727
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۹۲۱.تاريخ الطبري عن هلال بن يساف : كانَ فيمَن بُعِثَ إلَيهَ [إلَى الحُسَينِ عليه السلام‏] الحُرُّ بنُ يَزيدَ الحَنظَلِيُّ ثُمَّ النَّهشَلِيُّ عَلى‏ خَيلٍ ، فَلَمّا سَمِعَ ما يَقولُ الحُسَينُ عليه السلام ، قالَ لَهُم : ألا تَقبَلونَ مِن هؤُلاءِ ما يَعرِضونَ عَلَيكُم ؟ وَاللَّهِ لَو سَأَلَكُم هذَا التُّركُ وَالدَّيلَمُ ما حَلَّ لَكُم أن تَرُدّوهُ ، فَأَبَوا إلّا عَلى‏ حُكُمِ ابنِ زِيادٍ .
فَصَرَفَ الحُرُّ وَجهَ فَرَسِهِ وَانطَلَقَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، فَظَنّوا أنَّهُ إنَّما جاءَ لِيُقاتِلَهُم ، فَلَمّا دَنا مِنهُم قَلَبَ تُرسَهُ وسَلَّمَ عَلَيهِم ، ثُمَّ كَرَّ عَلى‏ أصحابِ ابنِ زِيادٍ فَقاتَلَهُم ، فَقَتَلَ مِنهُم رَجُلَينِ ، ثُمَّ قُتِلَ رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيهِ .۱

۹۲۲.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : لَمّا قُتِلَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ هَدَّ ذلِكَ حُسَيناً عليه السلام ، وقالَ عِندَ ذلِكَ : أحتَسِبُ نَفسي وحُماةَ أصحابي ، قالَ : فَأَخَذَ الحُرُّ يَرتَجِزُ ويَقولُ :


آلَيتُ لا اُقتَلُ حَتّى‏ أقتُلاولَن اُصابَ اليَومَ إلّا مُقبِلا
أضرِبُهُم بِالسَّيفِ ضَرباً مِقصَلا۲لا ناكِلاً عَنهُم ولا مُهَلِّلا
وأخَذَ يَقولُ أيضاً :


أضرِبُ في أعراضِهِم‏۳بِالسَّيفِ‏عَن خَيرِ مَن حَلَّ مِنىً وَالخَيفِ‏
فَقاتَلَ هُوَ وزُهَيرُ بنُ القَينِ قِتالاً شَديداً ، فَكانَ إذا شَدَّ أحَدُهُما فَإِنِ استُلحِمَ‏۴ شَدَّ الآخَرُ حَتّى‏ يُخَلِّصَهُ ، فَفَعَلا ذلِكَ ساعَةً ، ثُمَّ إنَّ رَجّالَةً شَدَّت عَلَى الحُرِّ بنِ يَزيدَ ، فَقُتِلَ .۵

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۳ نحوه وراجع : شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۱ .

2.قصَلَه : قطعه ، وسيف مقصَل : قطّاع (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۷ «قصل») .

3.العُرض : الجانب من كلِّ شي‏ء . يقال : خرجوا يضربون الناسَ عن عُرض : أي من أيِّ شِقٍّ وناحيَةٍ لا يبالون مَن ضَربوا (راجع: لسان العرب : ج ۷ ص ۱۷۶ و ۱۷۷ «عرض») .

4.استُلْحِمَ الرجلُ : احتوشه العدوّ في القتال (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۷ «لحم») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه وليس فيه من «قال : فأخذ» إلى «والخيف» وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
726

لا اُبالي أن اُطيعَ القَومَ في بَعضِ أمرِهِم ، ولا يَرَونَ أنّي خَرَجتُ مِن طاعَتِهِم ، وأمّا هُم فَسَيَقبَلونَ مِن حُسَينٍ هذِهِ الخِصالَ الَّتي يَعرِضُ عَلَيهِم ، ووَاللَّهِ لَو ظَنَنتُ أنَّهُم لا يَقبَلونَها مِنكَ ما رَكِبتُها مِنكَ ، وإنّي قَد جِئتُكَ تائِباً مِمّا كانَ مِنّي إلى‏ رَبّي ، ومُواسِياً لَكَ بِنَفسي حَتّى‏ أموتَ بَينَ يَدَيكَ ، أفَتَرى‏ ذلِكَ لي تَوبَةً ؟
قالَ : نَعَم يَتوبُ اللَّهُ عَلَيكَ ويَغفِرُ لَكَ ، مَا اسمُكَ ؟ قالَ: أنَا الحُرُّ بنُ يَزيدَ .
قالَ : أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ اُمُّكَ ، أنتَ الحُرُّ إن شاءَ اللَّهُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، انزِل .
قالَ : أنَا لَكَ فارِساً خَيرٌ مِنّي راجِلاً ، اُقاتِلُهُم عَلى‏ فَرَسي ساعَةً ، وإلَى النُّزولِ ما يَصيرُ آخِرُ أمري ، قالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَاصنَع يَرحَمُكَ اللَّهُ ما بَدا لَكَ .
فَاستَقدَمَ أمامَ أصحابِهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا القَومُ ! ألا تَقبَلونَ مِن حُسَينٍ خَصلَةً مِن هذِهِ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ عَلَيكُم فَيُعافِيَكُمُ اللَّهُ مِن حَربِهِ وقِتالِهِ ؟ قالوا : هذَا الأَميرُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ فَكَلِّمهُ ، فَكَلَّمَهُ بِمِثلِ ما كَلَّمَهُ بِهِ قَبلُ ، وبِمِثلِ ما كَلَّمَ بِهِ أصحابَهُ .
قالَ عُمَرُ : قَد حَرَصتُ لَو وَجَدتُ إلى‏ ذلِكَ سَبيلاً فَعَلتُ .
فَقالَ : يا أهلَ الكوفَةِ ! لِاُمِّكُمُ الهَبَلُ‏۱وَالعُبرُ۲ ، إذ دَعَوتُموهُ حَتّى‏ إذا أتاكُم أسلَمتُموهُ ، وزَعَمتُم أنَّكُم قاتِلو أنفُسِكُم دونَهُ ، ثُمَّ عَدَوتُم عَلَيهِ لِتَقتُلوهُ ، أمسَكتُم بِنَفسِهِ ، وأخَذتُم بِكَظَمِهِ ، وأحَطتُم بِهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَمَنَعتُموهُ التَّوَجُّهَ في بِلادِ اللَّهِ العَريضَةِ حَتّى‏ يَأمَنَ ويَأمَنَ أهلُ بَيتِهِ ، وأصبَحَ في أيديكُم كَالأَسيرِ لا يَملِكُ لِنَفسِهِ نَفعاً ولا يَدفَعُ ضَرّاً ، وحَلَّأتُموهُ ونِساءَهُ واُصَيبِيَتَهُ وأصحابَهُ عَن ماءِ الفُراتِ الجارِي ، الَّذي يَشرَبُهُ اليَهودِيُّ وَالمَجوسِيُّ وَالنَّصرانِيُّ ، وتَمَرَّغُ فيهِ خَنازيرُ السَّوادِ وكِلابُهُ ، وهاهُم اُولاءِ قَد صَرَعَهُمُ العَطَشُ ، بِئسَما خَلَفتُم مُحَمَّداً في ذُرِّيَّتِهِ ، لا سَقاكُمُ اللَّهُ يَومَ الظَّمَأِ إن لَم تَتوبوا وتَنزَعوا عَمّا أنتُم عَلَيهِ مِن يَومِكُم هذا في ساعَتِكُم هذِهِ .
فَحَمَلَت عَلَيهِ رَجّاَلةٌ لَهُم تَرميهِ بِالنَّبلِ ، فَأَقبَلَ حَتّى‏ وَقَفَ أمامَ الحُسَينِ عليه السلام .۳

1.الهَبَل : الثُّكل ؛ وهو الموت ، والهلاك ، وفقدان الحبيب (راجع : لسان العرب : ج ۱۱ ص ۶۸۶ «هبل» و ص ۸۸ «ثكل») .

2.العُبر : البكاء بالحُزن ؛ يقال : لاُمّه العُبْر والعَبَر (لسان العرب : ج ۴ ص ۵۳۲ «عبر») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۳ وليس فيه من «فأقبل حتّى وقف» إلى «لخرجت معه إلى الحسين عليه السلام» ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۰ ، مثير الأحزان : ص ۵۸ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۷ والأخبار الطوال : ص ۲۵۶ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۹ وروضة الواعظين : ص ۲۰۴ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977638
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به