847
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

يا نَفسُ لا تَخشَي مِنَ الكُفّارِوأبشِري بِرَحمَةِ الجَبّارِ
مَعَ النَّبِيِّ السَّيِّدِ المُختارِقَد قَطَعوا بِبَغيِهِم يَساري‏
فَأَصلِهِم يا رَبِّ حَرَّ النّارِ
فَقَتَلَهُ المَلعونُ بِعَمودٍ مِن حَديدٍ.
فَلَمّا رَآهُ الحُسَينُ عليه السلام مَصروعاً عَلى‏ شَطِّ الفُراتِ، بَكى‏ وأنشَأَ يَقولُ:


تَعَدَّيتُمُ يا شَرَّ قَومٍ بِفِعلِكُمُ‏وخالَفتُمُ قَولَ النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
أما كانَ خَيرُ الرُّسُلِ وَصّاكُم بِناأما نَحنُ مِن نَسلِ النَّبِيِّ المُسَدَّدِ
أما كانَتِ الزَّهراءُ اُمِّيَ دونَكُمُ‏أما كانَ مِن خَيرِ البَرِيَّةِ أحمَدِ
لُعِنتُم واُخزيتُم بِما قَد جَنَيتُمُفَسَوفَ تُلاقوا حَرَّ نارٍ تَوَقَّدِ .
۱

۱۰۵۱.شرح الأخبار: كانَ الَّذي وَلِيَ قَتلَ العَبّاسِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام يَومَئِذٍ يَزيدُ بنُ زِيادٍ الحَنَفِيُّ، وأخَذَ سَلَبَهُ حَكيمُ بنُ طُفَيلٍ الطّائِيُّ، وقيلَ: إنَّهُ شَرِكَ في قَتلِهِ يَزيد .
وكانَ بَعدَ أن قُتِلَ إخوَتُهُ عَبدُ اللَّهِ وعُثمانُ وجَعفَرٌ مَعَهُ قاصِدينَ الماءَ. ويَرجِعُ وَحدَهُ بِالقِربَةِ فَيَحمِلُ عَلى‏ أصحابِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ زِيادٍ الحائِلينَ دونَ الماءِ، فَيَقتُلُ مِنهُم، ويَضرِبُ فيهِم حَتّى‏ يَتَفَرَّجوا عَنِ الماءِ، فَيَأتِيَ الفُراتَ فَيَملَأَ القِربَةَ ويَحمِلَها، ويَأتِيَ بِهَا الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ، فَيَسقِيَهُم حَتّى‏ تَكاثَروا عَلَيهِ، وأوهَنَتهُ الجِراحُ مِن النَّبلِ، فَقَتَلوهُ كَذلِكَ بَينَ الفُراتِ والسُّرادِقِ‏۲ وهُوَ يَحمِلُ الماءَ، وثَمَّ قَبرُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ. وقَطَعوا يَدَيهِ ورِجلَيهِ حَنَقاً عَلَيهِ ، ولِما أبلى‏ فيهِم وقَتَلَ مِنهُم، فَلِذلِكَ سُمِّيَ السَّقّاءَ .
وفيهِ يَقولُ الفَضلُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيٍّ :


أحَقُّ النّاسِ أن يُبكى‏ عَلَيهِ‏إذ أبكَى الحُسَينَ بِكَربَلاءِ۳

1.المناقب لابن شهرآشوب: ج ۴ ص ۱۰۸، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۰.

2.السرادق: هو كلّ ما أحاط بشي‏ء من حائط أو مضرب أو خباء (النهاية: ج ۲ ص ۳۵۹ «سردق») .

3.كذا في المصدر ، وهو خطأ واضح ، والصحيح : «فتىً أبكى‏ الحسين بكربلاء» ، كما تقدّم في النقول السابقة عن الملهوف .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
846

وبِالحَطيمِ‏۱وَالفَنَا المُحَرَّمِ‏لَيُخضَبَنَّ اليَومَ جِسمي بِدَمي‏
دونَ الحُسَينِ ذِي الفَخارِ الأَقدَمِ‏إمامُ أهلِ الفَضلِ وَالتَّكَرُّمِ‏
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى‏ قَتَلَ جَماعَةً مِنَ القَومِ، ثُمَّ قُتِلَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام: الآنَ انكَسَرَ ظَهري، وقَلَّت حيلَتي .۲

۱۰۴۹.المناقب والمثالب لأبي حنيفة النعمان المغربي: كانَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام لَمّا مُنِعَ الحُسَينُ عليه السلام الماءَ، جَعَلَ يَحمِلُ عَلَى النّاسِ فَيُفرِجونَ حَتّى‏ يَأتِي الفُراتَ ويَأتي بِالماءِ، فَيَسقِي الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ، فَسُمِّيَ «السَّقّاءَ» يَومَئِذٍ . وقُتِلَ بَينَ الفُراتِ ومَصرَعِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَثَمَّ قَبرُهُ، وقَطَعوا يَومَئِذٍ يَدَيهِ ورِجلَيهِ .۳

۱۰۵۰.المناقب لابن شهرآشوب: كانَ عَبّاسٌ السَّقّاءُ قَمَرُ بَني هاشِمٍ، صاحِبَ لِواءِ الحُسَينِ عليه السلام، وهُوَ أكبَرُ الإِخوانِ . مَضى‏ بِطَلَبِ الماءِ فَحَمَلوا عَلَيهِ وحَمَلَ هُوَ عَلَيهِم، وجَعَلَ يَقولُ:


لا أرهَبُ المَوتَ إذِ المَوتُ رَقى‏حَتّى‏ اُوارى‏ فِي المَصاليتِ‏۴لِقا
نَفسي‏لِنَفسِ المُصطَفَى الطُّهرِ وَقاإنّي أنَا العَبّاسُ أغدو بِالسَّقا
ولا أخافُ الشَّرَّ يَومَ المُلتَقى‏
فَفَرَّقَهُم، فَكَمَنَ لَهُ زَيدُ بنُ وَرقاءَ الجُهَنِيُّ مِن وَراءِ نَخلَةٍ، وعاوَنَهُ حَكيمُ بنُ طُفَيلٍ السِّنبِسِيُّ، فَضَرَبَهُ عَلى‏ يَمينِهِ، فَأَخَذَ السَّيفَ بِشِمالِهِ، وحَمَلَ عَلَيهِم وهُوَ يَرتَجِزُ:


وَاللَّهِ إن قَطَعتُمُ يَميني‏إنّي اُحامي أبَداً عَن ديني‏
وعَن إمامٍ صادِقِ اليَقينِ‏نَجلِ النَّبِيِّ الطّاهِرِ الأَمينِ‏
فَقاتَلَ حَتّى‏ ضَعُفَ، فَكَمَنَ لَهُ الحَكيمُ بنُ الطُّفَيلِ الطّائِيُّ مِن وَراءِ نَخلَةٍ، فَضَرَبَهُ عَلى‏ شِمالِهِ، فَقالَ :

1.الحطيم: وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود وبين الباب (مجمع البحرين: ج ۱ ص ۴۲۳ «حطم») .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۲۹، الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۴ نحوه وليس فيه «فقال الحسين عليه السلام : الآن انكسر ظهري ، وقلّت حيلتي» .

3.المناقب والمثالب لأبي حنيفة النعمان المغربي: ص ۳۰۹ .

4.الصلت: السيف الصقيل الماضي (القاموس المحيط: ج ۱ ص ۱۵۲ «صلت»).

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1975988
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به