741
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

لم تذكر المصادر المعتبرة ما جاء في كتاب مجالس المواعظ، من أنّ زهيراً كان يلعب ذات يوم في طفولته مع الإمام الحسين عليه السلام، وأنّه كان يقبّل التراب تحت قدميه، ولذلك فقد حظي بملاطفة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله. كما أنّ تاريخ حياة زهير يدلّ على عدم صحّة هذه الرواية.۱
الجدير بالذكر أنّ هذه الحادثة جاءت بتفصيلٍ أكثر في كتاب المنتخب للطريحي، ولكن لم يذكر اسم الطفل،۲ويدور على الألسنة اسم حبيب بن مظاهر عادة؛ إلّا أنّ أصل الحادثة واسم الطفل يفتقدان على أيّ حالٍ إلى سندٍ معتبر.

۹۳۶.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام :بَرَزَ ... زُهَيرُ بنُ القَينِ البَجَلِيُّ ، وهُوَ يَقولُ مُخاطِباً لِلحُسَينِ عليه السلام :


اليَومَ نَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّاوحَسَناً وَالمُرتَضى‏ عَلِيّا
فَقَتَلَ مِنهُم تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً ، ثُمَّ صُرِعَ وهُوَ يَقولُ :


أنَا زُهَيرٌ وأنَا ابنُ القَينِ‏أذُبُّكُم بِالسَّيفِ عَن حُسَينِ‏۳

۹۳۷.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس : قاتَلَ زُهَيرُ بنُ القَينِ قِتالاً شَديداً ، وأخَذَ يَقولُ :


أنَا زُهَيرٌ وأنَا ابنُ القَينِ‏أذودُهُم بِالسَّيفِ عَن حُسَينِ‏
قالَ : وأخَذَ يَضرِبُ عَلى‏ مَنكِبِ حُسَينٍ عليه السلام ويَقولُ :


أقدِم هُديتَ هادِياً مَهدِيّافَاليَومَ تَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّا
وحَسَناً وَالمُرتَضى‏ عَلِيّاوذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّا
وأسَدَ اللَّهِ الشَّهيدَ الحَيّا

1.هذا هو نصّ الرواية المذكورة: «قيل : إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله رأى زهيراً وهو طفل في طريقه، فاحتضنه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وقبّله ولاطفه. فقال له أصحابه: من يكون؟ فقال صلى اللَّه عليه وآله: إنّ هذا الطفل يحبّ الحسين كثيراً. وقد رأيته ذات يوم وهو يلعب مع الحسين ويأخذ التراب من تحت قدميه ويقبّله. ولقد أخبرني جبرئيل أنّه ينصر الحسين في كربلاء» (مجالس المواعظ: ص ۵۹).

2.المنتخب للطريحي: ص ۱۹۶.

3.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۴ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۶ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۹ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
740

فوقف زهير وأبدى وفاءه للإمام بهذه العبارات الجميلة والعجيبة :
وَاللَّهِ ، لَوَدِدتُ أنّي قُتِلتُ ، ثُمَّ نُشِرتُ ، ثُمَّ قُتِلتُ حَتّى‏ اُقتَلَ كَذا ألفَ قَتلَةٍ ، وأنَّ اللَّهَ يَدفَعُ بِذلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ وعَن أنفُسِ هؤُلاءِ الفِتيَةِ مِن أهلِ بَيتِكَ .۱
وفي ظهر عاشوراء وقف زهير إلى جانب سعد بن عبد اللَّه الحنفيّ مع النصف الباقين من أصحاب الإمام ليشكّلوا ساتراً دفاعيّاً للإمام، فإنّهم وقفوا أمام الإمام وصلّى الإمام خلفهم ،۲وعندما هجم العدوّ على خيام أهل البيت عليهم السلام ، قاومهم زهير مع عشرة أفراد من أصحاب الإمام عليه السلام وأجبروهم على التراجع ،۳ وأنشأ زهير هذه الأشعار مخاطباً بها الإمام الحسين عليه السلام :


اليَومَ نَلقى‏ جَدَّكَ النَّبِيّاوحَسَناً وَالمُرتَضى‏ عَلِيّا
وذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّا۴
وبعد حربٍ ضروس وبطوليّة، استُشهد زهيرٌ على أيدي كثير بن عبد اللَّه والمهاجر بن أوس ، وعندما خرّ صريعاً على الأرض ، قال الإمام عليه السلام مخاطباً هذا المجاهد العظيم :
لا يُبعِدَنَّكَ اللَّهُ يا زُهَيرُ ، ولَعَنَ اللَّهُ قاتِلَكَ ، لَعنَ الَّذينَ مَسَخَهُم قِرَدَةً وخَنازيرَ !۵
ونقرأ في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى‏ زُهَيرِ بنِ القَينِ البَجَلِيِّ ، القائِلِ لِلحُسَينِ وقَد أذِنَ لَهُ فِي الاِنصِرافِ : «لا وَاللَّهِ لا يَكونُ ذلِكَ أبَداً ، أترُكُ ابنَ رَسولِ اللَّهِ أسيراً في يَدِ الأَعداءِ وأنجو! لا أرانِيَ اللَّهُ ذلِكَ اليَومَ» .۶
كما ذكر اسمه في الزيارة الرجبيّة .۷

1.راجع : ص ۶۲۷ ح ۸۰۸ .

2.راجع : ص ۶۸۴ (الفصل الثاني / صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام في ظهر عاشوراء) .

3.راجع : ص ۶۷۹ (الفصل الثاني / اشتداد القتال في نصف النهار) .

4.راجع: ص ۶۸۱ ح ۸۸۳ .

5.راجع : ص ۷۴۲ ح ۹۴۰.

6.راجع : ص ۱۴۳۲ ح ۲۱۴۵ .

7.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1977537
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به