إليه، وأخذها زهيرٌ وأتى بها فجأة للعبّاس بن عليّ عليه السلام وقال: يابن أمير المؤمنين عليه السلام! اُريد أن أُحدّثك بحديثٍ وعيته، فقال: حدّث، فقد حلا وقت الحديث! حدّث ولا حرج عليك ، فإنّك تروي لنا خبراً يقينيّاً . فقال له: اِعلم يا أبا الفضل أنّ أباك أمير المؤمنين عليه السلام لمّا أراد أن يتزوّج بأُمّك اُمِّ البنين بعث إلى أخيه عقيل - وكان عارفاً بأنساب العرب - فقال عليه السلام: يا أخي! اُريد منك أن تخطب لي امرأةً من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة؛ لكي اُصيبَ منها ولداً يكون شجاعاً وعضداً ينصر ولدي هذا - وأشار إلى الحسين عليه السلام - ليواسيه في طفّ كربلاء .
وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصّر عن حلائل أخيك وعن إخوانك .
قال: فارتعد العبّاس وتمطّى في ركابه حتّى قطعه ، قال: يا زهير! تشجّعني في مثل هذا اليوم؟ واللَّه لاُرينّك شيئاً ما رأيته قطّ !1
وللأسف، فإنّنا لا نرى في المصادر المعتبرة أيّ كلامٍ لأمير المؤمنين عليه السلام يخاطب به العبّاس أو يدور حوله!
أو ما نُقل في تذكرة الشهداء :
ذكر البعض أنّ العبّاس قال وهو على تلك الحال: اُريد أن أنظر إلى وجهك مرّةً اُخرى، ولكنّ حرملة ضرب عينيّ بالسهم !2
وقد جاء الكثير من الروايات الاُخرى بشأنه أيضاً في كتب مثل: معالي السبطين،3شعشعة الحسينيّ ،4أسرار الشهادات ،5ناسخ التواريخ ،6 عنوان الكلام ،7تذكرة الشهداء8، سوگنامه9 آل
1.أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۳۹۵.
2.تذكرة الشهدا (بالفارسية) : ص ۲۷۲ . و ردّ الملّا حبيب اللَّه الكاشاني هذه الرواية نفسها قائلاً: «في غاية الضعف ولم تُذكر في الكتب المشهورة» .
3.معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۵ و ۲۷۰ و ۲۷۱.
4.شعشعة الحسيني (بالفارسيّة) : ج ۲ ص ۱۸۴.
5.أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۴۰۲ و ۴۱۲.
6.ناسخ التواريخ (تاريخ الإمام الحسين عليه السلام) : ص ۴۴۱ و ۴۳۸.
7.عنوان الكلام : ص ۱۹۴ و ۱۶۲ و ۲۸۰.
8.تذكرة الشهداء: ص ۲۷۰ و ۴۴۳ .
9.كلمة فارسيّة تعني : كتاب رثاء أو عزاء .