759
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

نَحوَ النِّساءِ ... .
وحَمَلَ شِمرٌ فِي المَيسَرَةِ فَثَبَتوا لَهُ وطاعَنوهُ ، ونادى‏ أصحابَهُ فَحَمَلَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، وقُتِلَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلبِيُّ ، فَجَعَلَتِ امرَأَتُهُ تَبكي عِندَ رَأسِهِ ، فَأَمَرَ شِمرٌ غُلاماً لَهُ يُقالُ لَهُ رُستَمُ ، فَضَرَبَ رَأسَها بِعَمودٍ حَتّى‏ شَدَخَهُ فَماتَت مَكانَها .۱

۹۵۸.الإرشاد : نادى‏ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : يا ذُوَيدُ أدنِ رايَتَكَ ، فَأَدناها ، ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ في كَبِدِ قَوسِهِ ثُمَّ رَمى‏ ، وقالَ : اِشهَدوا أنّي أوَّلُ مَن رَمى‏ ، ثُمَّ ارتَمَى النّاسُ وتَبارَزوا ، فَبَرَزَ يَسارٌ مَولى‏ زِيادِ بنِ أبي سُفيانَ ، وبَرَزَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَيرٍ ، فَقالَ لَهُ يَسارٌ : مَن أنتَ ؟ فَانتَسَبَ لَهُ ، فَقالَ: لَستُ أعرِفُكَ ، لِيَخرُج إلَيَّ زُهَيرُ بنُ القَينِ أو حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَيرٍ : يَابنَ الفاعِلَةِ ، وبِكَ رَغبَةٌ عَن مُبارَزَةِ أحَدٍ مِنَ النّاسِ ؟ ! ثُمَّ شَدَّ عَلَيهِ فَضَرَبَهُ بِسَيفِهِ حَتّى‏ بَرَدَ ، فَإِنَّهُ لَمُشتَغِلٌ بِضَربِهِ إذ شَدَّ عَلَيهِ سالِمٌ مَولى‏ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ ، فَصاحوا بِهِ : قَد رَهِقَكَ العَبدُ ، فَلَم يُشعِر حَتّى‏ غَشِيَهُ فَبَدَرَهُ ضَربَةً اتَّقاهَا ابنُ عُمَيرٍ بِكَفِّهِ اليُسرى‏ فَأَطارَت أصابِعَ كَفِّهِ ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيهِ فَضَرَبِهُ حَتّى‏ قَتَلَهُ ، وأقبَلَ وقَد قَتَلَهُما جَميعاً وهُوَ يَرتَجِزُ ، ويَقولُ :


إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ كَلبِ‏إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَضبِ‏
ولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِ‏
۲

۹۵۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : كانَ أوَّلَ مَن قاتَلَ مَولىً لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ يُقالُ لَهُ سالِمٌ ، فَصَلَ مِنَ الصَّفِّ ، فَخَرَجَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ تَميمٍ الكَلبِيُّ فَقَتَلَهُ .۳

۹۶۰.مثير الأحزان : كانَ أوَّلَ مَن قُتِلَ مَولىً لِعُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ اسمُهُ سالِمٌ ، فَصَلَ مِنَ الصَّفِّ ، فَخَرَجَ إلَيهِ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلبِيُّ ، وكانَ طَويلاً بَعيدَ ما بَينَ المَنكِبَينِ ، فَنَظَرَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام وقالَ : إنّي أحسَبُهُ لِلأَقرانِ قَتّالاً ، فَقَتَلَ سالِماً .
ثُمَّ رَجَعَ وعَطَفَ عَلَيهِ مَولىً لِابنِ زِيادٍ فَصاحَ بِهِ النّاسُ : قَد رَهِقَكَ الرَّجُلُ ، فَانعَطَفَ عَلَيهِ

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۸ - ۴۰۱ .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۱ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۷۰ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۲ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
758

فَأَخَذَت اُمُّ وَهبٍ امرَأَتُهُ عَموداً ، ثُمَّ أقبَلَت نَحوَ زَوجِها تَقولُ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي ! قاتِل دونَ الطَّيِّبينَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَقبَلَ إلَيها يَرُدُّها نَحوَ النِّساءِ ، فَأَخَذَت تُجاذِبُ ثَوبَهُ ، ثُمَّ قالَت : إنّي لَن أدَعَكَ دونَ أن أموتَ مَعَكَ .
فَناداها حُسَينٌ عليه السلام فَقالَ : جُزيتُم مِن أهلِ بَيتٍ خَيراً ، ارجِعي رَحِمَكِ اللَّهُ إلَى النِّساءِ فَاجلِسي مَعَهُنَّ ، فَإِنَّهُ لَيسَ عَلَى النِّساءِ قِتالٌ . فَانصَرَفَت إلَيهِنَّ ... . قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي الحُسَينُ بنُ عُقبَةَ المُرادِيُّ : قالَ الزُّبَيدِيُّ : ... وحَمَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ فِي المَيسَرَةِ عَلى‏ أهلِ المَيسَرَةِ ، فَثَبَتوا لَهُ فَطاعَنوهُ وأصحابَهُ ، وحُمِلَ عَلى‏ حُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَقُتِلَ الكَلبِيُّ ، وقَد قَتَلَ رَجُلَينِ بَعدَ الرَّجُلَينِ الأَوَّلَينِ ، وقاتَلَ قِتالاً شَديداً ، فَحَمَلَ عَلَيهِ هانِئُ بنُ ثُبَيتٍ الحَضرَمِيُّ وبُكَيرُ بنُ حَيٍّ التَّيمِيُّ مِن تَيمِ اللَّهِ بنِ ثَعلَبَةَ فَقَتَلاهُ ، وكانَ القَتيلَ الثّانِيَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ... .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني نُمَيرُ بنُ وَعلَةَ : ... وخَرَجَتِ امرَأَةُ الكَلبِيِّ تَمشي إلى‏ زَوجِها حَتّى‏ جَلَسَت عِندَ رَأسِهِ تَمسَحُ عَنهُ التُّرابَ وتَقولُ : هَنيئاً لَكَ الجَنَّةُ ، فَقالَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ لِغُلامٍ يُسَمّى‏ رُستَمَ : اِضرِب رَأسَها بِالعَمودِ ، فَضَرَبَ رَأسَها فَشَدَخَهُ‏۱ فَماتَت مَكانَها .۲

۹۵۷.أنساب الأشراف : خَرَجَ يَسارٌ مَولى‏ زِيادٍ وسالِمٌ مَولَى ابنِ زِيادٍ فَدَعَوا إلَى المُبارَزَةِ ، فَقالَ عَبدُ اللَّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلبِيُّ : أبا عَبدِ اللَّهِ - رَحِمَكَ اللَّهُ - ائذَن لي أخرُج إلَيهِما ، فَخَرَجَ رَجُلٌ آدَمُ طُوالٌ شَديدُ السّاعِدَينِ بَعيدُ ما بَينَ المَنكِبَينِ ، فَشَدَّ عَلَيهِما فَقَتَلَهُما ، وهُوَ يَقولُ :


إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ كَلبِ‏حَسبي بَيتي في كُلَيبٍ حَسبي‏
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَصبِ‏ولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِ‏
إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِ‏بِالطَّعنِ فيهِم مُقدِماً وَالضَّربِ‏
ضَربِ غُلامٍ مُؤمِنٍ بِالرَّبِ‏
فَأَقبَلَت إلَيهِ امرَأَتُهُ فَقالَت : قاتِل بِأَبي أنتَ واُمّي عَنِ الحُسَينِ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله . فَأَقبَلَ يَرُدُّها

1.شدَختُ رأسه : كسَرتُه (المصباح المنير : ص ۳۰۷ «شدخ») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۹ - ۴۳۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ - ۵۶۶ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ وفيه من «فلمّا دنا» إلى «فضربه حتّى قتله» وكلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1971149
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به