73
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

لم يكن يصطحب معه سوى سبعمئة مقاتل‏۱من المهاجرين والأنصار ، فيما التحق به من الكوفة اثنا عشر ألفاً .۲
ومن الملفت للنظر أنّ الإمام بعث كتاباً يخاطب فيه أهل الكوفة عندما كان يريد الانطلاق من المدينة نحو البصرة ، يبدأ بهذه العبارات :
مِن عَبدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى‏ أهلِ الكوفَةِ جَبهَةِ الأَنصارِ وسَنامِ العَرَبِ .۳
وتفيد رواية الطبري أنّ الإمام عندما اُخبر في الطريق بأنّ المتمرّدين ذهبوا إلى البصرة ، فإنّه شعر بالطمأنينة وقال :
إنَّ أهلَ الكوفَةِ أشَدُّ إليّ حُبّاً ، وفيهِم رُؤوسُ العَرَبِ وأعلامُهُم .۴
كما كتب إليهم :
إنّي قَدِ اختَرتُكُم عَلَى الأَمصارِ وإنّي بِالأَثرَةِ .۵
وجاء في رواية اُخرى أنّه كتب قائلاً :
ولِرَسولِهِ صلى اللَّه عليه وآله... .۶
وعندما التحق أهلُ الكوفة بالإمام عليّ عليه السلام في ذي قار ، مدحهم الإمام عليه السلام قائلاً :
أنتُم أشَدُّ العَرَبِ وُدّاً لِلنَّبِيِّ ولِأَهلِ بَيتِهِ ، وإنَّما جِئتُكُم ثِقَةً - بَعدَ اللَّهِ - بِكُم .۷
وبعد نهاية معركة الجمل أشاد بهم بهذه العبارات :
جزاكُمُ اللَّهُ مِن أهلِ مِصرٍ عَن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكُم أحسَنَ ما يَجزِي العامِلينَ بِطاعَتِهِ وَالشّاكِرينَ لِنِعمَتِهِ ، فَقَد سَمِعتُم وأطَعتُم ، وَدُعيتُم فَأَجَبتُم .۸

1.الجمل : ص ۲۴۰ .

2.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۵۰۰ وراجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ج ۳ ص ۶۳ (القسم السادس / الحرب الاُولى : وقعة الجمل) وص ۱۵۰ (الفصل الخامس / وصول قوّات الكوفة إلى الإمام عليه السلام) .

3.تاريخ الطبرى: ج ۴ ص ۵۰۰.

4.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۷۷ .

5.في بعض المصادر «وإنّي بالأثر» وهو الأنسب (راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۴ ص ۱۶)

6.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۵۰ .

7.نهج البلاغة : الكتاب ۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
72

( 1 )

أسباب اتّخاذ الكوفة قاعدةً للثورة

من أجل تقييم سفر الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق واختيار الكوفة قاعدة للثورة ، يجب الالتفات إلى أنّ الهدف من ثورته عليه السلام كان بالدرجة الاُولى الإطاحة بحكومة يزيد ، وتأسيس الحكومة الإسلامية في حالة نصرة الناس له ، ثمّ بالدرجة الثانية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفضح الحكومة الاُموية وزلزلة قواعدها ، والحيلولة دون زوال القيم الإسلامية ، وأخيراً إتمام الحجّة على المسلمين ، حتّى وإن كان ثمن تحقيق هذه الأهداف هو شهادته وشهادة أهل بيته وأصحابه وسبي عياله وذراريه .۱
وقد كانت الكوفة آنذاك تتميّز بخصوصيات تجعلها أفضل مكان في العالم الإسلامي لتحقيق أهداف الإمام الحسين عليه السلام ، وهي :

أوّلاً : الموقع السياسي والعسكري‏

تأسّست مدينة الكوفة في السنة السابعة عشرة من الهجرة بواسطة الخليفة الثاني وعلى يد سعد بن أبي وقاص ؛ بهدف إقامة معسكر كبير ، ومن أجل قيادة الفتوح الإسلامية وتوسيعها۲ .۳
وبسبب الموقع الحسّاس الذي كانت تتمتّع به مدينة الكوفة ، فقدكان يسكنها في صدر الإسلام عدد ملفت للنظر من شيوخ القبائل والقادة العسكريّين الكبار وخيرة المقاتلين ؛ ولذلك فعندما خرج الإمام علي عليه السلام من المدينة متوجّهاً إلى العراق من أجل القضاء على فتنة الناكثين ،

1.راجع : ص ۵۷ (الفصل الثاني : أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام) .

2.تأسّست الكوفة لتنظيم وقيادة الفتوح الإسلامية في المنطقة الغربية مثل : الشام ، فلسطين ، أفريقيا ، وأمّا المناطق الشرقية فقد جعلت البصرة لنفس الهدف .

3.تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۰ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922508
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به