947
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

فَيُسرِعوا بِالشَّماتَةِ ، فَلَم أزَل حافِظَةً لِلوَقتِ حَتّى‏ جاءَ النّاعي يَنعاهُ ، فَحُقِّقَ ما رَأَيتُ .۱

۱۲۷۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن اُمّ سلمة : جاءَ جَبرَئيلُ إلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَقالَ : إنَّ اُمَّتَكَ تَقتُلُهُ - يَعنِي الحُسَينَ - بَعدَكَ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : ألا اُريكَ مِن تُربَةِ مَقتَلِهِ ؟ قالَ : نَعَم ، فَجاءَ بِحَصَياتٍ ، فَجَعَلَهُنَّ رَسولُ اللَّهِ في قارورَةٍ ، فَلَمّا كانَت لَيلَةُ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : سَمِعتُ قائِلاً يَقولُ :


أيُّهَا القاتِلونَ جَهلاً حُسَيناًأبشِروا بِالعَذابِ وَالتَّنكيلِ‏
قَد لُعِنتُم عَلى‏ لِسانِ ابنِ داوودَوموسى‏ وصاحِبِ الإِنجيلِ‏
قالَت : فَبَكَيتُ ، فَفَتَحتُ القارورَةَ ، فَإِذا قَد حَدَثَ فيها دَمٌ .۲

۱۲۷۳.الأمالي للطوسي عن عبد اللَّه بن عبّاس : بَينا أنَا راقِدٌ في مَنزِلي إذ سَمِعتُ صُراخاً عَظيماً عالِياً مِن بَيتِ اُمِّ سَلَمَةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَخَرَجتُ يَتَوَجَّهُ بي قائِدي إلى‏ مَنزِلِها ، وأقبَلَ أهلُ المَدينَةِ إلَيهَا الرِّجالُ وَالنِّساءُ ، فَلَمَّا انتَهَيتُ إلَيها قُلتُ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، ما بالُكِ تَصرُخينَ وتَغوثينَ ؟ فَلَم تُجِبني ، وأقبَلَت عَلَى النِّسوَةِ الهاشِمِيّاتِ ، وقالَت : يا بَناتِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، أسعِدنَني‏۳وَابكينَ مَعي ، فَقَد - وَاللَّهِ - قُتِلَ سَيِّدُكُنَّ وسَيِّدُ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، قَد - وَاللَّهِ - قُتِلَ سِبطُ رَسولِ اللَّهِ ورَيحانَتُهُ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقيلَ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، ومِن أينَ عَلِمتِ ذلِكِ ؟ قالَت : رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ السّاعَةَ شَعِثاً مَذعوراً ، فَسَأَلتُهُ عَن شَأنِهِ ذلِكَ ، فَقالَ : «قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ وأهلُ بَيتِهِ اليَومَ ، فَدَفَنتُهُم ، وَالسّاعَةَ فَرَغتُ مِن دَفنِهِم» .
قالَت : فَقُمتُ حَتّى‏ دَخَلتُ البَيتَ وأنَا لا أكادُ أن أعقِلَ ، فَنَظَرتُ فَإِذا بِتُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام الَّتي أتى‏ بِها جَبرَئيلُ مِن كَربَلاءَ ، فَقالَ : إذا صارَت هذِهِ التُّربَةُ دَماً فَقَد قُتِلَ ابنُكِ ، وأعطانيهَا

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۳۰ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۰ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۳۹ ح ۳۱ وراجع : تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۵ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۰ - ۱۹۴ ح ۳۵۲۲ - ۳۵۳۲ .

2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۹۵ ، الصواعق المحرقة : ص ۱۹۳ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۴۱ ح ۳۴ .

3.إسعاد النساء في المناحات : تقوم المرأة ، فتقوم معها اُخرى من جاراتها ، فتساعدها على النياحة (النهاية : ج ۲ ص ۳۶۶ «سعد») .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
946

2 / 2

صَيرورَةُ التُّربَةِ دَماً

۱۲۷۰.الخرائج والجرائح- في ذِكرِ مُعجِزاتِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام -: إنَّهُ عليه السلام لَمّا أرادَ العِراقَ قالَت لَهُ اُمُّ سَلَمَةَ : لا تَخرُج إلَى العِراقِ ، فَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «يُقتَلُ ابنِيَ الحُسَينُ بِأَرضِ العِراقِ» ، وعِندي تُربَةٌ دَفَعَها إلَيَّ في قارورَةٍ .
فَقالَ : وَاللَّهِ ، إنّي مَقتولٌ كَذلِكَ ، وإن لَم أخرُج إلَى العِراقِ يَقتُلونَني أيضاً ، وإن أحبَبتِ أن اُرِيَكِ مَضجَعي ومَصرَعَ أصحابي ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلى‏ وَجهِها ، فَفَسَحَ اللَّهُ في بَصَرِها حَتّى‏ أراها ذلِكَ كُلَّهُ ، وأخَذَ تُربَةً ، فَأَعطاها مِن تِلكَ التُّربَةِ أيضاً في قارورَةٍ اُخرى‏ ، وقالَ عليه السلام : فَإِذا فاضَتا دَماً فَاعلَمي أنّي قَد قُتِلتُ .
فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمّا كانَ يَومُ عاشوراءَ نَظَرتُ إلَى القارورَتَينِ بَعدَ الظُّهرِ ، فَإِذا هُما قَد فاضَتا دَماً ، فَصاحَت .۱

۱۲۷۱.الإرشاد عن اُمّ سلمة : خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِن عِندِنا ذاتَ لَيلَةٍ ، فَغابَ عَنّا طَويلاً ، ثُمَّ جاءَنا وهُوَ أشعَثُ أغبَرُ ، ويَدُهُ مَضمومَةٌ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ! ما لي أراكَ شَعِثاً مُغبَرّاً ؟
فَقالَ : «اُسرِيَ بي في هذَا الوَقتِ إلى‏ مَوضِعٍ مِنَ العِراقِ يُقالُ لَهُ كَربَلاءُ ، فَاُريتُ فيهِ مَصرَعَ الحُسَينِ ابني وجَماعَةٍ مِن وُلدي وأهلِ بَيتي ، فَلَم أزَل ألقُطُ دِماءَهُم ، فَها هِيَ في يَدي» ، وبَسَطَها إلَيَّ ، فَقالَ : «خُذيها وَاحتَفِظي بِها» ، فَأَخَذتُها ، فَإِذا هِيَ شِبهُ تُرابٍ أحمَرَ ، فَوَضَعتُهُ في قارورَةٍ ، وسَدَدتُ رَأسَها ، وَاحتَفَظتُ بِهِ .
فَلَمّا خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن مَكَّةَ مُتَوَجِّهاً نَحوَ العِراقِ ، كُنتُ اُخرِجُ تِلكَ القارورَةَ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ، فَأَشُمُّها ، وأنظُرُ إلَيها ، ثُمَّ أبكي لِمُصابِهِ ، فَلَمّا كانَ فِي اليَومِ العاشِرِ مِنَ المُحَرَّمِ - وهُوَ اليَومُ الَّذي قُتِلَ فيهِ عليه السلام - أخرَجتُها في أوَّلِ النَّهارِ ، وهِيَ بِحالِها ، ثُمَّ عُدتُ إلَيها آخِرَ النَّهارِ ، فَإِذا هِيَ دَمٌ عَبيطٌ ، فَصِحتُ في بَيتي وبَكَيتُ ، وكَظَمتُ غَيظي ؛ مَخافَةَ أن يَسمَعَ أعداؤُهُم بِالمَدينَةِ ،

1.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۵۳ ح ۷ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۱۷۹ ح ۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۹ ح ۲۷ .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1976205
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به