857
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

في النصّ بسبب عدم اعتبار مصدر الرواية. كما ذكرت بعض المعلومات في كتاب روضة الشهداء۱ والمنتخب للطريحي‏۲ وغيرهما حول مصائب القاسم عليه السلام وعرسه، ولكنّها غير صحيحة وغير قابلة للاعتماد .۳
2. هل داست الخيل بحوافرها جسد القاسم؟
جاء في مقتل القاسم أنّه لمّا اُصيب وسقط على الأرض، نادى عمّه، فأقبل عليه الإمام عليه السلام مسرعاً، وضرب ضارب القاسم بالسيف، وقطع يده. وهجم جيش العدوّ لإنقاذ الضارب .
وتفيد المقاتل القديمة والمشهورة، بأنّ قاتل القاسم ديس تحت أقدام الجيش في هذا الهجوم وهلك؛ ولكن ذكر في بعض الكتب المتأخّرة وتناقلت الألسن تبعاً لها أنّ القاسم قُتل تحت أرجل الجند. ويبدو أنّ مصدر هذا الخطأ كتاب بحار الأنوار، وأنّه انتقل بعد البحار ، إلى كتب مثل : ناسخ التواريخ ، مخزن البكاء ، مهيّج الأحزان ، وأسرار الشهادات . وقد جاء في نصّ بحار الأنوار :
وحملت خيلُ أهل الكوفة ليستنقذوا عَمراً من الحسين، فاستقبلته بصدورها وجرحته بحوافرها ووطئته حتّى مات الغلام، فانجلت الغبرة، فإذا بالحسين عليه السلام قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجله... .۴
والآن نلفت انتباه القرّاء إلى التعليق الذي كتبه محقّق بحار الأنوار المحترم، على عبارة «حتّى مات الغلام»:
قد اُقحم هاهنا لفظ «الغلام» وهو سهو ظاهر، يخالف نسخة المقاتل والإرشاد ومناقب ابن شهرآشوب، ويخالف لفظ الكتاب أيضاً، حيث يقول بعده «وهو يفحص برجله» فإنّما يفحص برجله: أي يجود بنفسه، الذي لم يمت بعد، خصوصاً مع مخاطبة الحسين عليه السلام له بقوله: «يعزّ واللَّه على عمّك...» إلخ؛ فمات تحت حوافر الخيل وسنابكها عدوّ اللَّه عمرو بن

1.روضة الشهداء: ص ۳۲۱ - ۳۲۹.

2.المنتخب للطريحي: ص ۳۶۵.

3.راجع : ص ۳۰ (المصادر غير الصالحة للاعتماد) .

4.بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۵ وراجع: تسلية المجالس: ج ۲ ص ۳۰۵.


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
856

وبعد أن أهلك عدداً من عسكر ابن سعد ، التحق بركب الشهداء. وقد ورد اسمه في الزيارة الرجبية۱ ، وجاء في زيارة الناحية المقدّسة أيضاً :
السَّلامُ عَلَى القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، المَضروبِ عَلى‏ هامَتِهِ ، المَسلوبِ لامَتُهُ‏۲، حينَ نادَى الحُسَينَ عَمَّهُ ، فَجَلا۳عَلَيهِ عَمُّهُ كَالصَّقرِ ، وهُوَ يَفحَصُ‏۴بِرِجلَيهِ التُّرابَ ، وَالحُسَينُ يَقولُ : «بُعداً لِقَومٍ قَتَلوكَ ! ومَن خَصمُهُم يَومَ القِيامَةِ جَدُّكَ وأبوكَ» . ثُمَّ قالَ : «عَزَّ وَاللَّهِ عَلى‏ عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ ، أو أن يُجيبَكَ وأنتَ قَتيلٌ جَديلٌ‏۵فَلا يَنفَعَكَ ، هذا وَاللَّهِ يَومٌ كَثُرَ واتِرُهُ‏۶وقَلَّ ناصِرُهُ» ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ مَعَكُما يَومَ جَمعِكُما ، وبَوَّأَني مُبَوَّأَكُما ، ولَعَنَ اللَّهُ قاتِلَكَ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ عُروَةَ بنِ نُفَيلٍ الأَزدِيَّ ، وأصلاهُ جَحيماً وأعَدَّ لَهُ عَذاباً أليماً .۷

ملاحظتان‏

1. روي في كتاب الهداية الكبرى، للحسين بن حمدان الخصيبي ،۸ عن الإمام زين العابدين عليه السلام في بيان أحداث ليلة عاشوراء:
فقال له القاسم ... يا عمّ! وأنا اُقتل؟ فأشفق عليه، ثمّ قال عليه السلام: يابن أخي! كيف الموت عندك؟ قال: يا عمّ أحلى من العسل! قال: إي واللَّه فذلك أحلى... .۹
والجدير بالذكر أنّ ما يشبه هذه الرواية جاء في كتاب مدينة المعاجز أيضاً ،۱۰ ولم نذكرها

1.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

2.اللّأْمة - بهمزة ساكنة ويجوز تخفيفها - : الدِّرْعُ (المصباح المنير : ص ۵۶۰ «لوم») .

3.جلا : علا (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۱۳ «جلا») .

4.الفحص : البحث والكشف (النهاية : ج ۳ ص ۴۱۵ «فحص») .

5.مجدّل : أي ملقى على الأرض قتيلاً (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۱۰۴ «جدل») .

6.الوتر : هي الجناية (النهاية : ج ۵ ص ۱۴۸ «وتر») .

7.راجع : ص ۱۴۲۹ ح ۲۱۴۵ .

8.الحسين بن حمدان الخصيبي معروف بالغلوّ، قال النجاشي فيه: «كان فاسد المذهب» (رجال النجاشي: ج ۱ ص ۱۸۷) وقال ابن الغضائري فيه: «كذّاب فاسد المذهب. صاحب مقالة ملعونة لا يُلتفت إليه» (الرجال لابن الغضائري: ص ۵۴).

9.الهداية الكبرى: ص ۲۰۴.

10.مدينة المعاجز : ج ۴ ص ۲۱۵.

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1970665
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به