فَيُسرِعوا بِالشَّماتَةِ ، فَلَم أزَل حافِظَةً لِلوَقتِ حَتّى جاءَ النّاعي يَنعاهُ ، فَحُقِّقَ ما رَأَيتُ .۱
۱۲۷۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن اُمّ سلمة : جاءَ جَبرَئيلُ إلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَقالَ : إنَّ اُمَّتَكَ تَقتُلُهُ - يَعنِي الحُسَينَ - بَعدَكَ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : ألا اُريكَ مِن تُربَةِ مَقتَلِهِ ؟ قالَ : نَعَم ، فَجاءَ بِحَصَياتٍ ، فَجَعَلَهُنَّ رَسولُ اللَّهِ في قارورَةٍ ، فَلَمّا كانَت لَيلَةُ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : سَمِعتُ قائِلاً يَقولُ :
أيُّهَا القاتِلونَ جَهلاً حُسَيناًأبشِروا بِالعَذابِ وَالتَّنكيلِ
قَد لُعِنتُم عَلى لِسانِ ابنِ داوودَوموسى وصاحِبِ الإِنجيلِ
قالَت : فَبَكَيتُ ، فَفَتَحتُ القارورَةَ ، فَإِذا قَد حَدَثَ فيها دَمٌ .۲
۱۲۷۳.الأمالي للطوسي عن عبد اللَّه بن عبّاس : بَينا أنَا راقِدٌ في مَنزِلي إذ سَمِعتُ صُراخاً عَظيماً عالِياً مِن بَيتِ اُمِّ سَلَمَةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَخَرَجتُ يَتَوَجَّهُ بي قائِدي إلى مَنزِلِها ، وأقبَلَ أهلُ المَدينَةِ إلَيهَا الرِّجالُ وَالنِّساءُ ، فَلَمَّا انتَهَيتُ إلَيها قُلتُ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، ما بالُكِ تَصرُخينَ وتَغوثينَ ؟ فَلَم تُجِبني ، وأقبَلَت عَلَى النِّسوَةِ الهاشِمِيّاتِ ، وقالَت : يا بَناتِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، أسعِدنَني۳وَابكينَ مَعي ، فَقَد - وَاللَّهِ - قُتِلَ سَيِّدُكُنَّ وسَيِّدُ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، قَد - وَاللَّهِ - قُتِلَ سِبطُ رَسولِ اللَّهِ ورَيحانَتُهُ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقيلَ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، ومِن أينَ عَلِمتِ ذلِكِ ؟ قالَت : رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ السّاعَةَ شَعِثاً مَذعوراً ، فَسَأَلتُهُ عَن شَأنِهِ ذلِكَ ، فَقالَ : «قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ وأهلُ بَيتِهِ اليَومَ ، فَدَفَنتُهُم ، وَالسّاعَةَ فَرَغتُ مِن دَفنِهِم» .
قالَت : فَقُمتُ حَتّى دَخَلتُ البَيتَ وأنَا لا أكادُ أن أعقِلَ ، فَنَظَرتُ فَإِذا بِتُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام الَّتي أتى بِها جَبرَئيلُ مِن كَربَلاءَ ، فَقالَ : إذا صارَت هذِهِ التُّربَةُ دَماً فَقَد قُتِلَ ابنُكِ ، وأعطانيهَا
1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۳۰ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۳ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۰ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۳۹ ح ۳۱ وراجع : تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۵ وتاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۰ - ۱۹۴ ح ۳۵۲۲ - ۳۵۳۲ .
2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۹۵ ، الصواعق المحرقة : ص ۱۹۳ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۴۱ ح ۳۴ .
3.إسعاد النساء في المناحات : تقوم المرأة ، فتقوم معها اُخرى من جاراتها ، فتساعدها على النياحة (النهاية : ج ۲ ص ۳۶۶ «سعد») .