لم تذكر المصادر المعتبرة ما جاء في كتاب مجالس المواعظ، من أنّ زهيراً كان يلعب ذات يوم في طفولته مع الإمام الحسين عليه السلام، وأنّه كان يقبّل التراب تحت قدميه، ولذلك فقد حظي بملاطفة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله. كما أنّ تاريخ حياة زهير يدلّ على عدم صحّة هذه الرواية.۱
الجدير بالذكر أنّ هذه الحادثة جاءت بتفصيلٍ أكثر في كتاب المنتخب للطريحي، ولكن لم يذكر اسم الطفل،۲ويدور على الألسنة اسم حبيب بن مظاهر عادة؛ إلّا أنّ أصل الحادثة واسم الطفل يفتقدان على أيّ حالٍ إلى سندٍ معتبر.
۹۳۶.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام :بَرَزَ ... زُهَيرُ بنُ القَينِ البَجَلِيُّ ، وهُوَ يَقولُ مُخاطِباً لِلحُسَينِ عليه السلام :
اليَومَ نَلقى جَدَّكَ النَّبِيّاوحَسَناً وَالمُرتَضى عَلِيّا
فَقَتَلَ مِنهُم تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، ثُمَّ صُرِعَ وهُوَ يَقولُ :
أنَا زُهَيرٌ وأنَا ابنُ القَينِأذُبُّكُم بِالسَّيفِ عَن حُسَينِ۳
۹۳۷.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : قاتَلَ زُهَيرُ بنُ القَينِ قِتالاً شَديداً ، وأخَذَ يَقولُ :
أنَا زُهَيرٌ وأنَا ابنُ القَينِأذودُهُم بِالسَّيفِ عَن حُسَينِ
قالَ : وأخَذَ يَضرِبُ عَلى مَنكِبِ حُسَينٍ عليه السلام ويَقولُ :
أقدِم هُديتَ هادِياً مَهدِيّافَاليَومَ تَلقى جَدَّكَ النَّبِيّا
وحَسَناً وَالمُرتَضى عَلِيّاوذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّا
وأسَدَ اللَّهِ الشَّهيدَ الحَيّا
1.هذا هو نصّ الرواية المذكورة: «قيل : إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله رأى زهيراً وهو طفل في طريقه، فاحتضنه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وقبّله ولاطفه. فقال له أصحابه: من يكون؟ فقال صلى اللَّه عليه وآله: إنّ هذا الطفل يحبّ الحسين كثيراً. وقد رأيته ذات يوم وهو يلعب مع الحسين ويأخذ التراب من تحت قدميه ويقبّله. ولقد أخبرني جبرئيل أنّه ينصر الحسين في كربلاء» (مجالس المواعظ: ص ۵۹).
2.المنتخب للطريحي: ص ۱۹۶.
3.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۴ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۶ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۹ .