905
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

وضَرَبَهُ آخَرُ مِنهُم عَلى‏ عاتِقِهِ فَكَبا مِنها لِوَجهِهِ ، وطَعَنَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ بِالرُّمحِ فَصَرَعَهُ ، وبَدَرَ إلَيهِ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ فَنَزَلَ لِيَحتَزَّ رَأسَهُ فَاُرعِدَ ، فَقالَ لَهُ شِمرٌ : فَتَّ اللَّهُ في عَضُدِكَ ، ما لَكَ تُرعِدُ ؟
ونَزَلَ شِمرٌ إلَيهِ فَذَبَحَهُ ، ثُمَّ دَفَعَ رَأسَهُ إلى‏ خَولِيِّ بنِ يَزيدَ ، فَقالَ : اِحمِلهُ إلَى الأَميرِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ .۱

۱۱۸۴.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : أقدَمَ [شِمرٌ] عَلَيهِ [أي عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ]بِالرَّجّالَةِ ، مِنهُم : أبُو الجَنوبِ وَاسمُهُ عَبدُ الرَّحمنِ الجُعفِيُّ ، وَالقَشعَمُ بنُ عَمرِو بنِ يَزيدَ الجُعفِيُّ ، وصالِحُ بنُ وَهبٍ اليَزَنِيُّ ، وسِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ ، وخَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ .
فَجَعَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ يُحَرِّضُهُم ، فَمَرَّ بِأَبِي الجَنوبِ وهُوَ شاكٍ فِي السِّلاحِ ، فَقالَ لَهُ : أقدِم عَلَيهِ ، قالَ : وما يَمنَعُكَ أن تُقدِمَ عَلَيهِ أنتَ ؟ فَقالَ لَهُ شِمرٌ : إلَيَّ تَقولُ ذا ! قالَ وأنتَ لي تَقولُ ذا ! فَاستَبّا ، فَقالَ لَهُ أبُو الجَنوبِ - وكانَ شُجاعاً - : وَاللَّهِ لَهَمَمتُ أن اُخَضخِضَ‏۲ السِّنانَ في عَينِكَ ، قالَ : فَانصَرَفَ عَنهُ شِمرٌ وقالَ : وَاللَّهِ لَئِن قَدَرتُ عَلى‏ أن أضُرَّكَ لَأَضُرَّنَّكَ .۳

۱۱۸۵.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : لَقَد مَكَثَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] طَويلاً مِنَ النَّهارِ ، ولَو شاءَ النّاسُ أن يَقتُلوهُ لَفَعَلوا ، ولكِنَّهُم كانَ يَتَّقي بَعضُهُم بِبَعضٍ ، ويُحِبُّ هؤُلاءِ أن يَكفِيَهُم هؤُلاءِ .
قالَ : فَنادى‏ شِمرٌ فِي النّاسِ : وَيحَكُم ، ماذا تَنظُرونَ بِالرَّجُلِ ؟ اُقتُلوهُ ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ! قالَ : فَحُمِلَ عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَضُرِبَت كَفُّهُ اليُسرى‏ ضَربَةً ضَرَبَها زُرعَةُ بنُ شَريكٍ التَّميمِيُّ ، وضُرِبَ عَلى‏ عاتِقِهِ ، ثُمَّ انصَرَفوا وهُوَ يَنوءُ ويَكبو .
قالَ : وحَمَلَ عَلَيهِ في تِلكَ الحالِ سِنانُ بنُ أنَسِ بنِ عَمرٍو النَّخَعِيُّ ، فَطَعَنَهُ بِالرُّمحِ فَوَقَعَ ، ثُمَّ قالَ لِخَولِيِّ بنِ يَزيدَ الأَصبَحِيِّ : اِحتَزَّ رَأسَهُ ! فَأَرادَ أن يَفعَلَ فَضَعُفَ فَاُرعِدَ ، فَقالَ لَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ : فَتَّ اللَّهُ عَضُدَيكَ وأبانَ يَدَيكَ ، فَنَزَلَ إلَيهِ فَذَبَحَُه وَاحتَزَّ رَأسَهُ ، ثُمَّ دُفِعَ إلى‏ خَولِيِّ بنِ

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۲ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۸ ، إعلام الورى‏ : ج ۱ ص ۴۶۹ وليس فيه من «ضربه» إلى «لوجهه» وفيهما «كتفه» بدل «كفّه» وراجع : مجموعة نفيسة : ص ۱۰۷ (تاج المواليد).

2.الخَضْخَضَةُ : التحريك (لسان العرب : ج ۷ ص ۱۴۵ «خضض») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۰ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۱ وليس فيه ذيله من «فمرّ» ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۷ وليس فيه صدره إلى «خولي بن يزيد الأصبحي» وكلّها نحوه .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
904

أوطَؤوهُ‏۱الخَيلَ بَعدَ ذلِكَ .۲

۱۱۸۱.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : إنَّ رَجُلاً مِن كِندَةَ يُقالُ لَهُ : مالِكُ بنُ النُّسَيرِ مِن بَني بَدّاءَ ، أتاهُ [أيِ الحُسَينَ عليه السلام‏] فَضَرَبَهُ عَلى‏ رَأسِهِ بِالسَّيفِ وعَلَيهِ بُرنُسٌ لَهُ ، فَقَطَعَ البُرنُسَ وأصابَ السَّيفُ رَأسَهُ فَأَدمى‏ رَأسَهُ ، فَامتَلَأَ البُرنُسُ دَماً .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا أكَلتَ بِها ولا شَرِبتَ ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ ! قالَ : فَأَلقى‏ ذلِكَ البُرنُسَ ، ثُمَّ دَعا بِقَلَنسُوَةٍ فَلَبِسَها وَاعتَمَّ ، وقَد أعيا وبَلَّدَ۳ ، وجاءَ الكِندِيُّ حَتّى‏ أخَذَ البُرنُسَ - وكانَ مِن خَزٍّ - فَلَمّا قَدِمَ بِهِ بَعدَ ذلِكَ عَلَى امرَأَتِهِ اُمِّ عَبدِ اللَّهِ ابنَةِ الحُرِّ ، اُختِ حُسَينِ بنِ الحُرِّ البَدِّيِّ ، أقبَلَ يَغسِلُ البُرنُسَ مِنَ الدَّمِ ، فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : أسَلَبَ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله تُدخِلُ بَيتي ؟ ! أخرِجهُ عَنّي ! فَذَكَرَ أصحابُهُ أنَّهُ لَم يَزَل فَقيراً بِشَرٍّ حَتّى‏ ماتَ .۴

۱۱۸۲.الإرشاد : لَمّا رَجَعَ الحُسَينُ عليه السلام مِنَ المُسَنّاةِ إلى‏ فُسطاطِهِ ، تَقَدَّمَ إلَيهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ في جَماعَةٍ مِن أصحابِهِ فَأَحاطَ بِهِ ، فَأَسرَعَ مِنهُم رَجُلٌ يُقالُ لَهُ مالِكُ بنُ النَّسرِ الكِندِيُّ ، فَشَتَمَ الحُسَينَ عليه السلام وضَرَبَهُ عَلى‏ رَأسِهِ بِالسَّيفِ ، وكانَ عَلَيهِ قَلَنسُوَةٌ فَقَطَعَها حَتّى‏ وَصَلَ إلى‏ رَأسِهِ فَأَدماهُ ، فَامتَلَأَتِ القَلَنسُوَةُ دَماً .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا أكَلتَ بِيَمينِكَ ، ولا شَرِبتَ بِها ، وحَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ الظّالِمينَ . ثُمَّ ألقَى القَلَنسُوَةَ ، ودَعا بِخِرقَةٍ فَشَدَّ بِها رَأسَهُ ، وَاستَدعى‏ قَلَنسُوَةً اُخرى‏ فَلَبِسَها وَاعتَمَّ عَلَيها .۵

۱۱۸۳.الإرشاد : نادى‏ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الفُرسانَ وَالرَّجّالَةَ ، فَقالَ : وَيحَكُم ما تَنتَظِرونَ بِالرَّجُلِ ، ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ؟ فَحُمِلَ عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَضَرَبَهُ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ عَلى‏ كَفِّهِ اليُسرى‏ فَقَطَعَها ،

1.في المصدر : «أوطأه» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.الاُصول الستّة عشر : ص ۱۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۱ ح ۳۰ .

3.بَلَّدَ الرجلُ : إذا ضَعُف (لسان العرب : ج ۳ ص ۹۶ «بلد») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۸ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۵ وفيه «مالك بن نسر» ؛ مثير الأحزان : ص ۷۳ - ۷۶ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۷ وليس فيه ذيله من «وقد أعيا» ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۳ ح ۱۰۹۰ عن المدائني وص ۱۶۵ ح ۱۰۹۴ عن أبي مخنف وفيها «مالك بن بشير» ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۵۷ وفيه «مالك بن اليسر» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۳ .

5.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۰ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۸ وفيه «مالك بن أنس» ، الملهوف : ص ۱۷۲ نحوه .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1985982
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به