فَاُتِيَ بِهِ عُمَرَ بنَ سَعدٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَأَمَرَ بِضَربِ عُنُقِهِ ، فَضُرِبَت عُنُقُهُ ، ورُمِيَ بِهِ إلى عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، وأخَذَت اُمُّهُ سَيفَهُ وبَرَزَت .
فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : يا اُمَّ وَهبٍ ! اجلِسي فَقَد وَضَعَ اللَّهُ الجِهادَ عَنِ النِّساءِ ، إنَّكِ وَابنَكِ مَعَ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله فِي الجَنَّةِ .۱
۹۸۰.الملهوف : خَرَجَ وَهبُ بنُ حُبابٍ الكَلبِيُّ فَأَحسَنَ فِي الجِلادِ۲ وبالَغَ فِي الجِهادِ ، وكانَ مَعَهُ زَوجَتُهُ ووالِدَتُهُ ، فَرَجَعَ إلَيهِما وقالَ : يا اُمّاه ، أرَضيتِ أم لا ؟
فَقالَت : لا ما رَضيتُ حَتّى تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَتِ امرَأَتُهُ : بِاللَّهِ عَلَيكَ لا تَفجَعني في نَفسِكَ .
فَقالَت لَهُ اُمُّهُ : يا بُنَيَّ! اعزُب عَن قَولِها ، وَارجِع فَقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكَ تَنَل شَفاعَةَ جَدِّهِ يَومَ القِيامَةِ . فَرَجَعَ ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قُطِعَت يَداهُ ، فَأَخَذَتِ امرَأَتُهُ عَموداً فَأَقبَلَت نَحوَهُ وهِيَ تَقولُ : فِداكَ أبي واُمّي قاتِل دونَ الطَّيِّبينَ حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَأَقبَلَ لِيَرُدَّها إلَى النِّساءِ فَأَخَذَت بِثَوبِهِ وقالَت : لَن أعودَ دونَ أن أموتَ مَعَكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : جُزِيتُم مِن أهلِ بَيتٍ خَيراً ، ارجِعي إلَى النِّساءِ يَرحَمُكِ اللَّهِ ، فَانصَرَفَت إلَيهِنَّ ، ولَم يَزَلِ الكَلبِيُّ يُقاتِلُ حَتّى قُتِلَ رِضوانُ اللَّه عَلَيهِ .۳
۹۸۱.المناقب لابن شهرآشوب : بَرَزَ وَهبُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الكَلبِيُّ وهُوَ يَرتَجِزُ .
إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ الكَلبِسَوفَ تَرَوني وتَرَونَ ضَربي
وحَملَتي وصَولَتي فِي الحَربِاُدرِكُ ثَأري بَعدَ ثَأرِ۴صَحبي
وأدفَعُ الكَربَ أمامَ الكَربِلَيسَ جِهادي فِي الوَغى۵بِاللَّعبِ
1.الأمالي للصدوق : ص ۲۲۵ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۷ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام وفيه «وهب» بدل «وهب بن وهب» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۰ ح ۱ .
2.الجِلادُ : هو الضرب بالسيف في القتال (النهاية : ج ۱ ص ۲۸۵ «جلد») .
3.الملهوف : ص ۱۶۱ ، مثير الأحزان : ص ۶۲ نحوه .
4.في المصدر : «ثأري» ، والتصويب من بحار الأنوار .
5.الوغى : الحرب (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۹۸ «وغي») .