاوَالحَسَنَ الخَيرَ الرِّضَى الوَلِيّا
وذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّاوأسَدَ اللَّهِ الشَّهيدَ الحَيّا
ثُمَّ حَمَلَ فَقاتَلَ ، حَتّى‏ قُتِلَ .۸

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۰ .

2.راجع : ص ۵۵۲ (القسم الرابع / الفصل السابع / سدّ الحرّ الطريق على الإمام عليه السلام) .

3.فلان نديُّ الكفّ : إذا كان سخيّاً (الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۰۶ «ندا») .

4.الكميُّ : الشجاع (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۷۷ «كمى») .

5.الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۹ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۳ وليس فيه من «والحسن» إلى «الحيّا» وفيه «فقتل خمساً وعشرين رجلاً» بدل «ثمّ حمل ...» .

6.راجع : ص ۱۴۳۴ ح ۲۱۴۵ .

7.راجع: موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

8.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۰ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۵ نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926960
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به