بِعَذابٍ «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى»۱ .
فَقالَ لَهُ حُسَينٌ عليه السلام : يَابنَ أسعَدَ ! رَحِمَكَ اللَّهُ ! إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حينَ رَدّوا عَلَيكَ ما دَعَوتَهُم إلَيهِ مِنَ الحَقِّ ، ونَهَضوا إلَيكَ لِيَستَبيحوكَ وأصحابَكَ ، فَكَيفَ بِهِمُ الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَكَ الصّالِحينَ ؟!
قالَ : صَدَقتَ جُعِلتُ فِداكَ ! أنتَ أفقَهُ مِنّي وأحَقُّ بِذلِكَ ، أفَلا نَروحُ إلَى الآخِرَةِ ونَلحَقُ بِإِخوانِنا ؟
فَقالَ : رُح إلى خَيرٍ مِنَ الدُّنيا وما فيها ، وإلى مُلكٍ لا يَبلى .
فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ أبا عَبدِ اللَّهِ ! صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ وعلَى أهلِ بَيتِكَ ، وعَرَّفَ بَينَنا وبَينَكَ في جَنَّتِهِ . فَقالَ : آمينَ آمينَ ! فَاستَقدَمَ فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ .۲
۹۳۴.الملهوف : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ سَعدٍ الشِّبامِيُّ ، فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام يَقيهِ السِّهامَ وَالسُّيوفَ وَالرِّماحَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، وأخَذَ يُنادي : «يَاقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ» ، يا قَومِ لا تَقتُلوا حُسَيناً فَيُسحِتَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى» .
ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : أفَلا نَروحُ إلى رَبِّنا ونَلحَقُ بِأَصحابِنا ؟
فَقالَ لَهُ : بَل رُح إلى ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدنيا وما فيها ، وإلى مُلكٍ لا يَبلى . فَتَقَدَّمَ فَقاتَلَ قِتالَ الأَبطالِ ، وصَبَرَ عَلَى احتِمالِ الأَهوالِ ، حَتّى قُتِلَ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ .۳
۹۳۵.مثير الأحزان : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِيُّ فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، يَقيهِ الرِّماحَ وَالسِّهامَ والسُّيوفَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أفَلا نَروحُ إلى رَبِّنا ونَلحَقُ ؟
فَقالَ : رُح إلى ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدُّنيا وما فيها . فَقاتَلَ قِتالَ الشُّجعانِ ، وصَبَرَ عَلى