فَضَجَّ النّاسُ بِالبُكاءِ .۱
۱۱۲۷.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :ثُمَّ التَفَتَ الحُسَينُ عليه السلام عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ ، فَلَم يَرَ أحَداً مِنَ الرِّجالِ، فَخَرَجَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ زَينُ العابِدينَ عليه السلام - وهُوَ أصغَرُ مِن أخيهِ عَلِيٍّ القَتيلِ - وكانَ مَريضاً ، وهُوَ الَّذي نَسلُ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام۲ ، فَكانَ لا يَقدِرُ عَلى حَملِ سَيفِهِ ، واُمُّ كُلثومٍ تُنادي خَلفَهُ : يا بُنَيَّ ارجِع! فَقالَ : يا عَمَّتاه ، ذَريني اُقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ رَسولِ اللَّهِ ، فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا اُمَّ كُلثومٍ ، خُذيهِ ورُدّيهِ ، لِئَلّا تَبقى۳الأَرضُ خالِيَةً مِن نَسلِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله .۴
9 / 6
قِتالُ الإِمامِ عليه السلام أعداءَهُ وَحيداً
۱۱۲۸.الإرشاد : لَمّا لَم يَبقَ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام أحَدٌ إلّا ثَلاثَةُ رَهطٍ مِن أهلِهِ ، أقبَلَ عَلَى القَومِ يَدفَعُهُم عَن نَفسِهِ وَالثَّلاثَةُ يَحمونَهُ ، حَتّى قُتِلَ الثَّلاثَةُ وبَقِيَ وَحدَهُ ، وقَد اُثخِنَ بِالجِراحِ في رَأسِهِ وبَدَنِهِ ، فَجَعَلَ يُضارِبُهُم بِسَيفِهِ ، وهُم يَتَفَرَّقونَ عَنهُ يَميناً وشِمالاً .
فَقالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ : فَوَاللَّهِ ما رَأَيتُ مَكثوراً۵قَطُّ ، قَد قُتِلَ وُلدُهُ ، وأهلُ بَيتِهِ وأصحابُهُ ، أربَطَ جَأشاً ولا أمضى جَناناً مِنهُ عليه السلام ، إن كانَتِ الرَّجّالَةُ لَتَشُدُّ عَلَيهِ فَيَشُدُّ عَلَيها بِسَيفِهِ ، فَتَنكَشِفُ عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ انكِشافَ المِعزى إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ .۶
۱۱۲۹.الملهوف : قالَ الرّاوي : ثُمَّ إنَّ الحُسَينَ عليه السلام دَعَا النّاسَ إلَى البِرازِ ، فَلَم يَزَل يَقتُلُ كُلَّ مَن بَرَزَ إلَيهِ ، حَتّى قَتَلَ مَقتَلَةً عَظيمَةً ، وهُوَ في ذلِكَ يَقولُ :
القَتلُ أولى مِن رُكوبِ العارِوَالعارُ أولى مِن دُخولِ النّارِ
1.مثير الأحزان : ص ۷۰ .
2.يعني أنّ نسل الحسين عليه السلام منه ، فإنّ أولاده لم يبق منهم سواه (هامش المصدر) .
3.في المصدر : «لا تبق» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار .
4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۲ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۶ .
5.المكثور : المغلوب ، وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه (النهاية : ج ۴ ص ۱۵۳ «كثر») .
6.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۸ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۸ وليس فيه صدره إلى «شمالاً» وراجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۱ ص ۳۷۶ (القسم الثاني / الفصل الرابع / مكارم أخلاقه / الشجاعة) .