737
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

بِعَذابٍ «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى‏»۱ .
فَقالَ لَهُ حُسَينٌ عليه السلام : يَابنَ أسعَدَ ! رَحِمَكَ اللَّهُ ! إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حينَ رَدّوا عَلَيكَ ما دَعَوتَهُم إلَيهِ مِنَ الحَقِّ ، ونَهَضوا إلَيكَ لِيَستَبيحوكَ وأصحابَكَ ، فَكَيفَ بِهِمُ الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَكَ الصّالِحينَ ؟!
قالَ : صَدَقتَ جُعِلتُ فِداكَ ! أنتَ أفقَهُ مِنّي وأحَقُّ بِذلِكَ ، أفَلا نَروحُ إلَى الآخِرَةِ ونَلحَقُ بِإِخوانِنا ؟
فَقالَ : رُح إلى‏ خَيرٍ مِنَ الدُّنيا وما فيها ، وإلى‏ مُلكٍ لا يَبلى‏ .
فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ أبا عَبدِ اللَّهِ ! صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ وعلَى‏ أهلِ بَيتِكَ ، وعَرَّفَ بَينَنا وبَينَكَ في جَنَّتِهِ . فَقالَ : آمينَ آمينَ ! فَاستَقدَمَ فَقاتَلَ حَتّى‏ قُتِلَ .۲

۹۳۴.الملهوف : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ سَعدٍ الشِّبامِيُّ ، فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام يَقيهِ السِّهامَ وَالسُّيوفَ وَالرِّماحَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، وأخَذَ يُنادي : «يَاقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ» ، يا قَومِ لا تَقتُلوا حُسَيناً فَيُسحِتَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى‏» .
ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : أفَلا نَروحُ إلى‏ رَبِّنا ونَلحَقُ بِأَصحابِنا ؟
فَقالَ لَهُ : بَل رُح إلى‏ ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدنيا وما فيها ، وإلى‏ مُلكٍ لا يَبلى‏ . فَتَقَدَّمَ فَقاتَلَ قِتالَ الأَبطالِ ، وصَبَرَ عَلَى احتِمالِ الأَهوالِ ، حَتّى‏ قُتِلَ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ .۳

۹۳۵.مثير الأحزان : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِيُّ فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، يَقيهِ الرِّماحَ وَالسِّهامَ والسُّيوفَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أفَلا نَروحُ إلى‏ رَبِّنا ونَلحَقُ ؟
فَقالَ : رُح إلى‏ ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدُّنيا وما فيها . فَقاتَلَ قِتالَ الشُّجعانِ ، وصَبَرَ عَلى‏

1.طه : ۶۱ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۴ بزيادة «يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره» بعد «فقام بين يدي حسين عليه السلام» وكلاهما نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۳ .

3.الملهوف : ص ۱۶۴ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۴ نحوه وليس فيهما من «ثمّ التفت» إلى «الأهوال» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
736

مِن بَعْدِهِمْ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ * وَ يَاقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ»1 ، يا قَومِ [لا] تَقتُلوا حُسَيناً فَيُسحِتَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى‏»2 .
ثمّ نظر إلى الإمام وقال :
أفَلا نَروحُ إلى‏ رَبِّنا ونَلحَقُ بِأَصحابِنا ؟
فأجابه الإمام قائلاً :
بَل رُح إلى‏ ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدُّنيا وما فيها ، وإلى‏ مُلكٍ لا يَبلى‏ .3
وبعد الاستئذان من الإمام ودّعه بهذه العبارات :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ وعلَى‏ أهلِ بَيتِكَ ، وعَرَّفَ بَينَنا وبَينَكَ في جَنَّتِهِ .
وقال الإمام:
آمينَ آمينَ .4
وبذلك دخل حنظلة ساحة الحرب وذاق شهد الشهادة.
وقد ورد في زيارتي الناحية5والرجبيّة :
السَّلامُ عَلى‏ حَنظَلَةَ بنِ أسعَدَ الشِّبامِيِّ .6

۹۳۳.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : جاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشَّبامِيُّ ، فَقامَ بَينَ يَدَي حُسَينٍ عليه السلام فَأَخَذَ يُنادي : «يَاقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ * وَ يَاقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَ مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ»۷ ، يا قَومِ [لا۸ تَقتُلوا حُسَيناً فَيُسحِتَكُمُ‏۹ اللَّهُ

1.غافر : ۳۰ - ۳۳ .

2.طه : ۶۱ .

3.راجع : ص ۷۳۷ ح ۹۳۴ و ۹۳۵ .

4.راجع : ح ۹۳۳ .

5.راجع: موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

6.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

7.غافر : ۳۰ - ۳۳ .

8.]ما بين المعقوفين سقط من المصدر، وأثبتناه من المصادر الاُخرى .

9.يسحتكم : يستأصلكم (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۱ «سحت») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922493
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به