هؤُلاءِ الظّالِمينَ.
قالَ الباقِرُ عليه السلام : فَلَم تَسقُط مِنَ الدَّمِ قَطرَةٌ إلَى الأَرضِ، ثُمَّ حَمَلَهُ فَوَضَعَهُ مَعَ قَتلى أهلِ بَيتِهِ .۱
۱۰۰۵.مقاتل الطالبيّين عن مورع بن سويد بن قيس: حَدَّثَنا مَن شَهِدَ الحُسَينَ عليه السلام، قالَ: كانَ مَعَهُ ابنُهُ الصَّغيرُ فَجاءَ سَهمٌ فَوَقَعَ في نَحرِهِ.
قالَ : فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَأخُذُ الدَّمَ مِن نَحرِهِ ولَبَّتِهِ۲فَيَرمي بِهِ إلَى السَّماءِ، فَما يَرجِعُ مِنهُ شَيءٌ، ويَقولُ: اللَّهُمَّ لا يَكونُ أهوَنَ عَلَيكَ مِن فَصيلٍ۳ .۴
۱۰۰۶.البداية والنهاية عن أبي مخنف : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام أعيا ، فَقَعَدَ عَلى بابِ فُسطاطِهِ، واُتِيَ بِصَبِيٍّ صَغيرٍ مِن أولادِهِ اسمُهُ عَبدُ اللَّهِ، فَأَجلَسَهُ في حِجرِهِ، ثُمَّ جَعَلَ يُقَبِّلُهُ ويَشُمُّهُ ويُوَدِّعُهُ ويوصي أهلَهُ، فَرَماهُ رَجُلٌ مِن بَني أسَدٍ - يُقالُ لَهُ: ابنُ موقِدِ النّارِ - بِسَهمٍ فَذَبَحَ ذلِكَ الغُلامَ، فَتَلَقّى حُسَينٌ عليه السلام دَمَهُ في يَدِهِ ، وألقاهُ نَحوَ السَّماءِ، وقالَ: رَبِّ إن تَكُ قَد حَبَستَ عَنَّا النَّصرَ مِنَ السَّماءِ ، فَاجعَلهُ لِما هُوَ خَيرٌ، وَانتَقِم لَنا مِنَ الظّالِمينَ .۵
۱۰۰۷.تذكرة الخواص عن هشام بن محمّد: لَمّا رَآهُمُ الحُسَينُ عليه السلام مُصِرّينَ عَلى قَتلِهِ، أخَذَ المُصحَفَ ونَشَرَهُ ، وجَعَلَهُ عَلى رَأسِهِ، ونادى: بَيني وبَينَكُم كِتابُ اللَّهِ ، وجَدّي مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله، يا قَومِ! بِمَ تَستَحِلّونَ دَمي؟!...
فَالتَفَتَ الحُسَينُ عليه السلام فَإِذا بِطِفلٍ لَهُ يَبكي عَطَشاً، فَأَخَذَهُ عَلى يَدِهِ، وقالَ: يا قَومِ ، إن لَم تَرحَموني فَارحَموا هذَا الطِّفلَ، فَرَماهُ رَجُلٌ مِنهُم بِسَهمٍ فَذَبَحَهُ، فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَبكي ويَقولُ: اللَّهُمَّ احكُم بَينَنا وبَينَ قَومٍ دَعَونا لِيَنصُرونا فَقَتَلونا.
فَنودِيَ مِنَ الهَوا: دَعهُ يا حُسَينُ؛ فَإِنَّ لَهُ مُرضِعاً فِي الجَنَّةِ .۶
1.مثير الأحزان: ص ۷۰ .
2.اللَّبّة: وسط الصدر والمنحر (لسان العرب: ج ۱ ص ۷۳۳ «لبب») .
3.الفَصِيل: ولد الناقة إذا فُصِل عن اُمّه (الصحاح: ج ۵ ص ۱۷۹۱ «فصل») . أي فصيل ناقة صالح عليه السلام .
4.مقاتل الطالبيّين: ص ۹۵؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۹ نحوه وفيه «عليّ الأصغر» بدل «ابنه الصغير»، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۷ .
5.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۶ .
6.تذكرة الخواصّ: ص ۲۵۲.