881
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

الفصل التاسع : مقتل سيّد الشهداء

9 / 1

الإِمامُ عليه السلام يَطلُبُ ثَوباً لا يُرغَبُ فيهِ‏

۱۱۱۲.الملهوف : قالَ الحُسَينُ عليه السلام : اِيتوني بِثَوبٍ لا يُرغَبُ فيهِ ؛ أجعَلهُ تَحتَ ثِيابي لِئَلّا اُجَرَّدَ مِنهُ ، فَاُتِيَ بِتُبّانٍ‏۱ ، فَقالَ : لا ، ذاكَ لِباسُ مَن ضُرِبَت عَلَيهِ الذِّلَّةُ . فَأَخَذَ ثَوباً خَلَقاً۲ فَخَرَقَهُ وجَعَلَهُ تَحتَ ثِيابِهِ . فَلَمّا قُتِلَ جَرَّدوهُ مِنهُ عليه السلام .
ثُمَّ استَدعى‏ عليه السلام بِسَراويلَ مِن حِبَرَةٍ۳فَفَرَزَها۴ ولَبِسَها ، وإنَّما فَرَزَها لِئَلّا يُسلَبَها ، فَلَمّا قُتِلَ سَلَبَها بَحرُ بنُ كَعبٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وتَرَكَ الحُسَينَ عليه السلام مُجَرَّداً .
فَكانَت يَدا بَحرٍ بَعدَ ذلِكَ تَيبَسانِ فِي الصَّيفِ كَأَنَّهُما عودانِ يابِسانِ ، وتَتَرَطَّبانِ فِي الشِّتاءِ فَتَنضَحانِ قَيحاً ودَماً ، إلى‏ أن أهلَكَهُ اللَّهُ تَعالى‏ .۵

۱۱۱۳.المناقب لابن شهر آشوب : ثُمَّ قالَ [الإِمامُ الحُسَينُ عليه السلام‏] : اِيتوني بِثَوبٍ لا يُرغَبُ فيهِ ، ألبَسهُ غَيرَ ثِيابي ؛ لا اُجَرَّدُ ، فَإِنّي مَقتولٌ مَسلوبٌ . فَأَتَوهُ بِتُبّانٍ فَأَبى‏ أن يَلبَسَهُ وقالَ : هذا لِباسُ أهلِ الذِّمَّةِ۶ ، ثُمَّ

1.التُبّان : سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلّظة فقط ، يكون للملّاحين (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۸۶ «تبن») .

2.ثَوبٌ خَلَقٌ : بالٍ (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۸۹ «خلق») .

3.الحِبَرَةُ : ثوب يصنع باليمن من قطن أو كتّان مخطّط (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۱ «حَبر») .

4.هكذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «ففزرها» وهو الصحيح . فَزَرَ الثَّوبَ : شَقَّه (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۰۹ «فزر») .

5.الملهوف : ص ۱۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۴ وفيه «أبجر بن كعب» ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۹ عن عمّار الدهني عن الإمام الباقر عليه السلام وفيه «ثمّ أمر بحبرة فشققها ثمّ لبسها» فقط .

6.أهل الذمّة : هم الكفّار الذين يعيشون في ظلّ الدولة الإسلامية وفي كنفها وحمايتها ولكنّ الظاهر أنّ الصواب في هذه الكلمة - مع أخذ المصادر الاُخرى بنظر الاعتبار - هو «الذلّة» لا «الذمّة» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
880

وكان ذا زوجة ، وقد اختلف في قاتله وكيفيّة استشهاده .۱

۱۱۰۹.الكامل في التاريخ: وخَرَجَ غُلامٌ مِن خِباءٍ مِن تِلكَ الأَخبِيَةِ، فَأَخَذَ بِعودٍ مِن عيدانِهِ وهُوَ يَنظُرُ كَأَنَّهُ مَذعورٌ، فَحَمَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ - قيلَ : إنَّهُ هانِئُ بنُ ثُبَيتٍ الحَضرَمِيُّ - فَقَتَلَهُ .۲

۱۱۱۰.مقاتل الطالبيّين عن هانى‏ء بن ثبيت القايضي زمن خالد: كُنتُ مِمَّن شَهِدَ الحُسَينَ ، فَإِنّي لَواقِفٌ عَلى‏ خُيولٍ إذ خَرَجَ غُلامٌ مِن آلِ الحُسَينِ مَذعوراً يَلتَفِتُ يَميناً وشِمالاً ، فَأَقبَلَ رَجُلٌ مِنّا يَركُضُ حَتّى‏ دَنا مِنهُ ، فَمالَ عَن فَرَسِهِ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ .۳

۱۱۱۱.تاريخ الطبري عن هشام: حَدَّثَني أبُو الهُذَيلِ - رَجُلٌ مِنَ السَّكونِ - عَن هانِىِ بنِ ثُبَيتٍ الحَضرَمِيِّ ، قالَ: رَأَيتُهُ جالِساً في مَجلِسِ الحَضرَمِيّينَ في زَمانِ خالِدِ بنِ عَبدِ اللَّهِ - وهُوَ شَيخٌ كَبيرٌ - قالَ: فَسَمِعتُهُ وهُوَ يَقولُ:
كُنتُ مِمَّن شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ. قالَ: فَوَاللَّهِ إنّي لَواقِفٌ عاشِرَ عَشَرَةٍ ، لَيسَ مِنّا رَجُلٌ إلّا عَلى‏ فَرَسٍ، وقَد جالَتِ الخَيلُ وتَصَعصَعَت‏۴، إذ خَرَجَ غُلامٌ مِن آلِ الحُسَينِ وهُوَ مُمسِكٌ بِعودٍ مِن تِلكَ الأَبنِيَةِ، عَلَيهِ إزارٌ وقَميصٌ وهُوَ مَذعورٌ، يَلتَفِتُ يَميناً وشِمالاً، فَكَأَنّي أنظُرُ إلى‏ دُرَّتَينِ في اُذُنَيهِ تَذَبذَبانِ كُلَّمَا التَفَتَ، إذ أقبَلَ رَجُلٌ يَركُضُ، حَتّى‏ إذا دَنا مِنهُ مالَ عَن فَرَسِهِ، ثُمَّ اقتَصَدَ الغُلامَ فَقَطَّعَهُ بِالسَّيفِ .
قالَ هِشامٌ: قالَ السَّكونِيُّ: هانِئُ بنُ ثُبَيتٍ هُوَ صاحِبُ الغُلامِ، فَلَمّا عُتِبَ عَلَيهِ كَنّى‏ عَن نَفسِهِ .۵

1.راجع : ص ۸۷۸ (محمّد بن أبي سعيد بن عقيل) .

2.الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۷۱، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۱ نحوه وفيه «هانئ بن بعيث»؛ بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۵.

3.مقاتل الطالبيّين: ص ۱۱۸.

4.تصعصعت: أي تفرّقت. وقيل: تحرّكت واضطربت (النهاية: ج ۳ ص ۳۱ «صعصع»).

5.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۴۹، مقاتل الطالبيّين: ص ۱۱۸، البداية والنهاية: ج ۸ ص ۱۸۶ كلاهما نحوه.

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1971274
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به