والهجوم الشامل للعدوّ ، وقالا :
يا أبا عَبدِ اللَّهِ عَلَيكَ السَّلامُ ، حازَنَا العُدُوُّ إلَيكَ ، فَأَحبَبنا أن نُقتَلَ بَينَ يَدَيكَ ، نَمنَعُكَ ونَدفَعُ عَنكَ .
قالَ : مَرحبَاً بِكُمَا ، ادنُوا مِنّي ، فَدَنَوا مِنهُ ، فَجَعَلا يُقاتِلانِ قَريباً مِنهُ .
وقد نُقل رجزٌ لأحد الأخوين.^۱
وروي في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي‏^۲قضيّة ذهابهما إلى ساحة القتال كرواية الطبري‏^۳بشأن الأخوين الجابريّين ، وورد اسماهما في زيارتي الرجبيّة^۴و الناحية :
السَّلامُ عَلى‏ عَبدِ اللَّهِ وعَبدِ الرَّحمنِ ابنَي عُروَةَ بنِ حَراقٍ الغِفارِيَّينِ .^۵
عدّ ابن أعثم والخوارزمي وابن شهرآشوب قرّة بن أبي قرّة الغفاري من شهداء كربلاء ، كما نقلوا رجزاً عنه ،^۶ وهذا الرجز شبيه بالرجز الذي نقل عن الغفاريّين ، لذا يحتمل اتّحادهما .^۷
وفي الفتوح : ثمّ خرج من بعده (بعد يحيى بن سليم المازني) قرّة بن أبي قرّة الغفاري وهو يقول :


قَد عَلِمَت حقّاً بَنو غفّارِوخِندفٌ بَعدَ بَني نَزارِ
بِأنّني الليثُ لَدى‏ الغُبارِلأضربنَّ مَعشَر الفُجّارِ
بكُلِّ عَضبٍ ذَكَرٍ بَتّارِضَرباً وحَتفاً عَن بَني الأخيارِ
رَهطِ النَّبِيِّ السّادةِ الأبرارِ

وضَرَبَهُ فَاتَّقى‏ بِيَدِهِ فَقَطَعَها ، وجالَ عَلَيهِ فَقَتَلَهُ ، ورَجَعَ وهُوَ يَقولُ :


إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ كَلبِ‏حَسبي بِبَيتي مِن عُلَيمٍ حَسبي‏
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَضبِ‏ولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِ‏
إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِ‏بِالطَّعنِ فيهِم صادِقاً وَالضَّربِ‏
وفي يَدِهِ سَيفٌ تَلوحُ المَنِيَّةُ في شَفرَتَيهِ‏^۱ ، فَكانَ ابنُ المُعتَزِّ وَصَفَهُ بِقَولِهِ في بَيتِهِ :


ولي صارِمٌ فيهِ المَنايا كَوامِنُ‏فَما يُنضى‏^۲إلّا لِسَفكِ دِماءِ
تَرى‏ فَوقَ مَتنَيهِ الفِرِندَ^۳كَأَنَّهُ‏بَقِيَّةُ غَيمٍ رَقَّ دونَ سَماءِ^۴

3 / 24 و 25

عَبدُ اللَّهِ وعَبدُ الرَّحمنِ الغِفارِيّانِ‏

لا يوجد خلاف في اسميهما، وإنّما وقع الخلاف في اسم أبيهما ، فقيل : عبد اللَّه وعبد الرحمن ابنا عزرة الغفاريان ،^۵وعبد اللَّه وعبد الرحمن ابنا قيس بن أبي غرزة ،^۶ وعبد اللَّه وعبد الرحمن ابنا قيس بن أبي عروة ،^۷وعبد الرحمن وعبد اللَّه ابنا عروة ،^۸وعبد اللَّه وعبد الرحمن ابنا عروة الحراق الغفاريّان .^۹
كانا من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ،^۱۰ جاءا إلى الإمام في الظروف العسيرة للحرب