907
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

النَّخَعِيُّ فَطَعَنَهُ ، فَسَقَطَ . ونَزَلَ إلَيهِ حَولِيُ‏۱ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ لِيَحُزَّ رَأسَهُ ، فَاُرعِدَت يَداهُ . فَنَزَلَ أخوهُ شِبلُ بنُ يَزيدَ فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، فَدَفَعَهُ إلى‏ أخيهِ حَولِيٍّ .۲

۱۱۸۸.المنتظم : بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام زَماناً مَا انتَهى‏ إلَيهِ رَجُلٌ مِنهُم ، إلَّا انصَرَفَ عَنهُ وكَرِهَ أن يَتَوَلّى‏ قَتلَهُ ، وَاشتَدَّ بِهِ العَطَشُ فَتَقَدَّمَ لِيَشرَبَ ، فَرَماهُ حُصَينُ بنُ تَميمٍ بِسَهمٍ فَوَقَعَ في فَمِهِ ، فَجَعَلَ يَتَلَقَّى الدَّمَ ويَرمي بِهِ السَّماءَ ويَقولُ : اللَّهُمَّ أحصِهِم عَدَداً وَاقتُلهُم مَدَداً ، ولا تَذَر عَلَى الأَرضِ مِنهُم أحَداً .۳

۱۱۸۹.الملهوف : لَمّا اُثخِنَ الحُسَينُ عليه السلام بِالجِراحِ وبَقِيَ كَالقُنفُذِ ، طَعَنَهُ صالِحُ بنُ وَهبٍ المُزَنِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ عَلى‏ خاصِرَتِهِ طَعنَةً ، فَسَقَطَ الحُسَينُ عليه السلام عَن فَرَسِهِ إلَى الأَرضِ عَلى‏ خَدِّهِ الأَيمَنِ ، ثُمَّ قامَ عليه السلام .
قالَ الرّاوي : وخَرَجَت زَينَبُ عليها السلام مِن بابِ الفُسطاطِ وهِيَ تُنادي : وا أخاه ! وا سَيِّداه ! وا أهلَ بَيتاه ! لَيتَ السَّماءَ انطَبَقَت عَلَى الأَرضِ ، ولَيتَ الجِبالَ تَدَكدَكَت عَلَى السَّهلِ .
قالَ : وصاحَ شِمرٌ بِأَصحابِهِ : ما تَنتَظِرونَ بِالرَّجُلِ ؟! قالَ : فَحَمَلوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَضَرَبَهُ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ عَلى‏ كَتِفِهِ اليُسرى‏ ، فَضَرَبَ الحُسَينُ عليه السلام زُرعَةَ فَصَرَعَهُ ، وضَرَبَهُ آخَرُ عَلى‏ عاتِقِهِ المُقَدَّسِ بِالسَّيفِ ضَربَةً كَبا عليه السلام بِها عَلى‏ وَجهِهِ .
وكانَ قَد أعيا فَجَعَلَ يَنوءُ ويَكبو ، فَطَعَنَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ في تَرقُوَتِهِ ، ثُمَّ انتَزَعَ الرُّمحَ فَطَعَنَهُ في بَواني صَدرِهِ ، ثُمَّ رَماهُ سِنانٌ أيضاً بِسَهمٍ فَوَقَعَ السَّهمُ في نَحرِهِ ، فَسَقَطَ عليه السلام وجَلَسَ قاعِداً ، فَنَزَعَ السَّهمَ مِن نَحرِهِ ، وقَرَنَ كَفَّيهِ جَميعاً وكُلَّمَا امتَلَأَتا مِن دِمائِهِ خَضَبَ بِها رَأسَهُ ولِحيَتَهُ ، وهُوَ يَقولُ : هكَذا ألقَى اللَّهَ مُخَضَّباً بِدَمي ، مَغصوباً عَلى‏ حَقّي .
فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ لِرَجُلٍ عَن يَمينِهِ : اِنزِل - وَيحَكَ - إلَى الحُسَينِ فَأَرِحهُ ! فَبَدَرَ إلَيهِ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ لِيَحتَزَّ رَأسَهُ فَاُرعِدَ ، فَنَزَلَ إلَيهِ سِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ لَعَنَهُ اللَّهُ فَضَرَبَهُ بِالسَّيفِ في حَلقِهِ الشَّريفِ ، وهُوَ يَقولُ : وَاللَّهِ إنّي لَأَحتَزُّ رَأسَكَ وَأعلَمُ أنَّكَ ابنُ رَسولِ اللَّهِ ، وخَيرُ النّاسِ أباً واُمّاً ، ثُمَّ احتَزَّ رَأسَهُ الشَّريفَ عليه السلام . وفي ذلِكَ يَقولُ الشّاعِرُ :

1.هكذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصحيح : «خوليّ» كما هو المعروف والموجود في أغلب النقول .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۵۸ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۹ .

3.المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۰ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۵ ؛ الملهوف : ص ۱۷۲ ، مثير الأحزان : ص ۷۳ كلّها نحوه وفيها صدره إلى «قتله» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۳ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
906

يَزيدَ ، وقَد ضُرِبَ قَبلَ ذلِكَ بِالسُّيوفِ .۱

۱۱۸۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : مَكَثَ [الحُسَينُ عليه السلام‏] مَلِيّاً مِنَ النَّهارِ وَالنّاسُ يَتَدافَعونَهُ ويَكرَهونَ الإِقدامَ عَلَيهِ ، فَصاحَ بِهِم شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ : ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم ! ماذا تَنتَظِرونَ بِهِ ؟ أقدِموا عَلَيهِ .
فَكانَ أوَّلَ مَنِ انتَهى‏ إلَيهِ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ التَّميمِيُّ ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ اليُسرى‏ ، وضَرَبَهُ حُسَينٌ عليه السلام عَلى‏ عاتِقِهِ فَصَرَعَهُ . وبَرَزَ لَهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ فَطَعَنَهُ في تَرقُوَتِهِ‏۲ ، ثُمَّ انتَزَعَ الرُّمحَ فَطَعَنَهُ في بَواني‏۳ صَدرِهِ ، فَخَرَّ الحُسَينُ عليه السلام صَريعاً ، ثُمَّ نَزَلَ إلَيهِ لِيَحتَزَّ رَأسَهُ ، ونَزَلَ مَعَهُ خَولِيُّ بنُ يَزيدَ الأَصبَحِيُّ فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، ثُمَّ أتى‏ بِهِ عُبَيدَ اللَّهِ بنَ زيادٍ فَقالَ :


أوقِر رِكابي فِضَّةً وذَهَباأنَا قَتَلتُ المَلِكَ المُحَجَّبَا
قَتَلتُ خَيرَ النّاسِ اُمّاً وأباًوخَيرَهُم إذ يُنْسَبُونَ نَسَباً
قالَ : فَلَم يُعطِهِ عُبَيدُ اللَّهِ شَيئاً .۴

۱۱۸۷.الأخبار الطوال : بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام مَلِيّاً جالِساً ، ولَو شاؤوا أن يَقتُلوهُ قَتَلوهُ ، غَيرَ أنَّ كُلَّ قَبيلَةٍ كانَت تَتَّكِلُ عَلى‏ غَيرِها ، وتَكرَهُ الإِقدامَ عَلى‏ قَتلِهِ .
وعَطِشَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَدَعا بِقَدَحٍ مِن ماءٍ ، فَلَمّا وَضَعَهُ في فيهِ رَماهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِسَهمٍ ، فَدَخَلَ فَمَهُ ، وحالَ بَينَهُ وبَينَ شُربِ الماءِ، فَوَضَعَ القَدَحَ مِن يَدِهِ . ولَمّا رَأَى القَومَ قَد أحجَموا عَنهُ ، قامَ يَتَمَشّى‏ عَلَى المُسَنّاةِ نَحوَ الفُراتِ ، فَحالوا بَينَهُ وبَينَ الماءِ ، فَانصَرَفَ إلى‏ مَوضِعِهِ الَّذي كانَ فيهِ .
فَانتَزَعَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَومِ بِسَهمٍ فَأَثبَتَهُ في عاتِقِهِ ، فَنَزَعَ عليه السلام السَّهمَ . وضَرَبَهُ زُرعَةُ بنُ شُريكٍ التَّميمِيُّ بِالسَّيفِ ، وَاتَّقاهُ الحُسَينُ عليه السلام بِيَدِهِ ، فَأَسرَعَ السَّيفُ في يَدِهِ . وحَمَلَ عَلَيهِ سِنانُ بنُ أوسٍ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۲ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۹ وليس فيه صدره إلى «هؤلاء» ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۲ وليس فيه ذيله ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۰ نحوه .

2.الترقُوَة : هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق (النهاية : ج ۱ ص ۱۸۷ «ترق») .

3.البَوَاني : عظام الصدر (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۹۶ «بني») .

4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۷۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۲ وص ۲۹۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۳ كلّها نحوه وليس فيها ذيله من «ثُمّ أتى» .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1985684
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به