819
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الفُسطاطِ الَّذي يُقاتِلونَ أمامَهُ .۱

۹۹۸.تاريخ الطبري عن هشام :قُتِلَ عَلِىُّ بنُ الحُسَينِ - واُمُّهُ لَيلى‏ ابنَةُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةً بنِ مَسعودِ بنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيِّ، واُمُّها مَيمونَةُ ابنَةُ أبي سُفيانَ بنِ حَربٍ - قَتَلَهُ مُرَّةُ بنُ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِيُّ .۲

راجع : ص 164 (القسم الثاني / الفصل الخامس / ليلى)
و ص 169 (القسم الثاني / الفصل السادس / عليّ الأكبر) .

4 / 2

الطِّفلُ الصَّغيرُ

أشرنا سابقاً في تبيين أولاد الإمام الحسين عليه السلام ، بأنّه واستناداً لبعض الروايات كان للحسين عليه السلام ستّة أبناء ذكور ، واسم اثنين منهما هو عبد اللَّه وعليّ الأصغر .۳
ويحتمل - كما قال ابن طلحة۴ - أنّ ابني الإمام هذين استشهدا في يوم عاشوراء۵ ، وأنّ أحدهما كان رضيعاً والآخر له عدّة أعوام .
أمّا الروايات التي جاءت فيها كلمة «الرضيع»۶ ، أو تصرّح بأنّه وُلد للإمام ابن في يوم عاشوراء اُصيب بسهم وهو على يدي أبيه واستشهد۷ ، فإنّها تشير إلى شهادة ابن واحد .

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۰، الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۴ نحوه وليس فيه ذيله من «وجعل يقاتل» وفيه «من عصبة جدّ أبيهم النبيّ» بدل «نحن وبيت اللَّه أولى‏ بالنبيّ»، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۲ .

2.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۶۸، تاريخ خليفة بن خيّاط: ص ۱۷۹ عن أبي عبيدة وأبي الحسن وفيه «اُمّه ليلى‏ أو لُبنى‏ بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي»، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۸۱ وفيه «اُمّه ليلى‏ ، ابنة أبي مُرّة ابن عروة الثقفي»، تذكرة الخواصّ: ص ۲۵۴ عن هشام بن محمّد وفيه «قُتل عليّ بن الحسين بن عليّ، وهو عليّ الأكبر ، واُمّه ليلى‏ بنت مُرّة الثقفيّة ، قتله مُرّة بن سعد العبديّ» فقط؛ الاختصاص: ص ۸۲ وليس فيه ذيله من «ابن معتب» وراجع : تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۶۴ وأنساب الأشراف: ج ۳ ص ۴۰۶ والأخبار الطوال: ص ۲۵۶ .

3.راجع : ص ۱۶۷ (القسم الثاني / الفصل السادس : الأولاد) و ص ۱۷۱ (الفصل السادس / علي الأصغر) .

4.راجع : ص ۸۲۷ ح ۱۰۱۵ .

5.صرّحت بعض النقول بتعدّد أطفال الإمام الّذين استشهدوا في كربلاء . راجع : ص ۸۲۶ ح ۱۰۱۴ وص ۸۲۷ ح ۱۰۱۵ و ص ۱۶۷ (القسم الثاني / الفصل السادس : الأولاد).

6.راجع : ص ۸۲۵ ح ۱۰۰۹ .

7.الحدائق‏الورديّة: ج‏۱ ص‏۱۲۰، الأمالي للشجري: ج‏۱ ص‏۱۷۱ وراجع : هذا الكتاب : ص ۸۲۶ ح ۱۰۱۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
818

وَاللَّهِ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعِيّ‏أطعَنُكُم بِالرُّمحِ حَتّى‏ يَنثَني‏
أضرِبُكُم بِالسَّيفِ حَتّى‏ يَلتَوي‏ضَربَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ عَلَوِيّ‏
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ ضَجَّ أهلُ الكوفَةِ لِكَثرَةِ مَن قَتَلَ مِنهُم، حَتّى‏ أنَّهُ رُوِيَ أنَّهُ عَلى‏ عَطَشِهِ قَتَلَ مِئَةً وعِشرينَ رَجُلاً، ثُمَّ رَجَعَ إلى‏ أبيهِ وقَد أصابَتهُ جِراحاتٌ كَثيرَةٌ، فَقالَ: يا أبَه! العَطَشُ قَد قَتَلَني، وثِقلُ الحَديدِ قَد أجهَدَني، فَهَل إلى‏ شَربَةٍ مِن ماءٍ سَبيلٌ ، أتَقَوّى‏ بِها عَلَى الأَعداءِ؟
فَبَكَى الحُسَينُ عليه السلام وقالَ: يا بُنَيَّ! عَزَّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وعَلى‏ عَلِيٍّ وعَلى‏ أبيكَ أن تَدعُوَهُم فَلا يُجيبونَكَ، وتَستَغيثَ بِهِم فَلا يُغيثونَكَ، يا بُنَيَّ! هاتِ لِسانَكَ ، فَأَخَذَ لِسانَهُ فَمَصَّهُ، ودَفَعَ إلَيهِ خاتَمَهُ، وقالَ لَهُ: خُذ هذَا الخاتَمَ في فيكَ، وَارجِع إلى‏ قِتالِ عَدُوِّكَ، فَإِنّي أرجو أن لا تُمسِيَ حَتّى‏ يَسقِيَكَ جَدُّكَ بِكَأسِهِ الأَوفى‏ شَربَةً لا تَظمَأُ بَعدَها أبَداً. فَرَجَعَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إلَى القِتالِ ، وحَمَلَ وهُوَ يَقولُ :


الحَربُ قَد بانَت لَها حَقائِقُ‏وظَهَرَت مِن بَعدِها مَصادِقُ‏
وَاللَّهِ رَبِّ العَرشِ لا نُفارِقُ‏جُموعَكُم أو تُغمَدُ البَوارِقُ‏
وجَعَلَ يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ تَمامَ المِئَتَينِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ مُنقِذُ بنُ مُرَّةَ العَبدِيُّ عَلى‏ مَفرِقِ رَأسِهِ ضَربَةً صَرَعَهُ فيها، وضَرَبَهُ النّاسُ بِأَسيافِهِم، فَاعتَنَقَ الفَرَسُ فَحَمَلَهُ الفَرَسُ إلى‏ عَسكَرِ عَدُوِّهِ، فَقَطَّعوهُ بِأَسيافِهِم إرباً إرباً، فَلَمّا بَلَغَت روحُهُ التَّراقِيَ ، نادى‏ بِأَعلى‏ صَوتِهِ: يا أبَتاه! هذا جَدّي رَسولُ اللَّهِ، قَد سَقاني بِكَأسِهِ الأَوفى‏ شَربَةً لا أظمَأُ بَعدَها أبَداً، وهُوَ يَقولُ لَكَ: العَجَلَ! فَإِنَّ لَكَ كَأساً مَذخورَةً.
فَصاحَ الحُسَينُ عليه السلام: قَتَلَ اللَّهُ قَوماً قَتَلوكَ! يا بُنَيَّ، ما أجرَأَهُم عَلَى اللَّهِ ، وعَلَى‏انتِهاكِ حُرمَةِ رَسولِ اللَّهِ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفا.
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ: لَكَأَنّي أنظُرُ إلَى امرَأَةٍ خَرَجَت مُسرِعَةً كَأَنَّهَا الشَّمسُ طالِعَةً، تُنادي بِالوَيلِ وَالثُّبورِ، تَصيحُ: وَاحَبيباه! وَاثَمَرَةَ فُؤاداه! وانورَ عَيناه! فَسَأَلتُ عَنها فَقيلَ: هِيَ زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ.
ثُمَّ جاءَت حَتَّى انكَبَّت عَلَيهِ، فَجاءَ إلَيهَا الحُسَينُ عليه السلام حَتّى‏ أخَذَ بِيَدِها ورَدَّها إلَى الفُسطاطِ . ثُمَّ أقبَلَ مَعَ فِتيانِهِ إلَى ابنِهِ، فَقالَ: اِحمِلوا أخاكُم ، فَحَمَلوهُ مِن مَصرَعِهِ حَتّى‏ وَضَعوهُ عِندَ

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970181
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به