811
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

زينب عليها السلام ألقَت بنفسها على جسد عليٍّ الأكبر قبل مجي‏ء الإمام؛ لأنّها كانت تعلم أنّ روحه ستفارق جسمه إن رأى ابنه مقتولاً!۱
كما وردت في هذا المجال بعض الروايات في كتب مثل: أسرار الشهادات‏۲ ، عنوان الكلام‏۳ ، ونور العين‏۴ ، ولا ضرورة لطرحها هنا .
والروايات القابلة للاعتماد هي كالتالي :

۹۸۹.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين‏] عليهم السلام : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام قَد نَزَلَ الرُّهَيمَةَ۵ ، فَأَسرى‏ [ابنُ زِيادٍ ]إلَيهِ الحُرَّ بنَ يَزيدَ في ألفِ فارِسٍ ...
فَرَهِقَهُ عِندَ صَلاةِ الظُّهرِ ، فَأَمَرَ الحُسَينُ عليه السلام ابنَهُ فَأَذَّنَ وأقامَ ، وقامَ الحُسَينُ عليه السلام فَصَلّى‏ بِالفَريقَينِ جَميعاً .۶

۹۹۰.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : دَعا رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ الأَكبَرَ - واُمُّهُ آمِنَةُ بِنتُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةَ بنِ مَسعودٍ الثَّقَفِيِّ واُمُّها بِنتُ أبي سُفيانَ بنِ حَربٍ - فَقالَ: إنَّ لَكَ بِأَميرِ المُؤمِنينَ قَرابَةً ورَحِماً، فَإِن شِئتَ آمَنّاكَ، وَامضِ حَيثُما أحبَبتَ!
فَقالَ: أما وَاللَّهِ لَقَرابَةُ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كانَت أولى‏ أن تُرعى‏ مِن قَرابَةِ أبي سُفيانَ، ثُمَّ كَرَّ عَلَيهِ وهُوَ يَقولُ :


أنَا عَلِيُّ بنُ حُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وبَيتِ اللَّهِ أولى‏ بِالنَّبِيِ‏
مِن شَمِرٍ وعُمَرٍ وَابنِ الدَّعِيّ‏

1.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۵۴، جدير ذكره أنّ أصل مجي‏ء زينب عليها السلام قبل الإمام الحسين عليه السلام ورد في المصادر المعتبرة، ولكن الإشكال يكمن في بيان سبب غير حقيقي للحادثة . يقول المؤلّف: لقد جاءت زينب كي لا تفارق روح الإمام الدنيا!

2.أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۵۱۴ .

3.عنوان الكلام : ص ۲۸۲ .

4.نور العين : ص ۴۴ .

5.راجع: الخريطة رقم ۴ في آخر الكتاب .

6.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۴ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
810

خوطب في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلَيكَ يا أوَّلَ قَتيلٍ مِن نَسلِ خَيرِ سَليلٍ مِن سُلالَةِ إبراهيمَ الخَليلِ ،۱صَلَّى اللَّهُ عَلَيكَ وعَلى‏ أبيكَ ، إذ قالَ فيكَ : قَتَلَ اللَّهُ قَوماً قَتَلوكَ ، يا بُنَيَّ ما أجرَأَهُم عَلَى الرَّحمنِ وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ الرَّسولِ ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفا ، كَأَنّي بِكَ بَينَ يَدَيهِ ماثِلاً ، ولِلكافِرينَ قائِلاً :


أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وبَيتِ اللَّهِ أولى‏ بِالنَّبِيّ‏
أطعَنُكُم بِالرُّمحِ حَتّى‏ يَنثَني‏أضرِبُكُم بِالسَّيفِ أحمي عَن أبي‏
ضَربَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ عَرَبِيّ‏وَاللَّهِ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعِيّ‏۲
حَتّى‏ قَضَيتَ نَحبَكَ ولَقيتَ رَبَّكَ ، أشهَدُ أنَّكَ أولى‏ بِاللَّهِ وبِرَسولِهِ ، وأنَّكَ ابنُ رَسولِهِ ، وحُجَّتُهُ وأمينُهُ‏۳، وَابنُ حُجَّتِهِ وأمينِهِ . حَكَمَ اللَّهُ عَلى‏ قاتِلِكَ مُرَّةَ بنِ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِيِّ - لَعَنَهُ اللَّهُ وأخزاهُ - ومَن شَرِكَهُ في قَتلِكَ ، وكانوا عَلَيكَ ظَهيراً ، أصلاهُمُ اللَّهُ جَهَنَّمَ وساءَت مَصيراً ، وجَعَلَنَا اللَّهُ مِن مُلاقيكَ ومُرافِقيكَ، ومُرافِقي جَدِّك وأبيكَ وعَمِّكَ وأخيكَ واُمِّكَ المَظلومَةِ۴، وأبرَأُ إلَى اللَّهِ مِن أعدائِكَ اُولِى الجُحودِ۵، والسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ .۶

الجدير بالذكر أنّ بعض المصادر المتأخّرة روت مواضيع في ذكر مصائب عليّ الأكبر عليه السلام لا نجدها في المصادر المعتبرة؛ بل من المؤكّد أنّ الكثير منها خلاف الحقيقة ، مثل: ماجاء في معالي السبطين من أنّ الإمام الحسين عليه السلام عندما رأى ابنه الشاب عليّاً الأكبر متوجّهاً إلى ساحة القتال، احتضر!۷أو أنّ عمّات عليّ الأكبر وأخواته، منعنه من التوجّه إلى ساحة المعركة!۸ أو أنّ

1.وقد ورد في تاريخ الطبري : «كان أوّل قتيلٍ من بني أبي طالبٍ يومئذٍ عليٌّ الأكبر بن الحسين بن عليّ عليهما السلام» (راجع: ص ۸۱۲ ح ۹۹۲) .

2.الدَّعيُّ : المنسوب إلى غير أبيه (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۲۶۱ «دعا») .

3.في المصدر : «دينه» بدل «أمينه» ، والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶۵ نقلاً عن المصدر.

4.زاد في المزار الكبير ومصباح الزائر وبحار الأنوار هنا : «وأبرأ إلى اللَّه من قاتليك وأسأل اللَّه مرافقتك في دار الخلود».

5.الجُحُودُ : الإنكار مع العلم (الصحاح : ج ۲ ص ۴۵۱ «جحد») .

6.راجع : ص ۱۴۲۸ ح ۲۱۴۵ .

7.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۵۴ (نقلا عن الشيخ جعفر التستري رغم أنّنا لم نجد هذه الرواية في أيٍّ من كتب المرحوم التستري).

8.نفس المصدر.

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1987511
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به