قالَ : إنَّ اللَّهَ لَم يُضِلَّ أخاكَ ولكِنَّهُ هَدى أخاكَ وأضَلَّكَ .
قالَ : قَتَلَنِيَ اللَّهُ إن لَم أقتُلكَ أو أموتَ دونَكَ . فَحَمَلَ عَلَيهِ ، فَاعتَرَضَهُ نافِعُ بنُ هِلالٍ المُرادِيُّ فَطَعَنَهُ فَصَرَعَهُ ، فَحَمَلَهُ أصحابُهُ فَاستَنقَذوهُ ، فَدُووِيَ بَعدُ فَبَرَأَ .۱
۹۶۷.الملهوف : خَرَجَ عَمرُو بنُ قَرَظَةَ الأَنصارِيُّ فَاستَأذَنَ الحُسَينَ عليه السلام فَأَذِنَ لَهُ ، فَقاتَلَ قِتالَ المُشتاقينَ إلَى الجَزاءِ ، وبالَغَ في خِدمَةِ سُلطانِ السَّماءِ ، حَتّى قَتَلَ جَمعاً كَثيراً مِن حِزبِ ابنِ زِيادٍ ، وجَمَعَ بَينَ سَدادٍ وجِهادٍ ، وكانَ لا يَأتي إلَى الحُسَين عليه السلام سَهمٌ إلَّا اتَّقاهُ بِيَدِهِ ، ولا سَيفٌ إلّا تَلَقّاهُ بِمُهجَتِهِ ، فَلَم يَكُن يَصِلُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام سوءٌ حَتّى اُثخِنَ بِالجِراحِ ، فَالتَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وقالَ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ أوَفَيتُ ؟
قالَ : نَعَم ، أنتَ أمامي فِي الجَنَّةِ ، فَاقرَأ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَنِّي السَّلامَ وأعلِمهُ أنّي فِي الأَثَرِ ، فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ .۲
۹۶۸.مثير الأحزان : قاتَلَ عُمَرُ بنُ أبي قَرَظَةَ الأَنصارِيُّ دونَ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ يَقولُ :
قَد عَلِمَت كَتيبَةُ الأَنصارِأن سوفَ أحمي حَوزَةَ الذِّمارِ
ضَربَ غُلامٍ لَيسَ بِالفَرّارِدونَ حُسَينٍ مُهجَتي وداري
قَولُهُ : «وداري» أشارَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ لَمَّا التَمَسَ مِنهُ الحُسَينُ عليه السلام المُهادَنَةَ۳قالَ : تُهدَمُ داري . فَقاتَلَ قِتالَ الرَّجُلِ الباسِلِ ، وصَبَرَ عَلَى الخَطبِ الهائِلِ ، وكانَ يَلتَقِي السِّهامَ بِمُهجَتِهِ ، فَلَم يَصِل إلَى الحُسَينِ عليه السلام سوءٌ ، حَتّى اُثخِنَ بِالجِراحِ ، فَقالَ لَهُ : أوَفَيتُ ؟
قالَ : نَعَم، أنتَ أمامي فِي الجَنَّةِ، فَاقرَأ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله [السَّلامَ۴ وأعلِمهُ أنّي فِي الأَثَرِ ، فَقُتِلَ.۵
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۹ وفيه «الزبير بن قرظة بن كعب» بدل «عليّ بن قريظة» ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۵ وليس فيه من «قد علمت» إلى «وداري» وكلاهما نحوه ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۲ ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۵ وليس فيهما ذيله من «قال أبو مخنف ...» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۲ .
2.الملهوف : ص ۱۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۲ .
3.في المصدر : «المهاندة»، وهو تصحيف .
4.]أضفناها لاقتضاء السياق لها .
5.مثير الأحزان : ص ۶۰ .