851
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الاُشنانِيُّ وَابنُ خِداعٍ يَروونَ أنَّ عُمَرَ أكبَرُ.
وشَيخُ الشَّرَفِ العُبيدِلي وَالبَغدادِيّونَ وأبُو الغَنائِمِ العَمرِيُّ يَروونَ أنَّ عُمَرَ أصغَرُ مِنَ العَبّاسِ عليه السلام، ويُقَدِّمونَ وُلدَ العَبّاسِ عَلى‏ وُلدِهِ.
وعَقِبُ العَبّاسِ عليه السلام قَليلٌ، وأعقَبَ مِنِ ابنِهِ عُبَيدِ اللَّهِ .۱

۱۰۵۸.تاريخ الطبري عن فضيل بن خديج الكندي: فَأَمَّا الصَّيداوِيُّ عُمَرُ بنُ خالِدٍ، وجابِرُ بنُ الحارِثِ السَّلمانِيُّ، وسَعدٌ مَولى‏ عُمَرَ بنِ خالِدٍ، ومُجَمَّعُ بنُ عَبدِ اللَّهِ العائِذِيُّ، فَإِنَّهُم قاتَلوا في أوَّلِ القِتالِ، فَشَدّوا مُقدِمينَ بِأَسيافِهِم عَلَى النّاسِ، فَلَمّا وَغَلوا عَطَفَ عَلَيهِمُ النّاسُ فَأَخَذوا يَحوزونَهُم‏۲، وقَطَعوهُم مِن أصحابِهِم غَيرَ بَعيدٍ، فَحَمَلَ عَلَيهِمُ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام فَاستَنقَذَهُم، فَجاؤوا قَد جُرِّحوا، فَلَمّا دَنا مِنهُم عَدُوُّهُم ، شَدّوا بِأَسيافِهِم فَقاتَلوا في أوَّلِ الأَمرِ، حَتّى‏ قُتِلوا في مَكانٍ واحِدٍ .۳

۱۰۵۹.كامل الزيارات عن أبي حمزة الثّمالي : قالَ الصّادِقُ عليه السلام: إذا أرَدتَ زِيارَةَ قَبرِ العَبّاسِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وهُوَ عَلى‏ شَطِّ الفُراتِ بِحِذاءِ الحائِرِ - فَقِف عَلى‏ بابِ السَّقيفَةِ... ثُمَّ ادخُل، وَانكَبَّ عَلَى القَبرِ، وقُل:
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ الصّالِحُ ، المُطيعُ للَّهِ‏ِ ولِرَسولِهِ ولِأَميرِ المُؤمِنينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ ، ومَغفِرَتُهُ ورِضوانُهُ ، عَلى‏ روحِكَ وبَدَنِكَ.
أشهَدُ واُشهِدُ اللَّهَ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى‏ ما مَضى‏ عَلَيهِ البَدرِيّونَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللَّهِ، المُناصِحونَ لَهُ في جِهادِ أعدائِهِ، المُبالِغونَ في نُصرَةِ أولِيائِهِ، الذّابّونَ عَن أحِبّائِهِ، فَجَزاكَ اللَّهُ أفضَلَ الجَزاءِ وأكثَرَ الجَزاءِ، وأوفَرَ الجَزاءِ وأوفَى‏ جَزاءِ أحَدٍ مِمَّن وَفى‏ بِبَيعَتِهِ، وَاستَجابَ لَهُ دَعوَتَهُ، وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ.
وأشهَدُ أنَّكَ قَد بالَغتَ فِي النَّصيحَةِ، وأعطَيتَ غايَةَ المَجهودِ، فَبَعَثَكَ اللَّهُ فِي الشُّهَداءِ، وجَعَلَ روحَكَ مَعَ أرواحِ السُّعَداءِ، وأعطاكَ مِن جِنانِهِ أفسَحَها مَنزِلاً، وأفضَلَها غُرَفاً، ورَفَعَ ذِكرَكَ في عِلِّيّينَ‏۴ ، وحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ ، وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ، وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً .

1.عمدة الطالب: ص ۳۵۶ .

2.حازه يحوزه: إذا قبضه وملكه واستبدّ به (النهاية: ج ۱ ص ۴۵۹ «حوز») .

3.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۴۶، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۶۹ وفيه «جبّار بن الحارث السلماني» و«مجمع عبيداللَّه العائذي» .

4.العليّون: تعني المنزلة الرفيعة، وتطلق على‏المكان‏السامي الذي يحضره‏المقرّبون عند اللَّه عزّ وجلّ في‏الجنّة.


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
850

رَوَى الشَّيخُ أبو نَصرٍ البُخارِيُّ عَنِ المُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ أنَّهُ قالَ: قالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام: كانَ عَمُّنَا العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ نافِذَ البَصيرَةِ، صَلبَ الإِيمانِ، جاهَدَ مَعَ أبي عَبدِ اللَّهِ وأبلى‏ بَلاءً حَسَناً، ومَضى‏ شَهيداً.۱
ودَمُ العَبّاسِ عليه السلام في بَني حَنيفَةَ، وقُتِلَ ولَهُ أربَعٌ وثَلاثونَ سَنَةً.
واُمُّهُ واُمُّ إخوَتِهِ: عُثمانَ وجَعفَرٍ وعَبدِ اللَّهِ، اُمُّ البَنينَ فاطِمَةُ بِنتُ حِزامِ بنِ خالِدِ بنِ رَبيعَةَ بنِ الوَحيدِ بنِ كَعبِ بنِ عامِرِ بنِ كِلابِ بنِ رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعصَعَةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ بَكرِ بنِ هَوازِنَ؛ واُمُّها لَيلى‏ بِنتُ السُّهَيلِ بنِ مالِكٍ، وهُوَ ابنُ أبي بَرَّةَ عامِرِ مُلاعِبِ الأَسِنَّةِ بنِ مالِكِ بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍ؛ وأُمُّهما عَمرَةُ بِنتُ الطُّفَيلِ بنِ عامِرٍ، واُمُّهُا كَبشَةُ بِنتُ عُروَةَ الرَّحّالِ بنِ عُتبَةَ بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍ، واُمُّها فاطِمَةُ بِنتُ عَبدِ شَمسِ بنِ عَبدِ مَنافٍ.
وقَد رُوِيَ أنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيّاً عليه السلام قالَ لِأَخيهِ عَقيلٍ - وكانَ نَسّابَةً عالِماً بِأَنسابِ العَرَبِ وأخبارِهِم - : اُنظُر إلَى امرَأَةٍ قَد وَلَدَتهَا الفُحولَةُ مِنَ العَرَبِ، لِأَتَزَوَّجَها فَتَلِدَ لي غُلاماً فارِساً. فَقالَ لَهُ: تَزَوَّج اُمَّ البَنينَ الكِلابِيَّةَ، فَإِنَّهُ لَيسَ فِي العَرَبِ أشجَعُ مِن آبائِها . فَتَزَوَّجَها.
ولَمّا كانَ يَومُ الطَّفِّ، قالَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الكِلابِيُّ لِلعَبّاسِ عليه السلام وإخوَتِهِ: أينَ بَنو اُختي؟ فَلَم يُجيبوهُ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام لِإِخوَتِهِ: أجيبوهُ وإن كانَ فاسِقاً؛ فَإِنَّهُ بَعضُ أخوالِكُم،۲فَقالوا لَهُ: ما تُريدُ؟ قالَ: اُخرُجوا إلَيَّ فَإِنَّكُم آمِنونَ، ولا تَقتُلوا أنفُسَكُم مَعَ أخيكُم، فَسَبّوهُ وقالوا لَهُ: قَبَّحتَ وقَبَّحَ ما جِئتَ بِهِ؛ أنَترُكُ سَيِّدَنا وأخانا ونَخرُجُ إلى‏ أمانِكَ؟ وقُتِلَ هُوَ وإخوَتُهُ الثَّلاثَةُ في ذلِكَ اليَومِ، وما أحَقَّهُم بِقَولِ القائِلِ:


قَومٌ إذا نودوا لِدَفعِ مُلِمَّةٍوَالخَيلُ بَينَ مُدَعَّسٍ‏۳ومُكَردَسِ‏۴
لَبِسُوا القُلوبَ عَلَى الدُّروعِ وأقبَلوايَتَهافَتونَ عَلى‏ ذَهابِ الأَنفُسِ‏
وَاختُلِفَ فِي العَبّاسِ عليه السلام وأخيهِ عُمَرَ أيُّهُما أكبَرُ، وكانَ ابنُ شِهابٍ العُكبَرِيُّ وأبُو الحَسَنِ

1.راجع : ص ۸۴۲ ح ۱۰۳۷ .

2.في الثقافة القبلية العربية يطلق على الرجل الذي هو من قبيلة الام «خال» .

3.الدّعس: الطعن، والمِدعَس: الرمح يُدعَس به (الصحاح: ج ۳ ص ۹۲۹ «دعس») .

4.رجلٌ مُكَردَس: شدّت يداه ورجلاه وصُرِعَ (لسان العرب: ج ۶ ص ۱۹۵ «كردس») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970972
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به