85
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

يُشكّلون هذه المجموعة .۱
وبالطبع فإنّ الشريحتين الأخيرتين كانتا تشكّلان أقلّية من سكّان الكوفة .

2 . المجتمع الكوفي من الناحية العقيدية

يمكن تقسيم المجتمع الكوفي آنذاك من الناحية العقيدية إلى قسمين : مسلم وغير مسلم ؛ حيث كان يشكّل القسم غير المسلم المسيحيّون العرب من بني تغلب ، ومسيحيّو نجران ، والمسيحيّون الأنباط ، واليهود المبعدون من شبه الجزيرة العربيّة في عهد عمر ، والمجوس الإيرانيّون . وقد كان هذا القسم يمثّل بشكل عامّ الأقلّية من مجموع سكّان الكوفة . ۲

3 . المجتمع الكوفي من الناحية السياسية

يمكن تقسيم القسم المسلم من سكّان الكوفة إلى أربعة أقسام :

1 . موالو أهل البيت عليهم السلام‏

أشرنا سلفاً إلى أنّ الكوفة كانت في عهد الثورة الحسينية مركز موالي أهل البيت عليهم السلام ، ولكن يجب الالتفات إلى أنّ هذا لا يعني أنّ جميع الذين كانوا يعبّرون عن ولائهم لأهل البيت عليهم السلام ، كانوا من أتباعهم الخلّص ، و«شيعة» بالمفهوم الحقيقي للكلمة ، بل إنّ أنصار أهل البيت عليهم السلام ومدّعي‏التشيّع في ذلك العصر كانوا ينقسمون إلى عدّة مجاميع سنسلّط الضوء عليها فيما يأتي.

2 . موالو بني اُميّة

كان موالو بني اُمية يشكّلون نسبة ملفتة للنظر من أهل الكوفة أيضاً ، فكان هناك أشخاص كثيرون قد انجذبوا إليهم في ذلك العصر ؛ نظراً إلى مرور عشرين سنة على حكم الاُمويّين في الكوفة ، وكانوا يتمتّعون بتنظيمات قويّة .
ويعدّ أمثال : عمرو بن الحجّاج الزبيدي ، يزيد بن الحرث ، عمرو بن حريث ، عبد اللَّه بن مسلم ، عمارة بن عقبة ، عمر بن سعد ومسلم بن عمرو الباهلي من زعماء موالي بني اُمية في

1.حياة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۲ ص ۴۳۷- ۴۳۹ .

2.نفس المصدر : ج ۲ ص ۴۴۰- ۴۴۵ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
84

( 4 )

دراسة مجتمع الكوفة

القضية التي يجب أن تخضع للدراسة في تقييم سفر الإمام الحسين عليه السلام وثورة أهل الكوفة ، هي دراسة هذه المدينة من الناحية الاجتماعية ، حيث تعدّ الكوفة مدينة متنوّعة وذات جوانب مختلفة من عدّة زوايا :

1 . المجتمع الكوفي من الناحية العرقية۱

يمكن تقسيم المجتمع الكوفي من الناحية العرقية إلى قسمين هما : العرب ، وغير العرب .
كان العرب الساكنون في الكوفة عبارة عن قبائل رحلت من شبه الجزيرة العربية نحو العراق - مع بداية الفتوح الإسلامية في إيران - بهدف المشاركة في الفتوح ، وأخيراً سكنت في الكوفة والبصرة بعد نهاية الفتوح .
وكان هناك قسم آخر من العرب الساكنين في الكوفة يتألّفون من قبائل ، مثل : بني تغلب ، حيث كانوا يقطنون العراق من بداية الإسلام ، وكانت هذه القبائل في حالة حرب دائمة مع الإيرانيّين ، وانضمّت القبائل المشار إليها إلى القبائل المسلمة مع بداية الفتوح الإسلامية وأعانتها في الفتوح ، ثمّ سكن قسم منها في المدن الإسلامية المؤسّسة حديثاً .۲
وكانت العناصر غير العربية في الكوفة تتألّف من شرائح - كالموالي‏۳والسريانيّين‏۴ والأنباط۵ -

1.راجع : حياة الإمام الحسين عليه السلام للقرشي : ج ۲ ص ۴۳۳ .

2.الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة في القرن الأوّل الهجري : ص ۴۲ .

3.هم المسلمون من غير العرب كالفرس والروم والترك وغيرهم (تاريخ تمدّن إسلامي «بالفارسيّة» : ص ۶۸۶) .

4.السريانيّون : هم اليوم المسيحيون أبناء اللغة السريانية ، وهم في سورية وفي بلاد ما بين النهرين (المنجد : ص ۳۵۴ «السريان)» .

5.النبط : قوم من العرب دخلوا في العجم والروم ، واختلفت أنسابهم ، وفسدت ألسنتهم (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۷۴۶) .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926951
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به