961
الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام

البُنيانِ وعَلى‏ بابِهِ أقوامٌ ، عَلَيهِم ثِيابُ صوفٍ خَشِنَةٌ ، فَأَلبَسَني والِدي ، ولَبِسَ ثِياباً خَشِنَةً ، وأخَذَ بِيَدي حَتّى‏ جِئنا وجَلَسنا عِندَ القَومِ ، فَدَخَلنا مَعَ القَومِ الدَّيرَ ، فَرَأَينا شَيخاً قَد سَقَطَ حاجِباهُ عَلى‏ عَينَيهِ مِنَ الكِبَرِ ، فَنَظَرَ إلَينا ، فَقالَ لِأَبي : أنتَ مِنّا أم مِن هذِهِ الاُمَّةِ المَرحومَةِ ؟
قالَ : لا ، بَل مِن هذِهِ الاُمَّةِ المَرحومَةِ .
قالَ : مِن عُلَمائِها أم مِن جُهّالِها ؟
قالَ أبي : مِن عُلَمائِها .
قالَ : أسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ ،
قالَ لَه : سَل ما شِئتَ... .
وَسَأَلَ عَن مَسائلَ كَثيرَةٍ وَأَجابَ أَبي عَنها... .
ثُمَّ ارتَحَلنا حَتّى‏ أتَينا عَبدَ المَلِكِ ... وقالَ : عُرِضَت لي مَسأَلَةٌ لَم يَعرِفهَا العُلَماءُ ! فَأَخبِرني ، إذا قَتَلَت هذِهِ الاُمَّةُ إمامَهَا المَفروضَ طاعَتُهُ عَلَيهِم ، أيَّ عِبرَةٍ يُريهُمُ اللَّهُ في ذلِكَ اليَومِ ؟
قالَ أبي : إذا كانَ كَذلِكَ لا يَرفَعونَ حَجَراً إلّا ويَرَونَ تَحتَهُ دَماً عَبيطاً .
فَقَبَّلَ عَبدُ المَلِكِ رَأسَ أبي ، وقالَ : صَدَقتَ ، إنَّ فِي اليَومِ الَّذي قُتِلَ فيهِ أبوكَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام كانَ عَلى‏ بابِ أبي مَروانَ حَجَرٌ عَظيمٌ ، فَأَمَرَ أن يَرفَعوهُ ، فَرَأَينا تَحتَهُ دَماً عَبيطاً يَغلي ، وكانَ لي أيضاً حَوضٌ كَبيرٌ في بُستاني ، وكانَ حافَتاهُ حِجارَةً سَوداءَ ، فَأَمَرتُ أن تُرفَعَ ويوضَعَ مَكانَها حِجارَةٌ بيضٌ ، وكانَ في ذلِكَ اليَومِ قَتلُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَرَأَيتُ دَماً عَبيطاً يَغلي تَحتَها ، أفَتُقيمُ عِندَنا ولَكَ مِنَ الكَراماتِ ما تَشاءُ ، أم تَرجِعُ ؟
قالَ أبي : بَل أرجِعُ إلى‏ قَبرِ جَدّي . فَأَذِنَ لَهُ بِالاِنصِرافِ .۱

۱۳۲۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن محمّد بن عمر بن عليّ : أرسَلَ عَبدُ المَلِكِ إلَى ابنِ رَأسِ الجالوتِ ، فَقالَ : هَل كانَ في قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام عَلامَةٌ ؟
فَقالَ ابنُ رَأسِ الجالوتِ‏۲ : ما كُشِفَ يَومَئِذٍ حَجَرٌ إلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبيطٌ .۳

1.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۲۹۱ ح ۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۱۵۲ ح ۳ .

2.هو الشخصية المبرزة والمقدّمة عند اليهود في البلاد الإسلامية .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۵۰۶ الرقم ۴۷۳ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۳۰ ، كفاية الطالب : ص ۴۴۳ ، الصواعق المحرقة : ص ۱۹۴ عن أبي سعيد ، وفيه «ما رفع حجر من الدنيا إلّا وتحته دم عبيط» .


الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
960

2 / 9

دَمٌ عَبيطٌ تَحتَ الأَحجارِ

۱۳۲۷.كامل الزيارات عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه [الصادق‏] عليه السلام : بَعَثَ هِشامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ إلى‏ أبي ، فَأَشخَصَهُ إلَى الشّامِ ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قالَ لَهُ : يا أبا جَعفَرٍ ، أشخَصناكَ لِنَسأَلَكَ عَن مَسأَلَةٍ لَم يَصلُح أن يَسأَلَكَ عَنها غَيري ، ولا أعلَمُ فِي الأَرضِ خَلقاً يَنبَغي أن يَعرِفَ أو عَرَفَ هذِهِ المَسأَلَةَ - إن كان - إلّا واحِداً .
فَقالَ أبي : لِيَسأَلني أميرُ المُؤمِنينَ عَمّا أحَبَّ ، فَإِن عَلِمتُ أجَبتُ ذلِكَ وإن لَم أعلَم قُلتُ : لا أدري ، وكانَ الصِّدقُ أولى‏ بي .
فَقالَ هِشامٌ : أخبِرني عَنِ اللَّيلَةِ الَّتي قُتِلَ فيها عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، بِمَا استَدَلَّ بِهِ الغائِبُ عَنِ المِصرِ الَّذي قُتِلَ فيهِ عَلى‏ قَتلِهِ ، ومَا العَلامَةُ فيهِ لِلنّاسِ ؟ فَإِن عَلِمتَ ذلِكَ وأجَبتَ فَأَخبِرني : هَل كانَ تِلكَ العَلامَةُ لِغَيرِ عَلِيٍّ عليه السلام في قَتلِهِ ؟
فَقالَ لَهُ أبي : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنَّهُ لَمّا كانَ تِلكَ اللَّيلَةُ الَّتي قُتِلَ فيها أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام لَم يُرفَع عَن وَجهِ الأَرضِ حَجَرٌ إلّا وُجِدَ تَحتَهُ دَمٌ عَبيطٌ ، حَتّى‏ طَلَعَ الفَجرُ ، وكَذلِكَ كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي قُتِلَ فيها هارونُ أخو موسى‏ عليهما السلام ، وكَذلِكَ كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي قُتِلَ فيها يوشَعُ بنُ نونٍ عليه السلام ، وكَذلِكَ كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي رُفِعَ فيها عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام إلَى السَّماءِ ، وكَذلِكَ كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي قُتِلَ فيها شَمعونُ بنُ حَمّونَ الصَّفا عليه السلام ، وكَذلِكَ كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي قُتِلَ فيها عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وكَذلِكَ كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي قُتِلَ فيهَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام .۱

۱۳۲۸.الخرائج والجرائح : رُوِيَ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام أنَّ عَبدَ المَلِكِ بنَ مَروانَ كَتَبَ إلى‏ عامِلِهِ بِالمَدينَةِ - وفي رِوايَةٍ : هِشامَ بنَ عَبدِ المَلِكِ - : أن وَجِّه إلَيَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ .
فَخَرَجَ أبي وأخرَجَني مَعَهُ ، فَمَضَينا حَتّى‏ أتَينا مَديَنَ‏۲ شُعَيبٍ عليه السلام ، فَإِذا نَحنُ بِدَيرٍ۳ عَظيمِ

1.كامل الزيارات : ص ۱۵۸ ح ۱۹۷ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۱۴۳ ح ۱۵۵ وليس فيه «وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها شمعون» إلى «طالب» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۰۳ ح ۵ .

2.مَدْيَن : مدينة على بحر القلزم محاذية لتبوك على نحو من ستّ مراحل ، وهي أكبر من تبوك ، وبها البئر التي استقى منها موسى عليه السلام لسائمة شُعيب (معجم البلدان : ج ۵ ص ۷۷) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر الكتاب .

3.الدَّيْرُ : خان النصارى (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۳ «دير») .

  • نام منبع :
    الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    طباطبائي نژاد،محمود؛ السيّدطبائي،روح الله
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1976669
صفحه از 1486
پرینت  ارسال به