735
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

۹۳۱.المناقب لابن شهرآشوب : بَرَزَ الحُرُّ وهُوَ يَرتَجِزُ :


إنّي أنَا الحُرُّ ومَأوَى الضَّيفِ‏أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِ‏
عَن خَيرِ مَن حَلَّ بِلادَ الخَيفِ‏أضرِبُكُم ولا أرى‏ مِن حَيفِ‏
فَقَتَلَ نَيِّفاً۱ وأربَعينَ رَجُلاً .۲

۹۳۲.مثير الأحزان : رَوَيتُ بِإِسنادي أنَّهُ [أيِ الحُرَّ بنَ يَزيدَ الرِّياحِيَ‏] قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : لَمّا وَجَّهَني عُبَيدُ اللَّهِ إلَيكَ ، خَرَجتُ مِنَ القَصرِ فَنوديتُ مِن خَلفي : أبشِر يا حُرُّ بِخَيرٍ ، فَالتَفَتُّ فَلَم أرَ أحَداً . فَقلتُ : وَاللَّهِ ما هذِهِ بِشارَةٌ وأنَا أسيرُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ! وما اُحَدِّثُ نَفسي بِاتِّباعِكَ .
فَقالَ عليه السلام : لَقَد أصَبتَ أجراً وخَيراً .۳

3 / 14

حَنظَلَةُ بنُ أسعَدٍ الشِّبامِيُ‏

حنظلة بن أسعد الشباميّ،4 أو «الشاميّ»،5 بَطَلٌ آخر من أبطال ملحمة كربلاء العظام.6
فبينما جعل نفسه درعاً للإمام مقابل سيوف الأعداء ونبالهم ورماحهم ، كان يحذّرهم كمؤمن آل فرعون بتلاوته هذه الآيات بصوت رفيع :
«يَاقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ

1.النَّيِّف : من واحدٍ إلى ثلاثٍ (المصباح المنير : ص ۶۳۱ «نيف») .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴ و ۱۵ .

3.مثير الأحزان : ص ۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵ .

4.راجع : ص ۷۳۶ ح ۹۳۳ وص ۷۳۷ ح ۹۳۵ والزيارة الرجبيّة وزيارة الناحية . وفي بعض النقول «سعد» بدل «أسعد» راجع : ص ۷۳۷ ح ۹۳۴ ، معجم البلدان : ج ۳ ص ۳۱۸ ، وفيه «حنظلة بن عبداللَّه الشبامي» ، رجال الطوسي : ص ۱۰۰ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۲ وفيه «من همدان» ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۱۳ وفيه «حنظلة بن عمرو الشيباني» .

5.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۰۳ ح ۵ ، الزيارة الرجبيّه وزيارة الناحية برواية مصباح الزائر : ص ۲۹۵ وص ۲۸۵ ، الأمالي للشجري : ج ۲ ص ۱۷۳ وفيه «من همدان».

6.هو ذلك الشخص الذي كانت فرقة من الغلاة تعتقد بأنّه في يوم عاشوراء صار شبيهاً بالحسين واستشهد بدلاً عنه ، وأنّ الإمام الحسين عليه السلام لم يستشهد بل صعد إلى السماء كعيسى عليه السلام . وفي حديث للإمام الرضا عليه السلام كذّب فيه هذه القضية وكفّر من يعتقد بها (راجع : عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۰۳ ح ۵).


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
734

فَفي ذلِكَ يَقولُ الشّاعِرُ المُتَوَكِّلُ اللَّيثِيُّ :


لَنِعمَ الحُرُّ حُرُّ بَني رِياحِ‏وحُرٌّ عِندَ مُختَلَفِ الرِّماحِ‏
ونِعمَ الحُرُّ ناداهُ حُسَينٌ‏فَجادَ بِنَفسِهِ عِندَ الصَّباحِ‏
وقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أما وَاللَّهِ يا عُمَرُ ، لَيَكونَنَّ لِما تَرى‏ يَوماً يَسوؤُكَ .۱

۹۳۰.تذكرة الخواصّ : إنَّهُ [أيِ الإِمامَ الحُسَينَ عليه السلام‏] نادى‏ : يا شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ ، ويا حَجّارَ بنَ أبجَرَ۲ ، ويا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ ، ويا زَيدَ بنَ الحَرثِ ، ويا فُلانُ ، ويا فُلانُ ! ألَم تَكتُبوا إلَيَّ ؟ فَقالوا : ما نَدري ما تَقولُ .
وكانَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ اليَربوعِيُّ مِن ساداتِهِم ، فَقالَ لَهُ : بَلى‏ وَاللَّهِ لَقَد كاتَبناكَ ،۳ ونَحنُ الَّذينَ أقدَمناكَ ، فَأَبعَدَ اللَّهُ الباطِلَ وأهلَهُ ، وَاللَّهِ لا أختارُ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ ، ثُمَّ ضَرَبَ رَأسَ فَرَسِهِ ودَخَلَ في عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أهلاً بِكَ وسَهلاً ، أنتَ وَاللَّهِ الحُرُّ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
ثُمَّ ناداهُمُ الحُرُّ : وَيحَكُم لا اُمَّ لَكُم ! أنتُمُ الَّذينَ أقدَمتُموهُ ، فَلَمّا أتاكُم أسلَمتُموهُ ، فَصارَ كَالأَسيرِ ، ومَنَعتُموهُ وأهلَهُ الماءَ الجارِيَ ، الَّذي تَشرَبُ مِنهُ اليَهودُ وَالنَّصارى‏ وَالمَجوسُ ، ويَتَمَرَّغُ فيهِ خَنازيرُ السَّوادِ ، بِئسَ ما خَلَفتُم مُحَمَّداً في أهلِهِ وذُرِّيَّتِهِ ، وإذا لَم تَنصُروهُ وتَفوا لَهُ بِما حَلَفتُم عَلَيهِ ، فَدَعوهُ يَمضي حَيثُ شاءَ مِن بِلادِ اللَّهِ ، أما أنتُم بِاللَّهِ مُؤمِنونَ ؟ وبِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ جَدِّهِ مُصَدِّقونَ ؟ وبِالمَعادِ موقِنونَ ؟ ثُمَّ حَمَلَ وقالَ :


أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِ‏عَن خَيرِ مَن حَلَّ مِنىً وَالخَيفِ‏
وَقَتَلَ مِنهُم جَماعَةً ، ثُمَّ تَكاثَروا عَلَيهِ فَقَتَلوهُ .۴

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۹ وراجع : الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .

2.في المصدر : «الحرّ» ، وهو تصحيف ظاهر .

3.ويُفهم ممّا نُقل حول تلك المحاورات التي جرت بين الإمام عليه السلام والحرّ بعد التقاء الجيشين ، أنّ الحرّ لم يكن ممّن دعا الإمام عليه السلام إلى القدوم ، فالحرّ بحسب الظاهر من أعوان النظام آنذاك ، ولم يكن من المخطّطين لمصير الإمام عليه السلام وقدومه . ولو قبلنا ما جاء في المتن من جواب الحرّ للإمام عليه السلام بالإيجاب ، فإنّما قال ذلك بعدما رأى إحجام القوم عن جواب الإمام عليه السلام ، فكان لسان حالهم .

4.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ .

تعداد بازدید : 1975530
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به