813
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

أنَا عَلِيُّ بنُ حُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وَرَبِّ البَيتِ أولى‏ بِالنَبِيّ‏
تَاللَّهِ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعِيّ‏
قالَ : فَفَعَلَ ذلِكَ مِراراً، فَبَصُرَ بِهِ مُرَّةُ بنُ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِيُّ ثُمَّ اللَّيثِيُّ، فَقالَ: عَلَيَّ آثامُ العَرَبِ ، إن مَرَّ بي يَفعَلُ مِثلَ ما كانَ يَفعَلُ إن لَم اُثكِلهُ‏۱ أباهُ، فَمَرَّ يَشُدُّ عَلَى النّاسِ بِسَيفِهِ، فَاعتَرَضَهُ مُرَّةُ بنُ مُنقِذٍ فَطَعَنَهُ فَصُرِعَ، وَاحتَوَلَهُ‏۲ النّاسُ فَقَطَّعوهُ بِأَسيافِهِم .
قالَ أبو مِخنَفٍ: حَدَّثَني سُلَيمانُ بنُ أبي راشِدٍ، عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ الأَزدِيِّ، قالَ: سَماعُ اُذني يَومَئِذٍ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ : قَتَلَ اللَّهُ قَوماً قَتَلوكَ يا بُنَيَّ! ما أجرَأَهُم عَلَى الرَّحمنِ، وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ الرَّسولِ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفاءُ.
قالَ: وكَأَنّي أنظُرُ إلَى امرَأَةٍ خَرَجَت مُسرِعَةً كَأَنَّهَا الشَّمسُ الطّالِعَةُ تُنادي: يا اُخَيّاه! ويَابنَ اُخَيّاه! قالَ: فَسَأَلتُ عَلَيها، فَقيلَ: هذِهِ زَينَبُ ابنَةُ فاطِمَةَ ابنَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَجاءَت حَتّى‏ أكَبَّت عَلَيهِ، فَجاءَهَا الحُسَينُ عليه السلام فَأَخَذَ بِيَدِها فَرَدَّها إلَى الفُسطاطِ .
وأقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام إلَى ابنِهِ، وأقبَلَ فِتيانُهُ إلَيهِ، فَقالَ: اِحمِلوا أخاكُم، فَحَمَلوهُ مِن مَصرَعِهِ حَتّى‏ وَضَعوهُ بَينَ يَدَيِ الفُسطاطِ الَّذي كانوا يُقاتِلونَ أمامَهُ .۳

۹۹۳.الإرشاد: ولَم يَزَل يَتَقَدَّمُ رَجُلٌ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ فَيُقتَلُ، حَتّى‏ لَم يَبقَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام إلّا أهلُ بَيتِهِ خاصَّةً . فَتَقَدَّمَ ابنُهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام - واُمُّهُ لَيلى‏ بِنتُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةَ بنِ مَسعودٍ الثَّقَفِيِّ - وكانَ مِن أصبَحِ النّاسِ وَجهاً، ولَهُ يَومَئِذٍ بِضعَ عَشرَةَ سَنَةً، فَشَدَّ عَلَى النّاسِ، وهُوَ يَقولُ:


أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وبَيتِ اللَّهِ أولى‏ بِالنَّبِيّ‏
تَاللَّهِ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعِيّ‏أضرِبُ بِالسَّيفِ اُحامي عَن أبي‏
ضَربَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ قُرَشِيّ‏

1.الثُّكْل: الموت والهلاك، وفقدان الحبيب أو الولد (القاموس المحيط: ج ۳ ص ۳۴۳ «ثكل») .

2.احتولَهُ القومُ: احتوشوا حواليه (لسان العرب: ج ۱۱ ص ۱۸۷ «حول» ) .

3.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۴۶، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۶۹ نحوه وفيه «سويد بن أبي المطاع الخثعمي» وراجع : تاريخ دمشق: ج ۶۹ ص ۱۶۹ والمنتظم: ج ۵ ص ۳۴۰.


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
812

قالَ : وأقبَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن عَبدِ القَيسِ، يُقالُ لَهُ: مُرَّةُ بنُ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ فَطَعَنَهُ، فَحُمِلَ فَوُضِعَ قَريباً مِن أبيهِ .
فَقالَ لَهُ : قَتَلوكَ يا بُنَيَّ ، عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفاءُ، وضَمَّهُ أبوهُ إلَيهِ حَتّى‏ ماتَ . فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَقولُ: اللَّهُمَّ دَعَونا لِيَنصُرونا فَخَذَلونا وقَتَلونا، اللَّهُمَّ فَاحبِس عَنهُم قَطرَ السَّماءِ، وَامنَعهُم بَرَكاتِ الأَرضِ، فَإِن مَتَّعتَهُم إلى‏ حينٍ فَفَرِّقهُم شِيَعاً، وَاجعَلهُم طَرائِقَ قِدَداً، ولا تُرضِ الوُلاةَ عَنهُم أبَداً .۱

۹۹۱.الأمالي للصدوق عن عبد اللَّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده [زين العابدين‏] عليهم السلام : لَمّا بَرَزَ [عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ‏] إلَيهِم دَمَعَت عَينُ الحُسَينِ عليه السلام، فَقالَ: اللَّهُمَّ كُن أنتَ الشَّهيدَ عَلَيهِم، فَقَد بَرَزَ إلَيهِمُ ابنُ رَسولِكَ، وأشبَهُ النّاسِ وَجهاً وسَمتاً۲ بِهِ، فَجَعَلَ يَرتَجِزُ وهُوَ يَقولُ :


أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ‏نَحنُ وبَيتِ اللَّهِ أولى‏ بِالنَّبِيّ‏
أما تَرَونَ كَيفَ أحمي عَن أبي‏
فَقَتَلَ مِنهُم عَشَرَةً ثُمَّ رَجَعَ إلى‏ أبيهِ، فَقالَ: يا أبَه العَطَشُ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: صَبراً يا بُنَيَّ ، يَسقيكَ جَدُّكَ بِالكَأسِ الأَوفى‏، فَرَجَعَ فَقاتَلَ حَتّى‏ قَتَلَ مِنهُم أربَعَةً وأربَعينَ رَجُلاً، ثُمَّ قُتِلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ .۳

۹۹۲.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن زهير بن عبد الرحمن بن زهير الخثعمي : كانَ آخِرَ مَن بَقِيَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام مِن أصحابِهِ سُوَيدُ بنُ عَمرِو بنِ أبِي المُطاعِ الخَثعَمِيُّ، قالَ : وكانَ أوَّلَ قَتيلٍ مِن بَني أبي طالِبٍ يَومَئِذٍ عَلِيٌّ الأَكبَرُ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، واُمُّهُ لَيلَى ابنَةُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةَ بنِ مَسعودٍ الثَّقَفِيِّ، وذلِكَ أنَّهُ أخَذَ يَشُدُّ عَلَى النّاسِ وهُوَ يَقولُ :

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): ج ۱ ص ۴۷۰ ، نسب قريش: ص ۵۷ نحوه وليس فيه ذيله من «وضمّه» وراجع : أنساب الأشراف: ج ۳ ص ۳۶۱ والشجرة المباركة: ص ۷۲ والردّ على المتعصّب العنيد: ص ۳۹ وتذكرة الخواصّ: ص ۲۵۵ والأمالي للشجري: ج ۱ ص ۱۷۱ .

2.سَمْتُه: حُسنُ هيئته ومنظره في الدين (النهاية: ج ۲ ص ۳۹۷ «سمت») .

3.الأمالي للصدوق: ص ۲۲۶ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين: ص ۲۰۷ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۲۱ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1985744
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به