89
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

ويقول‏الفرزدق في وصف هذه‏الطائفة من محبّي أهل‏البيت عليهم السلام عند لقائه الإمام الحسين عليه السلام:
القُلوبُ مَعَكَ ، وَالسُّيوفُ مَع بَني اُمَيَّةَ .۱
والملاحظة الملفتة للنظر في وصف المجموعة الثانية من محبّي أهل البيت عليهم السلام هي «أنّ ألسنتهم معنا وسيوفهم علينا» ، ولكن جاء في كلام الفرزدق والآخرين أنّ «القلوب مع أهل البيت والسيوف ضدّهم» . والحقيقة أنّ القلوب لو كانت مع أهل البيت عليهم السلام ، لما أمكن للسيوف أن تكون ضدّهم .
وتظهر المناهضة العمليّة لهذه الطائفة لأهل بيت الرسالة في أنّ ولاءهم لهذه الاُسرة لم يكن يتجاوز اللسان .

3 . الشيعة من الطبقة الثالثة

كانت المجموعة الثالثة من محبّي أهل البيت عليهم السلام تتمثّل في الأشخاص الذين لم يكونوا يدافعون عن أهل البيت عليهم السلام في الظاهر والباطن مثل المجموعة الاُولى ، كما لم يكن حبّهم ظاهريّاً مثل المجموعة الثانية، و إنّما كانت هذه المجموعة تحبّ أهل البيت عليهم السلام حبّاً صادقاً ، ولكنّها لم تكن تجرؤ على إظهار ولائها لهم ، وهم حسب تعبير الإمام الصادق عليه السلام محبّون من النمط الأوسط ، وهذا هو نصّ حديث الإمام :
وَالطَّبَقَةُ الثالِثَةُ : النَّمَطُ الأَوسَطُ ، أحَبّونا فِي السِّرِّ وَلَم يُحِبّونا فِي العَلانِيَةِ .
ثمّ يقول عليه السلام في بيان خصائص المجموعة الثالثة :
وَلَعَمري لَئِن كانوا أحَبّونا فِي السرِّ دُونَ العَلانِيَةِ فَهُمُ الصَّوامونَ بِالنَّهارِ القَوّامونَ بِاللَّيلِ ، تَرى‏ أثَرَ الرَّهبانِيَةَ في وُجوهِهِم ، أهلُ سِلمٍ وَانقِيادٍ .۲
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام تقسيم آخر للشيعة وهو قوله :
الشيعَةُ ثَلاثَةُ أصنافٍ : صِنفٌ يَتَزيَّنونَ بِنا ، وَصِنفٌ يَستَأكِلونَ بِنا ، وَصِنفٌ مِنّا وَإلَينا .۳

1.راجع : ص ۵۲۴ ح ۶۶۲ .

2.تحف العقول : ص ۳۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۲۷۵ ح ۳۱ .

3.مشكاة الأنوار : ص ۱۲۷ ح ۲۹۷ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
88

وَالطَّبَقَةُ الثانِيَةُ : النَّمَطُ الأَسفَلُ ، أحَبّونا فِي العَلانِيَةِ وَساروا بِسيرَةِ المُلوكِ ، فَأَلسِنَتُهُم مَعَنا وَسُيوفُهُم عَلَينا .۱
وتُمثّل هذه المجموعةُ غالبيّة أهل الكوفة في عهد حكومة الإمام عليّ عليه السلام وسائر الأئمّة عليهم السلام ، وهم الذين كان الإمام علي عليه السلام يشكو منهم بشكلٍ متواصلٍ في أواخر حكمه ، حيث كان يقول :
يا أَشباهَ الرِّجالِ وَلا رِجالَ .۲
ويقول :
مُنيتُ بِمَن لا يُطيعُ .۳
ويقول :
لا غَناءَ في كَثرَةِ عَدَدِكُم .۴
ويقول :
لَبِئسَ حُشّاشُ نارِ الحَربِ أنتُم .۵
ويقول :
هَيهاتَ أن أطلُعَ بِكُم أسرارَ العَدلِ .۶
و استناداً إلى بعض الروايات فقد كان الإمام الحسن عليه السلام يصفهم عند بيان حكمة صلحه مع معاوية قائلاً :
يَقولونَ لَنا إنَّ قُلُوبَهُم مَعَنا وَإِنَّ سُيوفَهُم لَمَشهورَةٌ عَلَينا !۷

1.تحف العقول : ص ۳۲۵ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۲۷ ، الكافي : ج ۵ ص ۶ ح ۶ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۶۵ ح ۹۳۱ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۳۲ ح ۹۰۵ .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۹۶ ح ۹۴۲ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۵ ، الغارات : ج ۱ ص ۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۴۹ ح ۹۱۰ - ۹۱۱ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۹۰ .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۳۱ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۱۱۰ ح ۹۴۹ .

7.الاحتجاج : ج ۲ ص ۷۲ ح ۱۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۴۷ ، ح ۱۴ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1922371
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به