753
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَعَلَيكَ السَّلامُ !۱
وحينما عجز عسكر العدوّ عن مواجهته ، أمر عمر بن سعد أن يرشقوه بالحجارة من كلّ جانب ، فلمّا رأى ذلك، استبشر وألقى درعه ومغفره ، واستقبل رشق الحجارة دون درعٍ ومغفر!
يقول الراوي في تبيين شجاعته بعد أن استشهد عابس :
رَأَيتُ رَأسَهُ في أيدي رِجالٍ ذَوي عُدَّةٍ ، هذا يَقولُ : أنَا قَتَلتُهُ ، وهذا يَقولُ : أنَا قَتَلتُهُ ، فَأَتَوا عُمَرَ بنَ سَعدٍ فَقالَ : لا تَختَصِموا ، هذا لَم يَقتُلهُ سِنانٌ واحِدٌ .۲
وجاء في الزيارة الرجبيّة۳ وزيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى‏ عابِسِ بنِ شَبيبٍ الشّاكِرِيِّ .۴

۹۵۳.أنساب الأشراف : قالوا : فَلَمّا رَأى‏ بَقِيَّةُ أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام أنَّهُم لا يَقدِرونَ عَلى‏ أن يَمتَنِعوا ولا يَمنَعوا حُسَيناً عليه السلام ، تَنافَسوا في أن يُقتَلوا ، فَجَعَلوا يُقاتِلونَ بَينَ يَدَيهِ حَتّى‏ يُقتَلوا .
وجاءَ عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، وَاللَّهِ ما أقدِرُ عَلى‏ أن أدفَعَ عَنكَ القَتلَ وَالضَّيمَ‏۵ بِشَي‏ءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي ، فَعَلَيكَ السَّلامُ !
وقاتَلَ بِسَيفِهِ ، فَتَحاماهُ‏۶النّاسُ لِشَجاعَتِهِ ، ثُمَّ عَطَفوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَقُتِلَ .۷

۹۵۴.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن محمّد بن قيس : ثُمَّ قالَ عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، أما وَاللَّهِ ما أمسى‏ عَلى‏ ظَهرِ الأَرضِ قَريبٌ ولا بَعيدٌ أعَزَّ عَلَيَّ ولا أحَبَّ إلَيَّ مِنكَ ، ولَو قَدَرتُ عَلى‏ أن أدفَعَ عَنكَ الضَّيمَ وَالقَتلَ بِشَي‏ءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي ودَمي لَفَعَلتُهُ ؛ السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، اُشهِدُ اللَّهَ أنّي عَلى‏ هَديِكَ وهَديِ أبيكَ . ثُمَّ مَشى‏ بِالسَّيفِ مُصلِتاً نَحوَهُم ، وبِهِ ضَربَةٌ عَلى‏ جَبينِهِ .

1.راجع : ح ۹۵۳ .

2.راجع : ح ۹۵۴ .

3.وفى رواية المزار للشهيد الأوّل : «عابس بن أبي شبيب الشاكري» (راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴) .

4.راجع : ص ۱۴۳۵ ح ۲۱۴۵ .

5.الضَّيْمُ : الظُلم (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۳ «ضيم») .

6.تحاماه الناس : أي توقّوه واجتنبوه (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۲۱ «حمى») .

7.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
752

۹۵۲.الإرشاد : تَقَدَّمَ ... شَوذَبٌ مَولى‏ شاكِرٍ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللَّهِ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ ، أستَودِعُكَ اللَّهَ وأستَرعيكَ ، ثُمَّ قاتَلَ حَتّى‏ قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ .۱

3 / 21

عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ‏

كان عابس بن أبي شبيب الشاكري ،۲الذي سُمّي عابس بن شبيب الشاكري‏۳أيضاً ، من أشجع وأنشط أصحاب الإمام الحسين عليه السلام .۴
وحينما قرأ مسلم عليه السلام كتاب الإمام الحسين عليه السلام في دار المختار على جمع من شيعة الكوفة، كان عابس أوّل شخص قام من مكانه ، وبعد حمد اللَّه والثناء عليه قال :
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا اُخبِرُكَ عَنِ النّاسِ ، ولا أعلَمُ ما في أنفُسِهِم ، وما أغُرُّكَ مِنهُم ، وَاللَّهِ لَاُحَدِّثَنَّكَ عَمّا أنَا مُوَطِّنٌ نَفسي عَلَيهِ ، وَاللَّهِ لَاُجيبَنَّكُم إذا دَعَوتُم ، ولَاُقاتِلَنَّ مَعَكُم عَدُوَّكُم ، ولَأَضرِبَنَّ بِسَيفي دونَكُم حَتّى‏ ألقَى اللَّهَ ، لا اُريدُ بِذلِكَ إلّا ما عِندَ اللَّهِ .
وقام بعده حبيب بن مظاهر وأبدى استعداده لنصرة الإمام ، وهيّأت كلمة هذين الرجلين الأرضيّة لبيعة الناس .۵
حمل عابس كتاب مسلم للإمام إلى مكّة ،۶وكان له حضور مؤثّر في المقاطع المختلفة من النهضة الحسينيّة ، ويدلّ كلامه عند الوداع مع الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء ، على ذروة إيمانه وإيثاره وحبّه لأهل بيت الرسالة، حيث خاطب الإمام قائلاً :
يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، وَاللَّهِ ما أقدِرُ عَلى‏ أن أدفَعَ عَنكَ القَتلَ وَالضَّيمَ بِشَي‏ءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي ،

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۴ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۶ وفي الأصل «عابس بن شبيب الشاكري» ، رجال الطوسي : ص ۱۰۳ ، مثير الأحزان : ص ۶۶ بزيادة «مولى بني شاكر» ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۲ وفيهما «من همدان» .

3.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۲۲ وراجع: الزيارة الرجبية وزيارة الناحية.

4.رجال الطوسي : ص ۱۰۳.

5.راجع : ص ۳۱۲ (القسم الرابع / الفصل الرابع / قدوم مسلم الكوفة وبيعة أهلها له) .

6.راجع : ص ۳۴۳ (القسم الرابع / الفصل الرابع / كتاب مسلم إلى الإمام عليه السلام يدعوه للقدوم إلى الكوفة) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922429
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به