827
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وجاءَ صَبِيٌّ مِن صِبيانِ الحُسَينِ عليه السلام يَشتَدُّ حَتّى‏ جَلَسَ في حِجرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَرَماهُ رَجَلٌ بِسَهمٍ ، فَأَصابَ ثُغرَةَ نَحرِهِ فَقَتَلَهُ .۱

۱۰۱۵.مطالب السؤول: كانَ لَهُ [أي لِلإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام‏] وَلَدٌ صَغيرٌ ، فَجاءَهُ مِنهُم سَهمٌ فَقَتَلَهُ، فَرَمَّلَهُ عليه السلام ، وحَفَرَ لَهُ بِسَيفِهِ ، وصَلّى‏ عَلَيهِ ودَفَنَهُ ، وقالَ هذِهِ الأَبياتَ:


غَدَرَ القَومُ وقِدماً رَغِبواعَن ثَوابِ اللَّهِ رَبِّ الثَّقَلَينِ ... .
وأمّا عَلِيٌّ الأَصغَرُ جاءَهُ سَهمٌ - وهُوَ طِفلٌ - فَقَتَلَهُ، وقَد تَقَدَّمَ ذِكرُهُ عِندَ ذِكرِ الأَبياتِ لَمّا قُتِلَ.
وقيلَ: إنَّ عَبدَ اللَّهِ - أيضاً - قُتِلَ مَعَ أبيهِ شَهيداً .۲

۱۰۱۶.الأخبار الطوال: بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام وَحدَهُ... جَلَسَ فَدَعا بِصَبِيٍّ لَهُ صَغيرٍ، فَأَجلَسَهُ في حِجرِهِ، فَرَماهُ رَجُلٌ مِن بَني أسَدٍ، وهُوَ في حِجرِ الحُسَينِ عليه السلام بِمِشْقَصٍ، فَقَتَلَهُ .۳

۱۰۱۷.مقاتل الطالبيّين : كانَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الحُسَينِ يَومَ قُتِلَ صَغيراً ، جاءَتهُ نُشّابَةٌ۴وهُوَ في حِجرِ أبيهِ فَذَبَحَتهُ .
حَدَّثَني أحمَدُ بنُ شَبيبٍ ، قالَ : حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ الحَرثِ عَنِ المَدائِنِيِّ ، عَن أبي مِخنَفٍ عَن سُلَيمانَ بنِ أبي راشِدٍ عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ ، قالَ : دَعَا الحُسَينُ عليه السلام بِغُلامٍ فَأَقعَدَهُ في حِجرِهِ ، فَرَماهُ عُقبَةُ بنُ بِشرٍ فَذَبَحَهُ .
حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ الحُسَينِ الاُشنانِيُّ ، قالَ : حَدَّثَنا عَبّادُ بنُ يَعقوبَ ، قالَ : أخبَرَنا مورعُ بنُ سُوَيدِ بنِ قَيسٍ ، قالَ : حَدَّثَنا مَن شَهِدَ الحُسَينَ عليه السلام ، قالَ : كانَ مَعَهُ ابنُهُ الصَّغيرُ ، فَجاءَ سَهمٌ فَوَقَعَ في نَحرِهِ .
قالَ : فَجَعَلَ الحُسَينُ عليه السلام يَأخُذُ الدَّمَ مِن نَحرِهِ ولَبَّتِهِ‏۵ ، فَيَرمي بِهِ إلَى السَّماءِ فَما يَرجِعُ مِنهُ شَي‏ءٌ ، ويَقولُ : اللَّهُمَّ لا يَكونُ أهوَنَ عَلَيكَ مِن فَصيلٍ .۶

1.الطبقات الكبرى(الطبقة الخامسة من الصحابة): ج‏۱ ص‏۴۷۰، سير أعلام‏النبلاء : ج‏۳ ص‏۳۰۲ وفيه «فوقعت نبلة في ولد له ابن ثلاث سنين» وليس فيه «فرماه عقبة بن بشر الأسدي» وراجع : الردّ على المتعصّب العنيد : ص‏۳۹.

2.مطالب السؤول: ص ۷۳؛ كشف الغمّة: ج ۲ ص ۲۳۸، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۳۱ ح ۵ .

3.الأخبار الطوال: ص ۲۵۸، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج ۶ ص ۲۶۲۹ .

4.النُشّابُ : السِّهام ، الواحدة نُشّابة (الصحاح : ج ۱ ص ۲۲۴ «نشب») .

5.اللّبَّةُ : هي الهزمة التي فوق الصدر ، وفيها تُنحرُ الإبل (النهاية : ج ۴ ص ۲۲۳ «لبب») .

6.مقاتل الطالبيّين : ص ۹۴ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۳۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۸ ، مجموعة نفيسة : ص ۳۵ (تاج المواليد) وليس فيها ذيله من «عن سليمان» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
826

القَومِ إذا كانَ خَصمَهُم مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله .
قيلَ : فَإِذا بِسَهمٍ قَد أقبَلَ حَتّى‏ وَقَعَ في لَبَّةِ الصَّبِيِّ فَقَتَلَهُ، فَنَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَن فَرسِهِ ، وحَفَرَ لِلصَّبِيِّ بِجَفنِ سَيفِهِ، ورَمَّلَهُ‏۱بِدَمِهِ ودَفَنَهُ .۲

۱۰۱۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: لَمّا فُجِعَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] بِأَهلِ بَيتِهِ ووَلَدِهِ، ولَم يَبقِ غَيرُهُ وغَيرُ النِّساءِ وَالأَطفالِ وغَيرُ وَلَدِهِ المَريضِ، نادى‏: هَل مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللَّهِ؟ هَل مِن مُوَحِّدٍ يَخافُ اللَّهَ فينا؟ هَل مِن مُغيثٍ يَرجُو اللَّهَ في إغاثَتِنا؟ هَل مِن مُعينٍ يَرجو ما عِندَ اللَّهِ في إعانَتِنا؟ فَارتَفَعَت أصواتُ النِّساءِ بِالعَويلِ .
فَتَقَدَّمَ عليه السلام إلى‏ بابِ الخَيمَةِ وقالَ: ناوِلوني عَلِيّاً الطِّفلَ حَتّى‏ اُوَدِّعَهُ، فَناوَلوهُ الصَّبِيَّ، فَجَعَلَ يُقَبِّلُهُ ويَقولُ: وَيلٌ لِهؤُلاءِ القَومِ إذا كانَ خَصمَهُم جَدُّكَ، فَبَينَا الصَّبِيُّ في حِجرِهِ، إذ رَماهُ حَرمَلَةُ بنُ الكاهِلِ الأَسَدِيُّ فَذَبَحَهُ في حِجرِهِ، فَتَلَقَّى الحُسَينُ عليه السلام دَمَهُ حَتَّى امتَلَأَت كَفُّهُ، ثُمَّ رَمى‏ بِهِ نَحوَ السَّماءِ، وقالَ: اللَّهُمَّ إن حَبَستَ عَنَّا النَّصرَ ، فَاجعَل ذلِكَ لِما هُوَ خَيرٌ لَنا .
ثُمَّ نَزَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَن فَرَسِهِ ، وحَفَرَ لِلصَّبِيِّ بِجَفنِ سَيفِهِ، وزَمَّلَهُ‏۳ بِدَمِهِ ، وصَلّى‏ عَلَيهِ .۴

۱۰۱۳.تاريخ اليعقوبي: تَقَدَّموا رَجُلاً رَجُلاً، حَتّى‏ بَقِيَ وَحدَهُ ما مَعَهُ أحَدٌ مِن أهلِهِ ، ولا وُلدِهِ ولا أقارِبِهِ، فَإِنَّهُ لَواقِفٌ عَلى‏ فَرَسِهِ، إذ اُتِيَ بِمَولودٍ قَد وُلِدَ لَهُ في تِلكَ السّاعَةِ، فَأَذَّنَ في اُذُنِهِ، وجَعَلَ يُحَنِّكُهُ إذ أتاهُ سَهمٌ فَوَقَعَ في حَلقِ الصَّبِيِّ فَذَبَحَهُ، فَنَزَعَ الحُسَينُ عليه السلام السَّهمَ مِن حَلقِهِ، وجَعَلَ يُلَطِّخُهُ بِدَمِهِ ويَقولُ: وَاللَّهِ لَأَنتَ أكرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنَ النّاقَةِ، ولَمُحَمَّدٌ أكرَمُ عَلَى اللَّهِ مِن صالِحٍ! ثُمَّ أتى‏ فَوَضَعَهُ مَعَ وُلدِهِ وبَني أخيهِ .۵

۱۰۱۴.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : الحُسَينُ عليه السلام جالِسٌ ، عَلَيهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكناءُ ، وقَد وَقَعَتِ النِّبالُ عَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، وَابنٌ لَهُ - ابنُ ثَلاثِ سِنينَ - بَينَ يَدَيهِ ، فَرَماهُ عُقبَةُ بنُ بِشرٍ الأَسَدِيُّ فَقَتَلَهُ ...

1.رمّله بالدّم فترمَّل : أي تلطّخ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۱۳ «رمل») .

2.الاحتجاج: ج ۲ ص ۱۰۱ ح ۱۶۸، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۹ .

3.زمّلوهم بثيابهم ودمائهم: أي لفّوهم فيها. يقال: تزمّل بثوبه: إذا التفّ فيه (النهاية: ج ۲ ص ۳۱۳ «زمل») .

4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۵ نحوه ؛ بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۶ .

5.تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۴۵ .

تعداد بازدید : 1975895
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به