779
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

حَسبي بِنَفسي مِن عُلَيمٍ حَسبي‏إذَا انتَمَيتُ فِي كِرامِ العُربِ‏
ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قُطِعَت يَمينُهُ ، فَلَم يُبالِ ، وجَعَلَ يُقاتِلُ حَتّى‏ قُطِعَت شِمالُهُ ، ثُمَّ قُتِلَ ؛ فَجاءَت إلَيهِ اُمُّهُ تَمسَحُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ، فَأَبصَرَها شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَأَمَرَ غُلاماً لَهُ فَضَرَبَها بِالعَمودِ حَتّى‏ شَدَخَها وقَتَلَها ، فَهِيَ أوَّلُ امرَأَةٍ قُتِلَت في حَربِ الحُسَينِ عليه السلام .
ذَكَرَ مَجدُ الأَئِمَّةِ السرخسكيُّ عَن أبي عَبدِ اللَّهِ الحَدّادِ أنَّ وَهبَ بنَ عَبدِ اللَّهِ هذا كانَ نَصرانِيّاً ، فَأَسلَمَ هُوَ واُمُّهُ عَلى‏ يَدِ الحُسَينِ عليه السلام ، وأنَّهُ قَتَلَ فِي المُبارَزَةِ أربَعَةً وعِشرينَ رَجُلاً۱ وَاثنَي عَشَرَ فارِساً ، فَاُخِذَ أسيراً واُتِيَ بِهِ عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ : ما أشَدَّ صَولَتَكَ ؟ ثُمَّ أمَرَ فَضُرِبَ عُنُقُهُ ورُمِيَ بِرَأسِهِ إلى‏ عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَت اُمُّهُ الرَّأسَ فَقَبَّلَتهُ ؛ ثُمَّ شَدَّت بِعَمودِ الفُسطاطِ ، فَقَتَلَت بِهِ رَجُلَينِ .
فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : اِرجِعي اُمَّ وَهبٍ ، فَإِنَّ الجِهادَ مَرفوعٌ عَنِ النِّساءِ ، فَرَجَعَت وهِيَ تَقولُ : إلهي لا تَقطَع رَجائي ، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : لا يَقطَعُ اللَّهُ رَجاءَكَ يا اُمَّ وَهبٍ ، أنتِ ووَلَدُكِ مَعَ رَسولِ اللَّه وذُرِّيَّتِهِ فِي الجَنَّةِ .۲

3 / 32

يُزيدُ بنُ زِيادِ بنِ المُهاصِرِ

ذُكر يزيد بن زياد بن المهاصر أبوالشعثاء الكندي ،۳ في المصادر الحديثيّة والتأريخيّة بأشكال مختلفة .۴

1.هكذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «راجلاً» .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۴ نحوه وفيه «وهب بن عبد اللَّه بن عمير الكلبي» وليس فيه ذيله من «فجاءت» .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۸ .

4.يزيد بن زياد بن المهاصر بن النعمان الكندي، يزيد بن زياد أبو الشعثاء، يزيد بن زياد بن مظاهر الكندي ، يزيد بن زياد بن مهاجر الكندي، يزيد بن زيد بن المهاصر، يزيد بن مهاصر أبو الشعثاء الكندي، يزيد بن المهاجر، يزيد بن مهاصر الجعفي، زائدة بن مهاجر، زياد بن مهاصر الكندي، أبو الشعثاء الكندي و... (راجع: التاريخ الكبير : ج ۸ ص ۳۶۳ الرقم ۳۳۴۲ ، نسب معد : ج ۱ ص ۱۵۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۹ ، الفتوح : ج ۵ ص ۷۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۹ و ۲۵ و ۲۳۱ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۳ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۳ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۶ ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۲ وراجع أيضاً : الزيارة الرجبية وزيارة الناحية وهذا الكتاب : ص ۷۸۱ - ۷۸۳ ح ۹۸۳ - ۹۸۷) .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
778

فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ مِنهُم جَماعَةً ، ثُمَّ قالَ لِاُمِّهِ : يا اُمّاه أرَضيتِ أم لا ؟
فَقالَت : ما أرضى‏ أو تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَرَجَعَ قائِلاً :


إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِ‏بِالطَّعنِ فيهِم تارَةً وَالضَّربِ‏
ضَربِ غُلامٍ موقِنٍ بِالرَّبِ‏حَتّى‏ يَذوقَ القَومُ مُرَّ الحَربِ‏
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وغَضبِ‏حَسبي إلهي مِن عُلَيمٍ حَسبي‏
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ تِسعَةَ عَشَرَ فارِساً وَاثنَي عَشَرَ راجِلاً ، ثُمَّ قُطِعَت يَمينُهُ واُخِذَ أسيراً .۱

۹۸۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : خَرَجَ وَهبُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ جَنابٍ الكَلبِيُّ ، وكانَت مَعَهُ اُمُّهُ ، فَقالَت لَهُ : قُم يا بُنَيَّ فَانصُرِ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ ، فَقالَ : أفعَلُ يا اُمّاه ، ولا اُقَصِّرُ إن شاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ بَرَزَ وهُوَ يَقولُ :


إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ الكَلبِي‏سَوفَ تَرَوني وتَرَونَ ضَربي‏
وحَملَتي وصَولَتي فِي الحَربِ‏اُدرِكُ ثاري بَعدَ ثارِ صَحبي‏
وأدفَعُ الكَربَ بِيَومِ الكَربِ‏فَما جِلادي فِي الوَغى‏ بِاللَّعبِ‏
ثُمَّ حَمَلَ ، فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ جَماعَةً ، فَرَجَعَ إلى‏ اُمِّهِ وَامرَأَتِهِ فَوَقَفَ عَلَيهِما ، فَقالَ : يا اُمّاه ! أرَضيتِ عَنّي ؟ فَقالَت : ما رَضيتُ ، أو تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : أسأَلُكَ بِاللَّهِ أن لا تُفجِعَني بِنَفسِكَ .
فَقالَت لَهُ اُمُّهُ : لا تَسمَع قَولَها ، وَارجِع فَقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؛ لِيَكونَ غَداً شَفيعَكَ عِندَ رَبِّكَ . فَتَقَدَّمَ وهُوَ يَقولُ :


إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِ‏بِالطَّعنِ فيهِم تارَةً وَالضَّربِ‏
فِعلَ غُلامٍ مُؤمِنٍ بِالرَّبِ‏حَتّى‏ يُذيقَ القَومَ مُرَّ الحَربِ‏
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَصبِ‏ولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِ‏

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۶ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970140
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به