733
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَحُمِلُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَجَعَلَ يَمسَحُ التُّرابَ عَن وَجهِهِ ، ويَقولُ : أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ اُمُّكُ ، حُرٌّ فِي الدُّنيا وحُرٌّ [فِي‏۱الآخِرَةِ .۲

۹۲۸.الإرشاد : نَشِبَ القِتالُ فَقُتِلَ مِنَ الجَميعِ جَماعَةٌ . وحَمَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ عَلى‏ أصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، وهُوَ يَتَمَثَّلُ بِقَولِ عَنتَرَةَ :


ما زِلتُ أرميهِم بِغُرَّةِ۳وَجهِهِ‏ولَبانِهِ حَتّى‏ تَسَربَلَ بِالدَّمِ‏
فَبَرَزَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن بَلحارِثٍ يُقالُ لَهُ : يَزيدُ بنُ سُفيانَ ، فَما لَبِثَهُ الحُرُّ حَتّى‏ قَتَلَهُ... قاتَلَهُم أصحابُ الحُسَينِ قِتالاً شَديداً ، فَأَخَذَت خَيلُهُم تَحمِلُ وإنَّما هِيَ اثنانِ وثَلاثونَ فارِساً ، فَلا تَحمِلُ عَلى‏ جانِبٍ مِن خَيلِ الكوفَةِ إلّا كَشَفَتهُ ، فَلَمّا رَأى‏ ذلِكَ عُروَةُ بن قَيسٍ - وهُوَ عَلى‏ خَيلِ أهلِ الكوفَةِ - بَعَثَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ : أما تَرى‏ ما تَلقى‏ خَيلي مُنذُ اليَومِ مِن هذِهِ العِدَّةِ اليَسيرَةِ ؟ ابعَث إلَيهِمُ الرِّجالَ وَالرُّماةَ فَبَعَثَ عَلَيهِم بِالرُّماةِ فَعُقِرَ بِالحُرِّ بنِ يَزيدَ فَرَسُهُ فَنَزَلَ عَنهُ وجَعَلَ يَقولُ :


إن تَعقِروا بي فَأَنَا ابنُ الحُرِّأشجَعُ مِن ذي لِبَدٍ هِزَبرِ
ويَضرِبُهُم بِسَيفِهِ ، وتَكاثَروا عَلَيهِ ، فَاشتَرَكَ في قَتلِهِ أيّوبُ بنُ مُسَرَّحٍ ورَجُلٌ آخَرُ مِن فُرسانِ أهلِ الكوفَةِ .۴

۹۲۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : أقبَلَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ - أحَدُ بَني رِياحِ بنِ يَربوعٍ - عَلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَقالَ : أمُقاتِلٌ أنتَ هذا الرَّجُلَ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : أما لَكُم في واحِدَةٍ مِن هذِهِ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ رِضىً ؟ قالَ : لَو كانَ الأَمرُ إلَيَّ فَعَلتُ .
فَقالَ : سُبحانَ اللَّهِ ! ما أعظَمَ هذا أن يَعرِضَ ابنُ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلَيكُم ما يَعرِضُ فَتَأبَونَهُ !! ثُمَّ مالَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقاتَلَ مَعَهُ حَتّى‏ قُتِلَ .

1.]ما بين المعقوفين سقط من المصدر ولا يصحّ السياق بدونه .

2.الملهوف : ص ۱۵۹ .

3.غُرّة كلّ شي‏ء : أوّله وأكرمه (الصحاح : ج ۲ ص ۷۶۸ «غرر») .

4.الإرشاد : ج‏۲ ص‏۱۰۲ - ۱۰۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۲ - ۴۶۳ نحوه وراجع : مثير الأحزان : ص ۵۹ - ۶۰ والكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۵ - ۵۶۶ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
732

ورُوِيَ أنَّهُ كانَ يُنشِدُ عِندَ مُكافَحَتِهِ :




آلَيتُ لا اُقتَلُ حَتّى‏ أقتُلاولا اُصابُ اليَومَ إلّا مُقبِلا
أضرِبُهُم بِالسَّيفِ ضَرباً مُعضِلالا ناكِلاً۱فيهِم ولا مُهَلِّلا۲

۹۲۷.الملهوف : صاحَ الحُسَينُ عليه السلام : أما مِن مُغيثٍ يُغيثُنا لِوَجهِ اللَّهِ ! أما مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ ؟
فَإِذَا الحُرُّ بنُ يَزيدَ الرِّياحِيُّ قَد أقبَلَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ فَقالَ لَهُ : أمُقاتِلٌ أنتَ هذَا الرَّجُلَ ؟ فَقالَ : إي وَاللَّهِ! قِتالاً أيسَرُهُ أن تَطيرَ الرُّؤوسُ وتَطيحَ الأَيدي . قالَ : فَمَضَى الحُرُّ ووَقَفَ مَوقِفاً مِن أصحابِهِ ، وأخَذَهُ مِثلُ الأَفكَلِ‏۳ .
فَقالَ لَهُ المُهاجِرُ بنُ أوسٍ : وَاللَّهِ إنَّ أمرَكَ لَمُريبٌ ! ولَو قيلَ مَن أشجَعُ أهلِ الكوفَةِ لَما عَدَوتُكَ ، فَما هذَا الَّذي أراهُ مِنكَ ؟ فَقالَ : إنّي وَاللَّهِ اُخَيِّرُ نَفسي بَينَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، فَوَاللَّهِ لا أختارُ عَلَى الجَنَّةِ شَيئاً ولَو قُطِّعتُ واُحرِقتُ . ثُمَّ ضَرَبَ فَرَسَهُ قاصِداً إلَى الحُسَينِ عليه السلام ويَدُهُ عَلى‏ رَأسِهِ ، وهُوَ يَقولُ : اللَّهُمَّ إنّي تُبتُ إلَيكَ فَتُب عَلَيَّ ، فَقَد أرعَبتُ قُلوبَ أولِيائِكَ وأولادِ بِنتِ نَبِيِّكَ .
وقالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ! أنَا صاحِبُكَ الَّذي حَبَسَكَ عَنِ الرُّجوعِ وجَعجَعَ بِكَ ، وَاللَّهِ ما ظَنَنتُ أنَّ القَومَ يَبلُغونَ بِكَ ما أرى‏ ، وأنَا تائِبٌ إلَى اللَّهِ ، فَهَل تَرى‏ لي مِن تَوبَةٍ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : نَعَم ، يَتوبُ اللَّهُ عَلَيكَ ، فَانزِل ، فَقالَ : أنَا لَكَ فارِساً خَيرٌ مِنّي راجِلاً ، وإلَى النُّزولِ يَؤولُ آخِرُ أمري .
ثُمَّ قالَ : فإِذا كُنتُ أوَّلَ مَن خَرَجَ عَلَيكَ ، فَأذَن لي أن أكونَ أوَّلَ قَتيلٍ بَينَ يَدَيكَ ،۴ لَعَلّي أكونُ مِمَّن يُصافِحُ جَدَّكَ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله غَداً فِي القِيامَةِ .
فَأَذِنَ لَهُ فَجَعَلَ يُقاتِلُ أحسَنَ قِتالٍ ، حَتّى‏ قَتَلَ جَماعَةً مِن شُجعانٍ وأبطالٍ ، ثُمَّ استُشهِدَ ،

1.الناكِلُ : الجبان الضعيف (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۳۵ «نكل») .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۹ ، الفتوح : ج‏۵ ص‏۱۰۱ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳ وراجع : مطالب السؤول : ص‏۷۶ و كشف الغمّة : ج‏۲ ص‏۲۶۲ .

3.الأفكَلُ : الرِّعدة (الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۹۲ «فكل») .

4.وفي الملهوف : «قال جامع الكتاب : إنّما أراد أوّل قتيل من الآن ؛ لأنّ جماعة قُتلوا قبله كما ورد» .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977534
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به