وبعد أن أهلك عدداً من عسكر ابن سعد ، التحق بركب الشهداء. وقد ورد اسمه في الزيارة الرجبية۱ ، وجاء في زيارة الناحية المقدّسة أيضاً :
السَّلامُ عَلَى القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، المَضروبِ عَلى هامَتِهِ ، المَسلوبِ لامَتُهُ۲، حينَ نادَى الحُسَينَ عَمَّهُ ، فَجَلا۳عَلَيهِ عَمُّهُ كَالصَّقرِ ، وهُوَ يَفحَصُ۴بِرِجلَيهِ التُّرابَ ، وَالحُسَينُ يَقولُ : «بُعداً لِقَومٍ قَتَلوكَ ! ومَن خَصمُهُم يَومَ القِيامَةِ جَدُّكَ وأبوكَ» . ثُمَّ قالَ : «عَزَّ وَاللَّهِ عَلى عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ ، أو أن يُجيبَكَ وأنتَ قَتيلٌ جَديلٌ۵فَلا يَنفَعَكَ ، هذا وَاللَّهِ يَومٌ كَثُرَ واتِرُهُ۶وقَلَّ ناصِرُهُ» ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ مَعَكُما يَومَ جَمعِكُما ، وبَوَّأَني مُبَوَّأَكُما ، ولَعَنَ اللَّهُ قاتِلَكَ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ عُروَةَ بنِ نُفَيلٍ الأَزدِيَّ ، وأصلاهُ جَحيماً وأعَدَّ لَهُ عَذاباً أليماً .۷
ملاحظتان
1. روي في كتاب الهداية الكبرى، للحسين بن حمدان الخصيبي ،۸ عن الإمام زين العابدين عليه السلام في بيان أحداث ليلة عاشوراء:
فقال له القاسم ... يا عمّ! وأنا اُقتل؟ فأشفق عليه، ثمّ قال عليه السلام: يابن أخي! كيف الموت عندك؟ قال: يا عمّ أحلى من العسل! قال: إي واللَّه فذلك أحلى... .۹
والجدير بالذكر أنّ ما يشبه هذه الرواية جاء في كتاب مدينة المعاجز أيضاً ،۱۰ ولم نذكرها
1.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .
2.اللّأْمة - بهمزة ساكنة ويجوز تخفيفها - : الدِّرْعُ (المصباح المنير : ص ۵۶۰ «لوم») .
3.جلا : علا (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۱۳ «جلا») .
4.الفحص : البحث والكشف (النهاية : ج ۳ ص ۴۱۵ «فحص») .
5.مجدّل : أي ملقى على الأرض قتيلاً (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۱۰۴ «جدل») .
6.الوتر : هي الجناية (النهاية : ج ۵ ص ۱۴۸ «وتر») .
7.راجع : ص ۱۴۲۹ ح ۲۱۴۵ .
8.الحسين بن حمدان الخصيبي معروف بالغلوّ، قال النجاشي فيه: «كان فاسد المذهب» (رجال النجاشي: ج ۱ ص ۱۸۷) وقال ابن الغضائري فيه: «كذّاب فاسد المذهب. صاحب مقالة ملعونة لا يُلتفت إليه» (الرجال لابن الغضائري: ص ۵۴).
9.الهداية الكبرى: ص ۲۰۴.
10.مدينة المعاجز : ج ۴ ص ۲۱۵.