۹۲۱.تاريخ الطبري عن هلال بن يساف : كانَ فيمَن بُعِثَ إلَيهَ [إلَى الحُسَينِ عليه السلام] الحُرُّ بنُ يَزيدَ الحَنظَلِيُّ ثُمَّ النَّهشَلِيُّ عَلى خَيلٍ ، فَلَمّا سَمِعَ ما يَقولُ الحُسَينُ عليه السلام ، قالَ لَهُم : ألا تَقبَلونَ مِن هؤُلاءِ ما يَعرِضونَ عَلَيكُم ؟ وَاللَّهِ لَو سَأَلَكُم هذَا التُّركُ وَالدَّيلَمُ ما حَلَّ لَكُم أن تَرُدّوهُ ، فَأَبَوا إلّا عَلى حُكُمِ ابنِ زِيادٍ .
فَصَرَفَ الحُرُّ وَجهَ فَرَسِهِ وَانطَلَقَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، فَظَنّوا أنَّهُ إنَّما جاءَ لِيُقاتِلَهُم ، فَلَمّا دَنا مِنهُم قَلَبَ تُرسَهُ وسَلَّمَ عَلَيهِم ، ثُمَّ كَرَّ عَلى أصحابِ ابنِ زِيادٍ فَقاتَلَهُم ، فَقَتَلَ مِنهُم رَجُلَينِ ، ثُمَّ قُتِلَ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ .۱
۹۲۲.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : لَمّا قُتِلَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ هَدَّ ذلِكَ حُسَيناً عليه السلام ، وقالَ عِندَ ذلِكَ : أحتَسِبُ نَفسي وحُماةَ أصحابي ، قالَ : فَأَخَذَ الحُرُّ يَرتَجِزُ ويَقولُ :
آلَيتُ لا اُقتَلُ حَتّى أقتُلاولَن اُصابَ اليَومَ إلّا مُقبِلا
أضرِبُهُم بِالسَّيفِ ضَرباً مِقصَلا۲لا ناكِلاً عَنهُم ولا مُهَلِّلا
وأخَذَ يَقولُ أيضاً :
أضرِبُ في أعراضِهِم۳بِالسَّيفِعَن خَيرِ مَن حَلَّ مِنىً وَالخَيفِ
فَقاتَلَ هُوَ وزُهَيرُ بنُ القَينِ قِتالاً شَديداً ، فَكانَ إذا شَدَّ أحَدُهُما فَإِنِ استُلحِمَ۴ شَدَّ الآخَرُ حَتّى يُخَلِّصَهُ ، فَفَعَلا ذلِكَ ساعَةً ، ثُمَّ إنَّ رَجّالَةً شَدَّت عَلَى الحُرِّ بنِ يَزيدَ ، فَقُتِلَ .۵
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۳ نحوه وراجع : شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۱ .
2.قصَلَه : قطعه ، وسيف مقصَل : قطّاع (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۷ «قصل») .
3.العُرض : الجانب من كلِّ شيء . يقال : خرجوا يضربون الناسَ عن عُرض : أي من أيِّ شِقٍّ وناحيَةٍ لا يبالون مَن ضَربوا (راجع: لسان العرب : ج ۷ ص ۱۷۶ و ۱۷۷ «عرض») .
4.استُلْحِمَ الرجلُ : احتوشه العدوّ في القتال (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۷ «لحم») .
5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه وليس فيه من «قال : فأخذ» إلى «والخيف» وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۳ .