95
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

( 7 )

دور النظام الإداري والاقتصادي للكوفة في التعبئة العسكرية للناس‏

كانت التركيبة العرقية والعقيدية والسياسية لأهل الكوفة ، وكذلك خصائصهم النفسية ، تستوجب أن يكون للظروف الاقتصادية السائدة في هذه المدينة دور مؤثّر للغاية في تعبئتهم عسكرياً ، ومن أجل إيضاح هذا الموضوع من الضروري أن نشير إشارة قصيرة إلى النظام الإداري ومصادر دخل الأهالي :

أ - النظام الإداري‏

كانت أهمّ عناصر المنظومة الإدارية للكوفة عبارة عن :

أوّلا : الوالي‏

يمثّل «الوالي» أهمّ مسؤول تنفيذي في الكوفة ، حيث كان يعيّن بشكل مباشر من جانب رئيس الحكومة المركزية ، وتُوكَل إليه إدارة اُمور الكوفة وتوابعها ۱۲ .

ثانياً : رؤساء الأرباع‏

عندما عُيّن«زيادُ بن أبيه» عام 50 للهجرة أميراً على الكوفة ،۳قسّم جميع قبائل الكوفة إلى أربعة أقسام بهدف السيطرة أكثر على هذه المدينة۴ : ربع أهل المدينة ، ربع تميم وهمدان ، ربع ربيعة وكندة، ربع مذحج وأسد. وعيّن لكلّ ربع رئيساً ، حيث كان يسمّى مجموعهم رؤساء الأرباع .۵

1.كانت مدن إيران الكبرى : آذربايجان ، زنجان ، قزوين ، طبرستان ، كابل تعدّ من توابع الكوفة آنذاك .

2.تاريخ العراق في عصور الخلافة العربية : ص ۲۱ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۲۳۵ .

4.الأعلام للزركلي : ج ۳ ص ۵۳ .

5.مجلّة مشكاة : العدد ۵۳ ص ۳۰ .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
94

في العنف ، فقد كانوا يتعاملون بعنف مع كلّ ظاهرة ، مغترّين بقوّتهم العسكريّة وفتوحهم ؛ ليستعيدوا بذلك هويّتهم ويحقّقوا مصالحهم .

خامساً : النزعة القبليّة

كانت النزعة القبلية السائدة في العراق وجزيرة العرب ، متجسّدة في الكوفة أيضاً ، وعلى هذا فقد كان أفراد القبيلة مرتبطين بشيوخ قبائلهم أكثر من ارتباطهم بالحكّام . وقد كان السياسيّون - مثل : معاوية وابن زياد - يستغلّون قوّة هذه القبائل من خلال تطميع رؤسائها ، خلافاً لأئمّة الشيعة عليهم السلام .

تعداد بازدید : 1975927
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به