الخَيرَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُلحِقُكَ بِآبائِكَ الصّالِحينَ.] [ثُمَّ رَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام يَدَهُ وقالَ: اللَّهُمَّ إن مَتَّعتَهُم إلى حينٍ، فَفَرِّقهُم فِرَقاً ، وَاجعَلهُم طَرائِقَ قِدَداً،۱ ولا تُرضِ الوُلاةَ عَنهُم أبَداً؛ فَإِنَّهُم دَعَونا لِيَنصُرونا، ثُمَّ عَدَوا عَلَينا فَقَتَلونا .۲
۱۰۷۶.الملهوف: خَرَجَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ - وهُوَ غُلامٌ لَم يُراهِق - مِن عِندِ النِّساءِ، فَشَدَّ حَتّى وَقَفَ إلى جَنبِ الحُسَينِ عليه السلام، فَلَحِقَتهُ زَينَبُ ابنَةُ عَلِيٍّ لِتَحبِسَهُ، فَأَبى وَامتَنَعَ امتِناعاً شَديداً، وقالَ: وَاللَّهِ لا اُفارِقُ عَمّي، فَأَهوى بَحرُ بنُ كَعبٍ - وقيلَ: حَرمَلَةُ بنُ الكاهِلِ - إلَى الحُسَينِ عليه السلام بِالسَّيفِ. فَقالَ لَهُ الغُلامُ: وَيلَكَ يَا بنَ الخَبيثَةِ ، أتَقتُلُ عَمّي؟ فَضَرَبَهُ بِالسَّيفِ، فَاتَّقاهَا الغُلامُ بِيَدِهِ، فَأَطَنَّها إلَى الجِلدِ، فَإِذا هِيَ مُعَلَّقَةٌ.
فَنادَى الغُلامُ: يا عَمّاه ، فَأَخَذَهُ الحُسَينُ عليه السلام فَضَمَّهُ إلَيهِ، وقالَ: يَا بنَ أخي، اِصبِر عَلى ما نَزَلَ بِكَ ، وَاحتَسِب في ذلِكَ الخَيرَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُلحِقُكَ بِآبائِكَ الصّالِحينَ، قالَ: فَرَماهُ حَرمَلَةُ بنُ الكاهِلِ - لَعَنَهُ اللَّهُ - بِسَهمٍ، فَذَبَحَهُ وهُوَ في حِجرِ عَمِّهِ الحُسَينِ عليه السلام .۳
۱۰۷۷.مقاتل الطالبيّين: عَبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، واُمُّهُ بِنتُ السَّليلِ بنِ عَبدِ اللَّهِ ، أخي جَريرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ البَجَلِيِّ وقيلَ: إنَّ اُمَّهُ اُمُّ وَلَدٍ.
وكانَ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ - فيما رَوَيناهُ عَنهُ - يَذكُرُ أنَّ حَرمَلَةَ بنَ كاهِلٍ الأَسَدِيَّ قَتَلَهُ.
وذَكَرَ المَدائِنِيُّ في إسنادِهِ عَن جَنابِ بنِ موسى، عَن حَمزَةَ بنِ بَيضٍ، عَن هانِئِ بنِ چثُبَيتٍ القَايِضِيِّ ، أنَّ رَجُلاً مِنهُم قَتَلَهُ .۴
۱۰۷۸.تاريخ الطبري عن هشام : قُتِلَ عَبدُ اللَّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ - واُمُّهُ اُمُّ وَلَدٍ - قَتَلَهُ حَرمَلَةُ بنُ الكاهِنِ، رَماهُ بِسَهمٍ .۵
1.طرائِقَ قِدَدَاً: أي فِرقاً مختلفة أهواؤها (القاموس المحيط: ج ۱ ص ۳۲۶ «قدد») .
2.الإرشاد: ج ۲ ص ۱۱۰، إعلام الورى: ج ۱ ص ۴۶۷، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۵۳ .
3.الملهوف: ص ۱۷۳، مثير الأحزان: ص ۷۳ بزيادة «فقال الحسين عليه السلام : اللَّهمَّ إن متّعتهم إلى حين ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض عنهم أبداً» في آخره وراجع : روضة الواعظين: ص ۲۰۸ .
4.مقاتل الطالبيّين: ص ۹۳؛ بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۶ وفيه «هانىء بن ثبيت القابضي» .
5.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۶۸، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): ج ۱ ص ۴۷۶ وفيه «عبداللَّه بن الحسن ، قتله ابن حرملة الكاهلي من بني أسد» فقط، تذكرة الخواصّ: ص ۲۵۴ عن هشام بن محمّد وفيه «سعد بن عمر بن نفيل الأزدي»؛ الأمالي للشجري: ج ۱ ص ۱۷۱ وفيه «حرملة بن الكاهل الأسدي» وراجع : جمهرة أنساب العرب: ص ۳۹ .